كتب سائد أبو فرحة، وفا:

شهد وسط مدينتي رام الله والبيرة عملية اقتحام واسعة من قبل قوات الاحتلال دامت نحو ثلاث ساعات في وضح النهار، أمس، وأصيب خلالها 58 مواطنا، واعتقل عدة مواطنين، وتمت مداهمة عدد كبير من المباني والمحال التجارية، أبرزها محل العجولي للصرافة، الذي تمت مصادرة كافة محتوياته، واعتقال صاحبه وأربعة من العاملين فيه.
وبدأ الاقتحام قرابة الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، وتركز عند دوار المنارة وشارع القدس، وذلك من قبل قوة إسرائيلية خاصة، قبل أن تدفع قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة من آلياتها وجنودها إلى وسط المدينتين.
وأكدت مصادر متطابقة أن العشرات من جنود الاحتلال، انتشروا في وسط رام الله والبيرة، ودهموا عددا من المباني والمحال مثل محل العجولي للصرافة، في الوقت الذي اعتلت فيه مجموعة من القناصة أسطح بعض المباني.
واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص وقنابل الغاز بكثافة، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المواطنين.
وقالت جمعية الهلال الأحمر، إن طواقمها تعاملت مع 8 إصابات بالرصاص الحي، و14 إصابة بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، و5 بالشظايا، و31 اختناقا بالغاز.
وأشارت إلى أن من ضمن المصابين، طفلا (12 عاما) أصيب بعيار ناري في الظهر، ورجلا مسنا (71 عاما) واجهت طواقم الإسعاف صعوبة في الوصول إلى موقع إصابته عند "الحسبة".
وبينت أنه من ضمن الإصابات بالأعيرة المعدنية، إصابة في الصدر، وأخرى في الرقبة.
وأفاد شهود عيان في الموقع بأن جنودا إسرائيليين صادروا محتويات تابعة لمحل العجولي للصرافة، من بينها خزنات تحتوي عادة على أموال، وحمّلوها في شاحنة، وعلّقوا ملصقا على باب المحل يعرّف شركة العجولي للصرافة بأنها شركة "غير قانونية".
وتسبب الاقتحام المفاجئ في حالة من الإرباك بين المواطنين، الذين حوصر بعضهم داخل مركز البيرة الثقافي، حيث يقام الاعتصام الأسبوعي المساند للأسرى كل ثلاثاء، إذ تزامن الاقتحام مع فعالية كانت تجري في المكان، للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى سلطات الاحتلال.
وقدرت بعض المصادر عدد المواطنين الذين حوصروا داخل المركز بنحو 100 شخص.
وقال جيش الاحتلال في بيان نقلته وسائل إعلام عبرية، إنه دهم محل صرافة زعم أنه "ينقل أموالا إرهابية إلى عناصر (حماس)"، واعتقل خمسة "مطلوبين يشتبه بممارستهم أنشطة إرهابية"، وصادر مئات آلاف الشواكل.
وقال جيش الاحتلال، إن هذه العملية تأتي في إطار عمليات أخرى ينفذها في الضفة الغربية من أجل "تقويض البنية التحتية المالية" للمجموعات التي قال، إن أنشطتها تشكل تهديدا لإسرائيل.

اقتحامات وإصابات

كما أصيب عدد من المواطنين برضوض وجروح، إثر اعتداء قوات الاحتلال عليهم قرب مدخل بلدة إذنا غرب مدينة الخليل.
وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال اعتدى على عدد من المواطنين، وأطلق قنابل الصوت اتجاههم على مدخل بلدة إذنا الرئيسي.
في محافظة بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة تقوع وقريتي العساكرة وجورة الشمعة، جنوب المدينة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال داهمت منزلين في بلدتي تقوع والعساكرة، يعودان للمواطنيْن وائل نايف البدن، ووليد أحمد عساكرة.
كما داهمت قوات الاحتلال منزل المواطن ماهر سليم في جورة الشمعة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة طوباس بعدة دوريات عسكرية بعد انطلاقها من حاجز تياسير العسكري، وانتشرت في عدة أحياء فيها.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت في وقت سابق من الليلة قبل الماضية قرية عاطوف ونشرت جنودا مشاة فيها، بالإضافة إلى اقتحام أطراف بلدة طمون جنوب شرقي طوباس.

هدم وإخطارات

وفي القدس، هدمت آليات الاحتلال غرفة وجرفت أرضاً زراعية واقتلعت أشجار زيتون، في بلدة العيسوية شمال شرقي المدينة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة برفقة جرافات، وأقدمت على هدم غرفة وتجريف أرض زراعية واقتلاع أشجار زيتون منها، تعود ملكيتها للمواطن نصر نور الدين عبيد، بالإضافة إلى تحطيم خزانات المياه وتجريف السياج الحديدي والبوابة المحيطة بالأرض.
وفي محافظة نابلس، أخطرت قوات الاحتلال بهدم أكثر من 20 غرفة زراعية في بلدة بيت فوريك شرق المحافظة.
وأفاد رئيس لجنة الدفاع عن أراضي طانا ثائر حنني، بأن قوات الاحتلال وزعت إخطارات على كل الغرف الزراعية إلى الغرب من خربة طانا شرق بيت فوريك على حدود المناطق المصنفة "ب" وفق اتفاق أوسلو.

اعتداءات المستوطنين

من جهة أخرى، هاجم مستوطنون رعاة الأغنام من عائلة الحمامدة في قرية المفقرة بمسافر يطا جنوب الخليل، وحاولوا سرقة عدد من الأغنام، قبل أن يتصدى لهم المواطنون ونشطاء أجانب.
وأفادت مصادر محلية باعتقال الاحتلال شابا واحتجاز ناشطيْن أجنبييْن في القرية.
في الأغوار الشمالية، واصل مستوطنون، لليوم الثاني، تمديد خطوط مياه بلاستيكية من البؤرة الاستيطانية القريبة من خيام المواطنين في الحمة، باتجاه الأراضي الرعوية التي أغلقوها أمام المواطنين غربا.
ومنذ عدة أشهر، تشهد المناطق القريبة من الحمة هجمات من المستوطنين ضد رعاة الماشية الفلسطينيين، وإغلاق مئات الدونمات من الأراضي الرعوية أمامهم، ما أجبرهم على تركها.
في محافظة نابلس، اقتحم مستوطنون بيتاً في خربة الطويل بأراضي عقربا جنوب المدينة.
وأفادت مصادر محلية بأن مستوطنين، اقتحموا منزل المواطن محمد فواز عبد القادر، الذي تعرض لسرقة أغنامة قبل نحو شهرين من قبلهم.