سادت حالة من التوتر الشديد في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فجر اليوم السبت، عقب قصف إسرائيلي عنيف استهدف مناطق تضم خيام نازحين، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا دفنوا تحت الركام أثناء نومهم، وفق ما أفادت به مصادر محلية وناشطون على الأرض.
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن القصف كان مفاجئًا وأتى في وقت كان النازحون يخلدون للنوم، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير منهم، فيما لا تزال فرق الإسعاف عاجزة عن الوصول إلى المكان بسبب شدة القصف وخطورته.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يطلق القنابل الضوئية
وفيما وصفه السكان المحليون بأنه "أكثر ليال خان يونس رعبًا"، شوهدت القنابل الضوئية تملأ سماء المدينة في إطار عمليات تمشيط مكثفة نفذتها وحدات من الجيش الإسرائيلي بحثًا عن فلسطينيين مسلحين، حسب ما أوردته مصادر ميدانية. كما تحدث شهود عيان عن قيام القوات الإسرائيلية بتفخيخ عدد من المباني شرقي خان يونس ثم تفجيرها عن بُعد، ضمن ما يبدو أنه محاولة لتدمير بنية تحتية تعتقد إسرائيل أنها تُستخدم من قبل الفصائل الفلسطينية.
تقارير عن اشتباكات داخلية
في تطور لافت، أفادت مصادر محلية بأن مجموعة تُدعى "ياسر أبوشباب"، يُعتقد أنها تتلقى دعماً إسرائيلياً، أطلقت النار على تجمعات فلسطينية بهدف استفزاز عناصر من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، لإجبارهم على الظهور والاشتباك، ما يسهل استهدافهم من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي. وقد أسفر هذا الاستهداف عن مقتل مدني فلسطيني.
وتشير الروايات المتداولة إلى أن عناصر أمنية من حماس اكتشفت ما وصفوه بـ"الخدعة"، ونفذوا عملية تطويق لعناصر المجموعة، أدت إلى اعتقال اثنين منهم بينما فرّ آخرون وتمت ملاحقتهم في محيط المنطقة.
مناشير جوية تحذّر منها المؤسسات المحلية
وفي خطوة اعتبرها الفلسطينيون تصعيدًا نفسيًا جديدًا، أفاد ناشطون محليون أن طائرات إسرائيلية ألقت مناشير على مناطق في خان يونس تحتوي على شرائح اتصال صادرة عن شركة "سيلكوم" الإسرائيلية. وعبّر عدد من الإعلاميين والمجموعات المجتمعية عن قلقهم من أن تُستخدم هذه الشرائح للتجسس أو للتواصل مع الفلسطينيين بطرق تخدم الأجندة الأمنية الإسرائيلية. وقد صدرت تحذيرات عبر مكبرات الصوت في بعض الأحياء، مطالبة السكان بعدم استخدام هذه الشرائح بأي شكل من الأشكال، وعدم الرد على أي اتصال وارد منها.
تأتي هذه التطورات وسط تصاعد الغارات الجوية الإسرائيلية في جنوب القطاع، والتي تستهدف بشكل متكرر مناطق يُشتبه في احتوائها على بنية تحتية للمقاومة. وكانت مدينة خان يونس قد شهدت في الأيام الماضية هدوءًا نسبيًا عقب إعلان وقف إطلاق نار هشّ، إلا أن التصعيد الأخير يعيد المنطقة إلى دائرة الخطر والانفجار الأمني.
0 تعليق