دعاء قيام الليل لتحقيق الشفاعة .. يغفل الكثيرون خاصة في ليالي شهر ربيع الأول عن دعاء قيام الليل لتحقيق الشفاعة، خاصة ونحن في شهر ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي ثبتت في حقه الشفاعة من الكتاب والسنة.
كما أن دعاء قيام الليل لتحقيق الشفاعة من الأمور التي رغب عليها العلماء باعتبار أن قيام الليل دأب الصالحين والذي استن النبي صلى الله عليه وسلم لأمته المداومة عليه واستثمار ساعته في الدعاء باعتبارها من الأوقات المستجابة.
دعاء قيام الليل لتحقيق الشفاعة
وطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واجبة وهي من طاعة الله سبحانه وتعالى بحسب دار الإفتاء المصرية؛ فقد قرن ربنا عز وجل طاعة رسوله بطاعته، وجعل سبحانه أن من يُطِعِ الرسول فقد أطاع الله؛ فقال سبحانه: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ﴾ [النساء: 80]، ونحن مطالبون بأن نطيع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وطريقة طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذكرى مولده تكون بتنفيذ ما أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم والبعد عما نهى عنه الله ورسوله.
ولذلك فإن القرآن الكريم قد رسم لنا الطريقة المثلى في قوله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: 7]، وعلينا أن نقف عند الحدود التي رسمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله افعل ولا تفعل، ونتبع منهج حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونسير على هديه اقتداءً به لنرضي رسول الله في قبره، فنلتزم بالآداب والمبادئ الإسلامية التي جاءنا بها من عند ربه في احتفالنا، ونبتعد عن الفتن وإثارة الشهوات والاختلاط المشين بين الرجال والنساء، وننشر مبادئ الأخلاق النبيلة والقيم الرفيعة بين أبنائنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا، فإن فعلنا ذلك نكن قد أطعنا الله ورسوله وسعدنا في حياتنا الدنيا وفي آخرتنا إن شاء الله لنفوز برضوان الله، وما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا وأقبح الكفر والإفلاس في الرجل.
كما تعتبر الصلاة على الرسول - عليه الصلاة والسلام- وسيلة لكسب شفاعته، ونيل رحمة الله -عز وجل- ورضاه وغفرانه، وتثبيت الإنسان المسلم على الصراط المستقيم، وهي من أفضل أنواع الذكر وأسرع وسيلة لزيادة الورع والزهد والتقوى في نفوس المسلمين.
يقول الشيخ كارم الفقي، من علماء الأزهر الشريف، إن الشفاعة هي المقام الأعلى والمنزلة العظيمة، معقباً: "الشفاعة هي المقام المحمود الذي يغير الله سبحانه وتعالى وبه، شكل الدنيا وشكل الآخرة"، موضحاً أن الله سبحانه وتعالى شفع في الدنيا لأهل مكة وهم يعذبون الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، حيث ان وجود الرسول بينهم شفاعة لهم.
وأضاف كارم الفقي خلال لقائه مع برنامج "قلبي معك"، المُذاع على فضائية "صدى البلد"، أن يغير الله المقام يوم القيامة بالشفاعة، حيث يبعث رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، مقاماً عالياً، ليخفف به على الناس في المحشر، ويكون سبباً في دخول الناس الجنة، بالإضافة إلى التخفيف على أُناس دخلوا النار بحق تلك الشفاعة.
وأوضح عالم الأزهر الشريف، أن الشفاعة هي طلب العفو من الغير، أو طلب المساعدة من الغير، منوهاً أن الله عزوجل يشفع لـ هؤلاء إكراماً لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك يجب على المسلم الصلاة الدائمة على رسوله حتى ينال شفاعته.
دعاء قيام الليل لتحقيق الشفاعة
جاء عن أنس بن مالك أن النبي قال:"أنا أوَّلُ شَفِيعٍ في الجَنَّةِ، لَمْ يُصَدَّقْ نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِياءِ ما صُدِّقْتُ، وإنَّ مِنَ الأنْبِياءِ نَبِيًّا ما يُصَدِّقُهُ مِن أُمَّتِهِ إلَّا رَجُلٌ واحِدٌ"، وعن النبي أيضاً قوله:" شَفاعتي لأهلِ الكبائرِ مِن أمَّتي"، وعنه -؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ، مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ).
وكشف الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، عن دعاء أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم أن من قاله بعد ترديد الأذان للصلاة، حلت (أي وجبت) له شفاعة النبي.
وأضاف وسام، عبر فيديو بثته دار الإفتاء على يوتيوب، أن النبي ﷺ قال في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري: "من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة".
وأشار إلى أن المسلم إذا سمع الأذان يقول كما يقول المؤذن، إلا عند الحيعلة فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، عند حي على الصلاة حي على الفلاح يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، أما البقية فيقول مثله، موضحا أنه بعد الفراغ من الأذان، يُسن للمؤذن والسامع أن يصلي على النبي ﷺ ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته.
اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته.
اللهمّ لك الحمد أنت قيّوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق ولقاؤك حق والجنّة حق والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق والساعة حق.
اللهمّ لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكّلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدّمت وما أخّرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت الله لا إله إلا أنت ولا حول ولا قوّة إلا بك.
اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض أن تصبّ الطمأنينة في قلوبنا.
اللهمّ إنّي ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلّا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنّك أنت الغفور الرحيم.
اللهم إني أعوذ بعزتك وجلالك من شتات الأمر ومن مس الضر ومن ضيق الصدر ومن حلول الفقر ومن تقلب الدهر ومن العسر بعد اليسر ومن العقوق بعد البر ومنن علي يا إلهي بدوام العافية والستر.
اللهمّ اجعله لنا شفاءً وهدىً وإمامًا ورحمة، وارزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيك عنّا. اللهمّ لا تجعل لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرجته، ولا دَينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا عدوًّا إلا كفيته، ولا غائبًا إلا رددته، ولا عاصيًا إلا عصمته، ولا فاسدًا إلا أصلحته، ولا ميّتًا إلا رحمته، ولا عيبًا إلا سترته، ولا عسيرًا إلا يسّرته، ولا حاجةً من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضًا، ولنا فيها صلاح إلّا أعنتنا على قضائها في يسر منك وعافية برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
اللهمّ انصر عبادك المجاهدين نصرًا عزيزًا، وافتح لهم فتحًا مبينًا، اللهمّ انفعنا بما علّمتنا، وعلّمنا ما ينفعنا.
0 تعليق