كتب يوسف الشايب:
تُوّجت مسرحية "تريت" من إخراج الفنان معتصم أبو الحسن، بجائزة أفضل عمل مسرحي جامعي، في اختتام مهرجان المسرح الجامعي الثاني في فلسطين، مساء أمس، بتنظيم من وزارة التربية والتعليم العالي بالشراكة مع مسرح وسينماتك القصبة في رام الله، واحتضنت قاعته عروض المسرحيات السبع المُشاركة.
ومثلت المسرحية الفائزة الجامعة العربية الأميركية في جنين، التي أنتجتها بالشراكة مع مسرح الحرية في مخيم جنين، وشارك في تمثيلها ثلاثة من طلبتها، هم: شانتال رزق الله، وآية سمارة، وجعفر الأقرع.
وتشكلت لجنة التحكيم من الفنانين: محمد بكري، وجورج إبراهيم، وعامر خليل، وبيان شبيت، بالإضافة إلى إيناس أبو زينة المدير الإقليمي المالي لمؤسسة دروسوس في فلسطين.
وحازت الممثلة آية سمارة على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في المسرحية، التي تدور أحداثها داخل صالون تجميل منعزل، تتحوّل فيه لحظات الفرح المُفترضة عبر تجهيز عروس لحفل زفافها، إلى مواجهة مع المأساة، عبر اكتشاف أن العريس مات في الحرب، قبل أن تغوص المسرحية، التي تميزت بفكرها ومضمونها وإخراجها، في أبعاد أخرى تتمحور حول جدليات وجودية، فعبر شخصيات العروس، وناديا، وسامي، تحكي قصة شعب محاصر، ويتأرجح ما بين رغبة في الفرح وحزن يتكثف مع كل دقيقة وربّما أقل.
وفازت مسرحية "الشجرة المحرّمة" لجامعة بيت لحم بجائزة ثاني أفضل مسرحية من إخراج الفنان فراس أبو صباح، وتحكي حكاية مملكة مفترضة تدعي سيادة القانون والعدالة، لكن سرعان ما يتكشف أن الأمر مجرد خدعة، وأن الأمر لا يستقيم حيث يصل الأمر إلى علية القوم، ويهدد الأمن القومي، فسيادة القانون على الفقراء فقط، كما فازت المسرحية، التي كانت من بين الأعمال التي تميّزت بسينوغرافيّتها، بجائزة أفضل نص، وهو نص جماعي للطلبة المشاركين في العرض، أشرف عليه أبو صباح أيضاً.
أما مسرحية "الحفرة" لجامعة بيرزيت، ففازت بجائزة ثالث أفضل مسرحية، وهي من إخراج الفنانة مريم الباشا، في حين فاز الممثل محمد حسام بجائزة أفضل ممثل عن دوره في المسرحية، الرمزية التي لم يمكن أن تمّر مروراً عابراً، وكانت من بين العلامات الفارقة في المهرجان على مستوى المضمون الذي يحاكي الواقع الفلسطيني في أكثر من اتجاه، وبرؤية مغايرة فنيّاً.
وشارك في المهرجان سبع مسرحيات مثلت جامعات سبع هي: بيرزيت، وبيت لحم، والقدس، والعربية الأميركية، وفلسطين الأهلية، والنجاح الوطنية، والخليل.
وكان وكيل وزارة التربية والتعليم العالي د. بصري صالح، شدد على أهمية الفن كعمل مقاوم، خاصة في ظل ما تعيشه فلسطين من ظروف استثنائية، خاصة في قطاع غزة، لافتاً إلى ضرورة البناء على المسرح الجامعي، وإيلاء أهمية إضافية للمسرح المدرسي، لاسيما أن الأجيال اليافعة والشابة يمكن أن تصنع للقضية الفلسطينية الكثير من بوابة الفن والثقافة، ولاسيما المسرح.
في الإطار نفسه، كان المدير التنفيذي لمسرح وسينماتك القصبة سامر مخلوف، شدد على أنه "يأتي هذا المهرجان، بينما يواجه أبناء شعبنا حرب الإبادة وعدواناً متواصلاً يشنه الاحتلال الإسرائيلي، يستهدف الأرض والإنسان والهوية والتاريخ، في تكريس لصراع ليس بعابر، ولعمل ممنهج لجهة طمس روايتنا والمشروع الوطني الفلسطيني، وهنا يأتي مهرجان المسرح الجامعي في فلسطين، كمساحة للصمود والتعبير، ويؤكد أن الطلبة ليسوا فقط متلقين للأحداث، بل شركاء في صناعة الوعي، والحفاظ على الهوية".
0 تعليق