تلاحظ الكثير من الأمهات أن أطفالهن لا يهدؤون إلا بين أيديهن، ما قد يثير القلق أو التساؤل. لكن في الحقيقة، لهذا السلوك تفسيرات طبيعية ترتبط بالارتباط العاطفي، والشعور بالأمان، ورائحة الأم وصوتها الذي يبعث الطمأنينة. فهم هذه الأسباب يساعد الأم على تقبّل الأمر والتعامل معه بذكاء.
لماذا لا يهدأ طفلك إلا معكِ؟
1- الشعور بالأمان
الأم هي المصدر الأول للأمان بالنسبة للطفل منذ كان جنينًا في رحمها، حيث اعتاد على دقات قلبها وصوتها. لذلك، وجوده بين ذراعيها يمنحه راحة نفسية ويخفض مستوى التوتر لديه.
2- الرائحة والصوت المألوف
يستطيع الرضع التعرّف على رائحة الأم وصوتها بشكل مبكر جدًا، حتى منذ الأيام الأولى بعد الولادة. هذه المؤثرات الحسية تمنحه شعورًا بالاطمئنان لا يستطيع الحصول عليه من الآخرين.
3- الرضاعة والارتباط الجسدي
الأم ترتبط عند الطفل بمصدر الغذاء (الرضاعة)، ما يعزز العلاقة الجسدية والعاطفية بينهما. لذلك، غالبًا ما يربط الرضيع وجودها بالشبع والراحة.
4- الارتباط العاطفي (Bonding)
يُعرف هذا الارتباط باسم "التعلق الآمن"، وهو أساس مهم في تكوين شخصية الطفل. فكلما شعر بالقرب من أمه وتلقى منها الحنان والاهتمام، كلما كان أكثر استقرارًا نفسيًا في المستقبل.
5- أسباب صحية محتملة
في بعض الأحيان، قد يكون بكاء الطفل المبالغ فيه علامة على المغص أو التعب أو الحاجة إلى النوم، لكنه يفضل الأم لأنها الأقدر على قراءة احتياجاته والاستجابة لها بسرعة.
نصائح للتعامل مع الأمر:
- تقبّلي أن تعلق الطفل بكِ أمر طبيعي وصحي في هذه المرحلة.
- حاولي تدريجيًا تعويده على التهدئة بطرق أخرى، مثل الموسيقى الهادئة أو حمله من قِبل الأب.
- لا تشعري بالذنب إذا بكى مع الآخرين، فهذا لا يعني أنهم مقصرون، بل أن حاجته للأمان العاطفي أقوى.
هدوء الطفل مع أمه فقط هو انعكاس لرابط نفسي وجسدي عميق، وليس دلالًا أو ضعفًا في شخصيته. هذا السلوك يتلاشى تدريجيًا مع نموه وزيادة استقلاليته.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق