دقّت السلطات الأردنية ناقوس الخطر بشأن الوضع المائي في المملكة، بعد إعلان الأمين العام لسلطة وادي الأردن، هشام الحيصة، عن وصول مخزونات السدود هذا الصيف إلى "الخطوط الحمراء".
ويُنذر هذا التطور بتحديات جمّة تتعلق بتأمين مياه الشرب وتزايد الضغط على الموارد المائية الشحيحة أصلاً، مما يضع قطاعات الزراعة والصناعة والاستهلاك المنزلي في منافسة حادة.
وفي حديث لبرنامج "أخبار السابعة" على قناة "رؤيا"، أكد الخبير في قطاع المياه الدكتور إلياس سلامة أن الأردن يمر بسنة "جفاف شديد لم يمر عليه مثلها من قبل"، واصفاً الوصول إلى الخطوط الحمراء في السدود بأنه "خطر كبير".
أسباب الأزمة: شح الأمطار والطلب المتزايد
أوضح الدكتور سلامة أن السبب المباشر والجذري للوصول إلى هذه المرحلة الحرجة هو "عدم هطول المطر بشكل كافٍ". وتفاقمت الأزمة بفعل عوامل ضغط إضافية، أبرزها:
التوسع الزراعي: استمرار استخدام المياه الجوفية عالية الجودة في الزراعة من شمال الأردن إلى جنوبه، مما يؤدي إلى استنزاف المصادر المائية البيئية.
النمو السكاني: الزيادة المستمرة في عدد السكان ترفع من الطلب على المياه للاستخدامات المنزلية.
التداعيات: منافسة على كل قطرة ماء
يؤدي انخفاض مخزون السدود إلى تضاؤل قدرتها على تأمين مياه الشرب للمناطق التي تعتمد عليها، كما يزيد من حدة التنافس بين القطاعات الحيوية. وأشار سلامة إلى أن الوضع الاستراتيجي المائي في الأردن "غير مريح"، لكنه أكد وجود "إدارة حكيمة لضبط الأمور قدر الإمكان في الأشهر القليلة القادمة".
الحل الاستراتيجي: "تحلية مياه العقبة"
نفى الدكتور سلامة وجود أزمة في "إدارة" المياه بقدر ما هي أزمة في "تأمين مصادر إضافية". وشدد على أن الحل الجذري والوحيد للأزمة يكمن في تحلية مياه البحر، قائلاً: "لا يوجد حل إلا بتحلية مياه العقبة، وهو مشروع قائم لدى وزارة المياه والري"
(مشروع الناقل الوطني).
وكحل قصير الأمد، اقترح سلامة اللجوء إلى حلول سريعة مثل توفير "سفينة تحلية في العقبة" لتوفير كميات إضافية من المياه بشكل عاجل حتى يدخل المشروع الاستراتيجي حيز التنفيذ الكامل.
0 تعليق