العيسى يدشّن أعمال ملتقى الفقهاء الأول في كوالالمبور - هرم مصر

المدينة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
دشَّن معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، في العاصمة الماليزية "كوالالمبور"، أعمالَ ملتقى الفقهاء الأول بعنوان "تدريس الفقه الإسلامي وتكوين الفقيه: معالم وضوابط"، الذي ينظّمه المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي، برعاية دولة رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، وبحضور معالي إمام وخطيب المسجد الحرام رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي بمنظمة التعاون الإسلامي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، وسماحة مفتي الولايات الفيدرالية الماليزية الشيخ أحمد فواز بن فاضل، وعددٍ من كبار مفتي وفقهاء العالم الإسلامي ودُوَل الأقليّات.
لقطة شاشة 2025-08-27 192709

وأوضح سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء رئيس المجمع الفقهي الإسلامي بالرابطة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في كلمة ألقاها نيابة عنه معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء عضو المجمع الفقهي الإسلامي رئيس اللجنة العلمية بالمجمع الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد، أنَّ الفقه علمٌ دقيقٌ يتعلَّق بتخصص محدَّد، مشيرًا إلى أنَّ المكتبة الإسلامية تزخر اليوم بإنتاجٍ فقهيٍّ يعزّ نظيره.

لقطة شاشة 2025-08-27 192647

وأعرب عن أمله في أن يخرج الملتقى بدراسات وتوصيات تتعلَّق بتقريب هذا المحتوى الفقهي الكبير لطلبة الفقه الإسلامي، إضافة إلى دراسة مناهج تدريس الفقه في جامعات العالم الإسلامي، وما مدى قوتها وأثرها في تخريج فقيه يستطيع البحث والنظر، ودراسة المسائل والنوازل.

لقطة شاشة 2025-08-27 192623

وأعرب سماحته عن شكره للمجمع الفقهي الإسلامي، الذي يأتي في منظومة مؤسسات رابطة العالم الإسلامي، هذه الرابطة التي قدَّمتها المملكة العربية السعودية للعالم الإسلامي كي تساعد على جمع الكلمة، وتبني أواصر المحبة بين المسلمين، وتواجه نوازلهم الفقهية المعاصرة بنظرٍ علميٍّ متينٍ عبر هذا المجمع العريق.

لقطة شاشة 2025-08-27 192635

من جانبه رحَّب الدكتور العيسى بحضور هذا الملتقى المبارك، مؤكّدًا أنَّ الفقهَ الإسلاميَّ في امتداده التاريخي الحافل كان ولا يزال المرجعَ الشرعيَّ في العِلم بالأحكام الفرعية العملية المستمدّة من الأدلة التفصيلية، مُبصِّرًا المسلمين بدينهم على هَدي شريعتهم.

لقطة شاشة 2025-08-27 192547

وبيّن أن فقهاء الأمّة الكبار كان لهم إسهامٌ ميمونٌ في تعزيز وحدة الأمّة الإسلامية من خلال تمتين صلات العلم وأدبه بين المدارس الفقهية، انطلاقًا من نيّاتهم الصادقة، ورحابة صدورهم، وصفاء قلوبهم، وراسخ علومهم، فكانت ساحة العلم رحبة بهم، يُجلِّلهم أدبُ الإسلام الرفيع، وهو ما جعل هذا التعدُّد المذهبي مصدرَ إثراءٍ علميٍّ، مبرزًا معالم السَّعة والمرونة في الشرع الحنيف، وانسجامه التام على اختلاف الزمان والمكان والأحوال.

وشدَّد على أنه لمْ يضِق بهذا التنوّع ورحابته العلمية إلا مَن ضاق علمًا وأفقًا وباعًا، محذِّرًا من خطورة أولئك الذين حفِظوا متون النصوص ولمْ يستوعبوا معانيها وأدبها العالي، ولمْ يعلموا أنَّ فضلَ الله واسعٌ، وشريعته حنيفية سمحة، وأنَّ تأليفَهم لقلوب إخوانهم قد يكون وفق الموازنة بين المصالح والمفاسد، خيرًا لهم في دينهم ودنياهم من اجتهاد أصابوا فيه.

وأكد في هذا الصدد ضرورة استيعاب الاجتهادات الفقهية، وبناء الجسور بين المذاهب الإسلامية، تداولًا وتفاهمًا واحترامًا متبادلًا، مبينًا أنَّ علماء الأمّة، وقد تنوّعوا في اجتهاداتهم، إنّما هم لبِنات في بناء واحد؛ يزداد جمالًا في كثير من تنوّعه وتكامُله.

وختم فضيلته بالقول: "في هذا اللقاء المبارك كانت هناك لجنة تحضيرية اضطلَعت بكامل المسؤولية فيما نحسَب، وانتهت إلى إصدار هذا المجلّد الزاخر ببحوثه المتعمقة والمدققة في شأن تدريس الفقه الإسلامي، وتكوين الفقيه، في سياق معالم وضوابط مهمّة، فأجزل الله مثوبتهم".

من جهته أكّد الشيخ ابن حميد أنَّ الفقه الإسلامي ليس أحكامًا جامدة بل هو علمٌ حيٌّ يتطوَّر مع الزمن، مستمدٌّ من الكتاب والسُّنّة، مراعٍ للواقع المتغيِّر، مع الحفاظ على ثوابته الأصلية.

وأشار إلى أنَّ تطوير الدرس الفقهي يعني تقريب سلَّم الاجتهاد في أدواته ومعاييره، والاستفادة من مصادر الفقه ومخرجات اجتهادات الفقهاء المتقدمين والمعاصرين، واستيعاب لغة الفقه ومصطلحاته، ليتسنَّى إدراك أصول الفقه وفروعه، ومعالجة المستجدات دون الافتئات على الشريعة وأصولها ومصادرها.

وأشار إلى أنَّ تكوين الفقيه يتطلَّب بناء شخصية علمية متوازنة تجمع بين العُمق الشَّرعي والوعي العصري، مبيّنًا أنَّ هذا التطوير يقوم على أسسٍ راسخة أبرزها: الرجوع إلى الأدلة الشّرعية الأساسية من القرآن الكريم والسُّنة والإجماع والقياس والأدلة الأخرى، إضافة إلى مراعاة مقاصد الشريعة ومقاصد المكلّفين.

بدوره أكّد مفتي الولايات الفيدرالية في ماليزيا أهمية الاجتهاد الجماعي في ظلِّ المستجدات المُتسارعة والتطورات المعقّدة في مختلف جوانب الحياة، مبيّنًا أن الحياة المعاصرة بما فيها من تقدُّم تكنولوجي واجتماعي، أفرزت مسائل شرعية جديدة لم تكن موجودة في العصور السابقة، مما يستدعي آليات دقيقة ومنهجية لضمان استنباط الأحكام بما يتوافق مع مقاصد الشريعة ويحفظ مصالح الأمة.

وناقش الملتقى مسائل مهمّة مستجدَّة في تدريس مادة الفقه الإسلامي، مستعرضًا معالم وضوابط محوريّة في تكوين الفقيه المعاصر.

لقطة شاشة 2025-08-27 192530

وأصدر الملتقى في نهاية أعماله بيانًا ختاميًا؛ أشاد فيه المشاركون بما تُقدّمه المجامع الفقهية من نموذجٍ عصريٍّ رائدٍ في تنظيم الإجماع الفقهي، من خلال ضبْط مسار الاجتهاد الجماعي، وإسناده إلى نخبة من العلماء الذين جمعوا بين سَعة الفقه والخبرة العملية، والتمكُّن الحاذق من أدوات النظر والاستنباط وأصوله، كما شهد البيان جملةً من التوصيات الكفيلة بضبط وتطوير مسار الدرس الفقهي الإسلامي وتكوين الفقيه، ومواجهة التحديات الفقهية المعاصرة.

وشكر المشاركون في الملتقى رئاسة الوزراء في ماليزيا على رعايتها له، وأثنوا بالشكر على رابطة العالم الإسلامي، لجهودِها في إنجاح فكرة لقاء الفقهاء، ودعوا إلى تحويله إلى مناسبة دورية تنعقد في مختلف الدول الإسلامية؛ لتعميق أواصر العلاقة بين فقهاء المسلمين، وتسهيل تباحُثهم في الشؤون الشرعية والعلمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق