حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، من أن لبنان يقف على حافة الهاوية، معتبرًا أن "تحريره" من هيمنة حزب الله المدعوم من إيران هو الشرط الأساسي لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.

وفي مقاله الذي نشرته صحيفة "التليغراف" البريطانية، دعا بولتون الغرب إلى التحرك الفوري لدعم لبنان، خاصة مع اقتراب نهاية ولاية قوات الأمم المتحدة "اليونيفيل" في عام 2026.

لبنان في مفترق طرق وجودي

استهل بولتون مقاله بطرح سؤال وجودي حول مستقبل لبنان، قائلاً: "هل سيتمكن من الخروج من عقود من الحرب والدمار، أم سيغرق مجدداً في دوامة الصراع الأهلي وهيمنة الإرهاب؟".

وأرجع أي فرصة للبنان للعودة إلى الحياة الطبيعية إلى الضربات التي وجهتها إسرائيل لإيران ووكلائها بعد هجمات 7 أكتوبر.

ويرى بولتون أن حزب الله، الذي وصفه بـ"الجماعة الإرهابية"، يحكم لبنان فعليًا من الظل لعقود، معتمدًا على "القوة العسكرية الغاشمة" والدعم المطلق من طهران، والذي "لولاه لما وُجد الحزب"، على حد تعبيره.

فشل القرار 1701 ودروس الماضي

عاد بولتون بالذاكرة إلى عام 2006 وصدور قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي كان يهدف إلى نزع سلاح حزب الله ودمجه في الحياة السياسية.

واعتبر أن هذا المسعى "حُكم عليه بالفشل منذ البداية"، لأن إيران وحزب الله لم تكن لديهما أي نية للاعتراف بالهزيمة، بل اعتمدا على "اللامبالاة الغربية" بعد استعادة الهدوء النسبي.

وحمل بولتون هذا الفشل المسؤولية جزئيًا عن تشجيع طهران ووكلائها، مما أدى في نهاية المطاف إلى هجمات 7 أكتوبر. وأشار إلى أنه على الرغم من الخسائر الفادحة التي ألحقها الاحتلا الإسرائيلي بالحزب، إلا أنه لا يزال يحتفظ بقدرات عسكرية كبيرة تشكل تهديدًا قائمًا.

خارطة طريق لـ'تحرير' لبنان

مع اقتراب نهاية ولاية قوات "اليونيفيل" التي وصفها بـ"غير الفعّالة"، يرى بولتون أن الحكومة اللبنانية تواجه مهمة "شاقة ومستحيلة على الأرجح" لنزع سلاح حزب الله دون مساعدة خارجية حقيقية. ولهذا، قدم خارطة طريق مقترحة:

دعم غربي مباشر: يجب على الدول الغربية إيجاد سبل ثنائية جديدة لدعم الجيش اللبناني والسلطات المدنية لتعزيز سيادة الدولة.

تعاون مع الاحتلال: شدد على ضرورة أن يواصل لبنان التعاون الوثيق مع إسرائيل، سواء لتأمين انسحابها من الجنوب أو للمساعدة في نزع سلاح حزب الله.

نقد للسياسة الأمريكية: انتقد بولتون جهود واشنطن الحالية لدعم الحكومة اللبنانية، واصفًا إياها بـ"غير الكفؤة وربما غير الفعالة".

تحذير أخير.. وإلا العودة إلى 7 أكتوبر

ختم بولتون مقاله بتحذير شديد اللهجة، مؤكدًا أن إيران وحزب الله لا ينويان تسليم أسلحتهما طواعية.

واعتبر أن رؤية لبنان ديمقراطيًا ومستقلًا وخاليًا من النفوذ الإيراني هي "خطوة جوهرية" نحو سلام شرق أوسطي مستدام.

وحذر من أنه "إذا تراجعت بيروت وداعموها الدوليون عن نزع سلاح حزب الله، فسننتهي في النهاية إلى حيث كنا في السابع من أكتوبر، وهذا أمر لا يمكن السماح به".