القدس - "الأيام": كشفت منظمة حقوقية إسرائيلية، مختصة بشؤون القدس، أن السياسة التعليمية الإسرائيلية في القدس الشرقية تقضي بأن بناء الصفوف والمدارس الجديدة مشروط بالالتحاق بالمنهاج الإسرائيلي.
ويُبرز تقرير جديد، نشرته منظمة "عير عميم"، تصعيداً واضحاً في سياسة إسرائيل التعليمية في القدس الشرقية، يؤثر على استقلالية النظام التعليمي الفلسطيني.
ويشير التقرير إلى أن وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، وبلدية القدس الغربية، أوضحتا أن أي صفوف أو مدارس جديدة يتم إنشاؤها ضمن خطة التنمية الحكومية يجب أن تعمل حصرياً وفق المنهاج الإسرائيلي.
وقالت "عير عميم": "تجبر هذه السياسة الأهالي والطلاب والمعلمين الفلسطينيين على الاختيار بين الاستمرار بتحمل نقص شديد في الصفوف الدراسية، بما في ذلك الاكتظاظ والمباني المتهالكة، أو التخلي عن المنهاج الفلسطيني، المبني على هويتهم الوطنية وتراثهم الثقافي".
ووفقاً للتقرير، يبلغ نقص الصفوف الدراسية حالياً 1,461، وفق بيانات البلدية الإسرائيلية.
وأضافت "عير عميم": "تستغل السياسة هذا النقص القائم، ما يخلق أداة ضغط تجبر الأهالي والطلاب على الاختيار بين الاستمرار في النقص أو التخلي عن هويتهم وثقافتهم والانضمام إلى المنهاج الإسرائيلي".
وتابعت: "خلال السنة الدراسية 2024–2025، ارتفع عدد الطلاب الفلسطينيين الملتحقين بالمنهاج الإسرائيلي إلى 22,966 طفلاً، أي نحو 27% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في القدس الشرقية".
كما يوثق التقرير موجة تشريعية غير مسبوقة خلال العام الماضي تستهدف النظام التعليمي الفلسطيني في المدينة، ومن أبرزها أنه في كانون الثاني 2025 دخل قانون حظر أنشطة "الأونروا" حيز التنفيذ، ما أدى إلى إغلاق سبع مدارس في القدس الشرقية، وكان عدد الطلاب المتأثرين حوالى 1,100 طالب. قانون مضايقة المعلمين: يمنح وزير التربية الإسرائيلي سلطة سحب التمويل ومنع توظيف المعلمين بناءً على آرائهم المعلنة. في تموز 2025: اقتراح قانون يمنع توظيف خريجي الجامعات الفلسطينية، ومن المتوقع أن يزيد من نقص المعلمين ويؤثر بشكل كبير على النظام التعليمي.
وبينت "عِير عَمّيم" أن "السياسة الجديدة والتشريعات المستمرة تمثل هجوماً مباشراً على حق أطفال القدس الشرقية في التعلم وفق هويتهم وتراثهم وثقافتهم. تستغل الدولة النقص الحاد الذي سببته لتطبيق ضغوط سياسية على الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين".
يذكر أن الغالبية العظمى من المدارس في القدس الشرقية ما زالت تدرس المنهاج الفلسطيني، رغم الضغوط الإسرائيلية.
0 تعليق