الاحتلال يعمل على محو مخيمات شمال الضفة - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد بلاص:

 

قال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة، أمس، إن جيش الاحتلال شرع في تنفيذ خطة أمنية ممنهجة لتدمير المخيمات، مؤكدا أن 400 أسرة ستصبح بلا مأوى في حال هدم 104 مبانٍ داخل المخيم تضم أكثر من 400 وحدة سكنية، إلى جانب عشرات المنشآت والمحال التجارية التي تعود ملكيتها لعائلات من المخيم.
وأشار سلامة، إلى أن قرار الهدم يأتي استكمالا لمخطط متكامل وضعه جيش الاحتلال وشرع في تنفيذه منذ الواحد والعشرين من كانون الثاني العام الماضي، حيث أصدر خلال الأشهر السابقة قرارين الأول بموجبه هدم 16 بناية سكنية والثاني 58 بناية، مشيراً إلى أن الإخطارات شملت منازل قديمة وحديثة البناء ومنشآت ومحال تجارية.
وأكد، أن معظم العائلات التي أمهلتها قوات الاحتلال، مؤخراً، مدة ساعتين لإخلاء مساكنها في مخيم طولكرم تمهيدا لهدمها، لم تتمكن من إخراج معظم مقتنياتها الشخصية أو مستلزماتها من تلك المساكن التي أجبر الاحتلال أصحابها على إخلائها بالقوة، منذ بدء العدوان على المخيم، شأنها في ذلك شأن جميع عائلات المخيم الذي أصبح فارغا من ساكنيه، وحوله الاحتلال إلى منطقة عسكرية مغلقة.
وأضاف للصحافيين، إن مخيم طولكرم، يمر بواحدة من أقسى فتراته منذ إنشائه، حيث يتعرض منذ نحو العام لحملات اقتحام متكررة من قبل قوات الاحتلال، بلغت ذروتها في العدوان الحالي، فحول الاحتلال حياة المواطنين اليومية إلى كابوس دائم، وسط اقتحامات ليلية، واعتقالات واسعة، وتدمير للبنى التحتية.
ووفق بلدية طولكرم، فإن قوات الاحتلال توجد في المدينة منذ أكثر من خمسة أشهر، وتتخذ من عدد من المباني ثكنات عسكرية مغلقة، وسمح الاحتلال لنحو 50 عائلة فقط بالدخول المؤقت إلى منازلها لإخراج بعض المقتنيات الشخصية قبل تنفيذ عملية الهدم المرتقبة.
وأظهرت خرائط وصور تحليلية حديثة، نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، تحولاً كبيراً في عمران وجغرافية مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس.
وكشفت مقارنة بين خرائط تعود إلى حزيران العام الماضي وأخرى حديثة، تغيرا وتحولا كبيرين في جغرافية المخيمات، حيث شق الاحتلال شوارع جديدة من خلال تدمير واسع للمباني السكنية والمنشآت.
وبحسب اللجنة التنسيقية لشبكة المنظمات الأهلية في جنين، فإن حجم الدمار الذي لحق بمخيمات شمال الضفة بات كارثيا، حيث تجاوز عدد البيوت المهدمة في مخيم طولكرم وحده 500 منزل، بينها 400 دمرت كليا و120 مهددة بالهدم، بالإضافة إلى نحو 480 منزلا هدمت في مخيم نور شمس المجاور، وما يقارب 800 محل تجاري تعرضت للهدم الكامل أو الجزئي.
وأضافت، إن مخيم جنين شهد هدم أكثر من نصف وحداته السكنية البالغ عددها 3227 وحدة، فضلا عن تدمير عمارة سكنية مكونة من تسع شقق ومحال ملاصقة لمستشفى جنين الحكومي، وما تبقى من منازل قائمة أصبح غير صالح للسكن بسبب الأضرار الناتجة عن التفجيرات، مشيرة إلى أن أكثر من 21 ألف نسمة نزحوا قسرا من جنين ومحيطها، وتوزعوا على أحياء قريبة أو انتقلوا إلى محافظات أخرى.
ولفتت، إلى أن مناطق كاملة مثل حي "الجابريات" المطل على المخيم من الجهة الجنوبية منه، إلى جانب مساحات واسعة من حي "الزهراء" شمالا، وحي "الهدف" غربا، باتت شبه خالية من السكان.
ووفق ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن عمليات الهدم الجارية أو تلك المخطط لها في الضفة الغربية تأتي في إطار "معايير أمنية" جديدة وضعتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول العام 2023.
وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن هذه الإجراءات ليست وليدة اللحظة، بل تأتي ضمن خطط أمنية تمت مراجعتها وتوسيعها منذ منتصف العام 2023.
وقالت، إن المؤسسة الأمنية في إسرائيل ترى في هذه المخيمات، خصوصا جنين وطولكرم ونور شمس، بيئات حاضنة لمجموعات مسلحة، وأنها تسعى لتقويض ما تسميه "التهديد المتزايد" منها.
من جهته، اعتبر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، أن هدم منازل المدنيين دون محاكمة أو إجراءات قانونية عادلة يخرق القانون الدولي الإنساني، ويأتي في إطار منظومة السيطرة والعقاب التي تنتهجها إسرائيل منذ عقود ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق