كيف تحقق حج «اليسر والطمأنينة»؟ - هرم مصر

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
كان جميلاً اختيار شعار «يسر وطمأنينة» لحج هذا العام لأنه يترجم عملياً ما أرادته المملكة لكل حاج، وما تتيحه أنظمتها وإمكاناتها وخططها التي تشمل أدق التفاصيل المتعلقة برحلة الحج من بدايتها إلى نهايتها. لم يكن هذا الشعار للاستهلاك الإعلامي المجاني؛ لأن العالم كله يراقب ما يحدث ويستطيع أن يفرق بين الدعاية الفضفاضة والواقع الحقيقي، ولأن الحج مسؤولية جوهرية ضخمة تتحملها المملكة تجاه المسلمين في كل العالم، وتحرص أشد الحرص على أن تكون دائماً في مستوى هذه المسؤولية، والشرف العظيم الذي أكرمها الله به.

اليسر والطمأنينة مفردتان يسهل نطقهما، لكن يصعب تطبيقهما في التعامل مع ملايين البشر في نطاق زماني ومكاني محدود، ومن ثقافات ولغات وخلفيات اجتماعية مختلفة، لكن عندما تتوفر الإمكانات والإرادة المخلصة والتخطيط المتقن والكوادر البشرية المؤهلة الشغوفة بخدمة الحجيج، يصبح ممكناً جداً توفير اليسر والطمأنينة لهم، وبأفضل صورة ممكنة.

اليسر تم تحقيقه بالتنظيم الدقيق من نقطة انطلاق الحاج من بلده إلى عودته إليها. توفير كل الخدمات الحديثة المتطورة؛ النقل والخدمات اللوجستية، الصحة، السكن، الاتصالات، نظافة البيئة، التواصل بكل لغات الحجيج، سهولة الحصول على أي خدمة مهما كانت، توظيف التقنية الحديثة والخدمات الإلكترونية والذكاء الاصطناعي لمعرفة كل المعلومات المتعلقة بالحاج وتحديد موقعه والاستجابة الفورية لأي طارئ يتعرض له، وكثير كثير غير ذلك، يجعل «اليسر» وصفاً حقيقياً للحج.

أخبار ذات صلة

 

أما الطمأنينة فهي قرينة اليسر في الحج، وهذه الطمأنينة تحققها منظومة أمنية متكاملة لها خبرة متراكمة تتطور في كل موسم، وتستحدث المزيد من الأنظمة التي تضمن أمن الحجيج وطمأنينتهم وسلامتهم. يتنقل الحاج من مكان إلى مكان غير خائف على نفسه وماله ومتاعه، ينام ويصحو ويؤدي شعائر الحج وهو يعرف أن عيون الأمن ساهرة عليه، تحيطه بسياج قوي من الحماية والرعاية.

بطبيعة الحال لا يمكن الإحاطة هنا بكل الأسباب الكثيرة التي تجعل من الحج رحلة يسر وطمأنينة بالفعل، ولكن كل ما يقدم للحجيج من خدمات يثبت أن المملكة عندما تختار شعاراً لأي عمل تقوم به فإنها تترجمه بالأفعال، فكيف عندما يتعلق الأمر بشرف خدمة حجاج بيت الله الحرام.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق