سجلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا قياسيًا خلال تداولات اليوم الثلاثاء، لتصل إلى أعلى مستوى تاريخي عند 3508 دولار للأونصة، وذلك بدعم من تزايد الطلب على المعدن الأصفر مع ارتفاع توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. إلا أن الذهب سرعان ما تراجع من قمته ليعود للتداول عند مستوى الافتتاح البالغ 3475 دولار ليستقر حاليًا عند 3474 دولار للأونصة.
وحقق الذهب منذ بداية العام مكاسب قوية بلغت نسبتها 32.5%، فيما ارتفع خلال شهر أغسطس بنسبة 4.8% بعد ثلاثة أشهر من التداول العرضي قرب مستوى 3300 دولار للأونصة. ويأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بتزايد التوقعات بأن الفيدرالي الأمريكي سيتجه لخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقرر في سبتمبر، وهو ما يعزز جاذبية الذهب باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا لحائزيه.
على الصعيد الاقتصادي، تعيش الأسواق حالة من عدم اليقين سواء عالميًا أو أمريكيًا، ما أدى إلى عودة الإقبال على الذهب كملاذ آمن. كما تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في خمسة أسابيع أمام سلة من العملات الرئيسية، وسط تصاعد أزمة الثقة الناجمة عن انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتكررة للفيدرالي ورئيسه جيروم باول، الأمر الذي انعكس سلبًا على جاذبية الأصول الدولارية وعزز من مكاسب الذهب.
وتشير توقعات الأسواق إلى احتمال بنسبة 90% أن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر. ويرى محللون أنه في حال تمكن الذهب من الاستقرار فوق مستوى 3500 دولار للأونصة، فقد يواصل مساره الصاعد نحو 3600 دولار وربما أعلى بنهاية العام، خاصة إذا تواصلت تخفيضات الفائدة وظلت الأزمات الجيوسياسية قائمة.
استقرار الذهب محليًا
محليًا، حافظت أسعار الذهب على استقرارها قرب مستويات الأمس، مدعومة بالارتفاع التاريخي في السعر العالمي واستقرار سعر الصرف. حيث سجل الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا في السوق المصرية، مستوى 4725 جنيهًا للجرام مع بداية التعاملات ليستقر عند نفس المستوى وقت كتابة التقرير.
ويرتبط السعر المحلي حاليًا بشكل مباشر بتطورات المعدن عالميًا، في ظل استقرار سعر صرف الدولار أمام الجنيه، والذي دعم استقرار السوق بعد ارتفاع صافي الأصول الأجنبية لدى البنوك المصرية بنسبة 23% خلال يوليو الماضي لتصل إلى 18.5 مليار دولار، مقارنة بـ15 مليار دولار في يونيو.
توقعات المرحلة المقبلة
يتجه أنظار المستثمرين العالميين حاليًا إلى بيانات تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكية المنتظر صدوره يوم الجمعة المقبل، والذي سيحدد إلى حد كبير حجم خفض الفائدة المتوقع من الفيدرالي لاحقًا هذا الشهر. أما محليًا، فمن المتوقع أن يواصل الذهب التداول فوق مستوى 4700 جنيه للجرام لعيار 21، مع محاولة تكوين قاعدة سعرية جديدة تعكس التوازن بين حركة المعدن عالميًا واستقرار سعر الصرف داخليًا.
0 تعليق