في ظل ما شهده الموسم الماضي من إقصاء لنادي ليون المكسيكي من كأس العالم للأندية بسبب قضية تضارب ملكيته، بات مفهوم الملكية المتعددة للأندية يشكّل تحديًا كبيرًا، لم يعد مقتصرًا على الأمريكيتين، بل وصل إلى عمق كرة القدم الأوروبية.
تواجه الأندية والمستثمرون الآن ضغوطًا تنظيمية من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، الذي يسعى للموازنة بين تشجيع الاستثمار وحماية نزاهة المنافسات.
لم تعد الأندية الرياضية مجرد كيانات مستقلة، بل تحولت إلى جزء من شبكات استثمارية عابرة للقارات، يتيح هذا النموذج للمستثمرين تنويع المخاطر المالية وتوسيع مصادر الإيرادات عبر صفقات رعاية عالمية.
كذلك، يوفر مسارًا منظمًا لتطوير المواهب، حيث يتم اكتشافها في الأندية الصغيرة ضمن الشبكة ثم بيعها للأندية الكبرى لتحقيق أرباح مضاعفة.
ومع ذلك، فإن هذا النموذج الاقتصادي يواجه عقبات تنظيمية صارمة؛ فقرار "يويفا" بحرمان أندية مثل كريستال بالاس من المشاركة في المسابقات الأوروبية، يذكّر المستثمرين بأن الفوائد المالية الموعودة قد تتبدد في لحظة بسبب اللوائح.
الخسائر لا تقتصر على الحلم الرياضي فحسب، بل تمتد لتشمل مبالغ ضخمة من عوائد البث والجوائز المالية.
تضارب المصالح: تحدٍ فني وتنظيمي
تُعتبر قضية تضارب المصالح هي العائق الأكبر. في حين يمكن أن تمنح الملكية المتعددة الأندية الصغيرة فرصة لتطوير لاعبيها عبر نظام إعارات مدروس، فإنها تثير تساؤلات حول المنافسة العادلة عند تقابل ناديين من الشبكة نفسها في بطولة واحدة. يضع "يويفا" شروطًا صارمة تمنع أي شخص من ممارسة "تأثير حاسم" على ناديين في المسابقة نفسها.
أمثلة عالمية على شبكات الأندية:
صوت الجماهير وقنبلة الشغف الموقوتة
أكثر من يخشى من هذا التطور هم الجمهور، خاصةً في المدن الصغيرة، فهم لا يرغبون في أن تتحول أنديتهم إلى مجرد محطات لتصدير المواهب، أو "أندية قاطرة" تخدم مصالح الكيان الأكبر.
يرى الكثيرون أن هياكل الملكية المعقدة، مثل "الصناديق العمياء"، ما هي إلا ستار يخفي النفوذ الحقيقي لملاك الأندية.
الخبراء يجمعون على أن هذا النموذج قد يحقق قيمة مالية مستدامة، لكنه يبقى قنبلة موقوتة تهدد جوهر اللعبة: الشغف الجماهيري والمنافسة الشفافة، ومع تزايد الضغوط على "يويفا" لتأجيل المهل الزمنية أو وضع لوائح أكثر مرونة، يبقى السؤال: هل ستجد كرة القدم الأوروبية التوازن الصحيح بين جذب الاستثمار وضمان أن تبقى اللعبة في صميمها عادلة ونزيهة؟
0 تعليق