الجوع يدفع المئات إلى السطو على بسطات أهم أسواق مدينة غزة - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب عيسى سعد الله:


يواصل المواطنون الجوعى في قطاع غزة الاندفاع نحو مراكز ومحال المواد الغذائية، لتأمين لقمة العيش لهم ولأبنائهم، الذي يتضورون جوعاً.
فبعد اندفاع المواطنين نحو مخازن ومستودعات المؤسسات الأممية والسطو على ما بداخلها من مواد غذائية، اندفع في وضح نهار أمس، مئات المواطنين نحو البسطات والمحال التجارية في سوق الصحابة الكبير بمدينة غزة، واستولوا على المواد الغذائية، وسط حالة من الذعر والخوف والهلع سادت المكان.
ووقف أصحاب البسطات والتجار عاجزين عن أي فعل أمام اندفاع الجوعى الذين أخذوا كل ما يمكن تناوله. وعلل عدد من هؤلاء الجوعى فعلتهم بالارتفاع الكبير للأسعار، وعدم مقدرتهم على شراء أي شيء لإطعام أبنائهم او أسرهم.
وفي ظل غياب الشرطة وقوى الأمن تمكن المندفعون الجوعى من نهب والاستيلاء على كل ما تحتويه بسطات المواد الغذائية من سلع، خاصة الطحين والسكر وزيت الطهي والبقوليات والخضراوات.
وتسلح الجوعى بعصي وقضبان حديدية وآلات حادة كانوا على استعداد لاستخدامها في حال حاول البعض صدهم.
ولم تفلح مناشدات التجار وأصحاب البسطات بحمايتهم بسبب عدم قدرة رجال الشرطة والأمن على التحرك في المنطقة او أي منطقة أخرى في شمال غزة، بسبب تردي الأوضاع الأمنية، والتحليق المكثف لطائرات الاحتلال الحربية والمسيّرة فوق المكان.
وقال أحد الشبان، الذي تمكن من الحصول على أكثر من عشرة كيلو غرامات من مواد غذائية متنوعة، إن إقدام التجار على رفع الأسعار بشكل خيالي، تسبب في هذا الهجوم العفوي من فئة الفقراء وعدم المقتدرين، وهو واحد منهم.
وأوضح أن الحدث وقع بشكل عفوي ودون خطط سابقة، وما هي إلا ساعة واحدة فقط تجمع خلالها بعض المواطنين الفقراء الذين أذهلهم وأقلقهم الارتفاع المبالغ فيه في الأسعار، ليقرروا السطو على البسطات في وضح النهار، ودون إخفاء وجوهم.
وأكد الشاب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه وفي ظل غياب الرادع الحقيقي لأفعال التجار، على الجميع توقع الأسوأ، لا سيما أن عوائل بأكملها أصبحت في مرمى الموت جوعاً.
وأقسم الشاب ذاته بأن عائلته لم تذق الخبز منذ خمسة أيام لعدم قدرته على توفيره، بعد ارتفاع سعر الكيلو الى مستوى ثمانين شيكلاً.
ويشاركه الرأي المواطن بلال، الذي استغل هجوم الشباب ليظفر بكميات من الخضراوات والعدس، مؤكداً أنه لم يكن يتوقع أن يقوم بمثل هذه الأفعال، ولكن عجزه عن إطعام أسرته دفعه الى ذلك، وربما سيدفعه خلال قادم الأيام إلى ما هو أسوأ.
وحمل بشدة على التجار الذين لم يرأفوا بحال المواطنين الجوعى، ويواصلون رفع الأسعار بشكل جنوني، خاصة المواد الغذائية الأساسية كالطحين والسكر الذي وصل سعر الكيلو الواحد منه الى 180 شيكلاً، وزيت الطهي الى 150 شيكلاً، وزيت الزيتون الى 120 شيكلاً.
فيما لم يخش المواطن إبراهيم عثمان من أية ردة فعل من التجار على السطو على محالهم، وحملهم المسؤولية عن الذي جرى. وقال: ليس من حق أي مواطن التلاعب في الأسعار واستغلال ضعف السلطة والشرطة في القطاع، وعلى التجار أن يفهوا أن الجوع أصعب ما يمكن أن يواجهه المواطن، وقد يدفعه لارتكاب أخطر السلوكيات.
واعتبر أن السطو على هذا السوق، الذي نشأ بعد العدوان، مقدمة للسيطرة والاندفاع نحو أسواق ومحال أخرى تستغل المواطنين الجوعى، وترفع الأسعار.
وأقر عثمان بأن الاحتلال هو المسؤول الأول عن المجاعة، ولكن التجار المستغلين والمحتكرين أدوات له، مبيناً أنه لا يمكن للجائع أن يقبل باستمرار ارتفاع الأسعار بهذا الشكل الجنوني.
وتفرض قوات الاحتلال حصاراً مشدداً على قطاع غزة منذ تسعين يوماً، وترفض كل المناشدات الدولية والأممية بفتح المعابر وإدخال المواد الغذائية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق