متحف محمود درويش من أعرق متاحف فلسطين، تأسس عام 2012 تخليدا لذكرى الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي يعد أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب، الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة والوطن.
ويعرض المتحف المقتنيات والأدوات الخاصة بدرويش، ويقول القائمون عليه إنه يعمل على ربط الشعب الفلسطيني بتاريخه وتراثه، إضافة إلى كونه يفتح آفاقا جديدة ورحبة للكتاب والمبدعين.
ويمنح المتحف جائزة سنوية للإبداع في مجالات الثقافة والأدب تمنح لمثقفين وأدباء من فلسطين وخارجها.
الموقع والتأسيس
أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية عن العمل في بناء المتحف أواخر عام 2008 (بعد وفاة الشاعر محمود درويش بثلاثة أشهر)، وذلك اعترافا بدوره وتخليدا لأدبه في ذاكرة الفلسطينيين.
وقد افتتح المتحف -الذي يقع في منطقة المصيون بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة- رسميا يوم 9 أغسطس/آب 2012 في الذكرى الرابعة لوفاة درويش.
ويطل المتحف على مدينة القدس المحتلة من خلال موقعه المميز، إذ يقع على تلة مرتفعة تبلغ مساحتها حوالي 9 آلاف متر مربع.
وصممه على شكل كتاب مفتوح المهندس الفلسطيني جعفر طوقان، وهو ابن الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان.
الأهداف
يعمل متحف محمود درويش على تعزيز الانتماء للقضية الفلسطينية من خلال تفعيل التراث الفلسطيني في بنائه، إذ تم استخدام الحجر القديم الذي يشبه ذلك المستخدم في بناء السلاسل الحجرية التي تحيط بكروم فلسطين وحقول الزيتون.
ويمثل المتحف "رئة ثقافية" للفلسطينيين بكل مكوناتهم، ويفتح آفاقا جديدة للكتاب والمبدعين، ليس فقط على مستوى فلسطين، بل امتد دوره إلى الشتات الفلسطيني.
ويعمل المتحف على ربط الفلسطينيين -في مختلف أماكن إقامتهم- بالمشهد الثقافي الفلسطيني عبر تنسيق زياراتهم إليه لتقديم إبداعاتهم وأفكارهم وأعمالهم الفنية والأدبية لجمهور الثقافة في فلسطين.
وتشجع إدارة المتحف الرحلات المدرسية والجامعية إليه للاطلاع على مقتنيات الشاعر الفلسطيني الراحل، وسبر رحلته ومسيرته في الحياة وفي الإبداع الشعري، والتعرف على إسهاماته في المشهد الثقافي والقضية الفلسطينية، وسعيه لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
المرافق والمحتويات
يعرض المتحف المقتنيات الخاصة بشاعر الجرح الفلسطيني وكتبه ودواوينه الشعرية ومخطوطات تراثية والجوائز والأوسمة التي حصل عليها في مسيرته.
إعلان
كما يعرض مخطوطة إعلان الاستقلال التي خطها الراحل بيده، وكل ما ترجم عنه إلى اللغات الأجنبية، إضافة إلى عشرات الصور التي تؤرخ لمراحل حياته.
ويضم المتحف صورا للراحل رفقة أفراد أسرته، وكذا صوره مع عدد من الشخصيات السياسية والثقافية الفلسطينية والعربية والعالمية، وأقيمت عند مدخله جدارية توضح للزوار نبذة عن حياته باللغتين العربية والإنجليزية منذ ولادته عام 1943 وحتى وفاته عام 2008.
وصممت قاعة المتحف من الداخل بأحرف اللغة العربية التي تقول إدارة المتحف إنها شكلت تراث وإنتاج محمود درويش، وفي الجزء الأعلى من القاعة تعرض مقتطفات من أبرز أعماله الشعرية على شاشة فيديو.
ولا يخلو المتحف من أمسيات شعرية مسجلة للشاعر، وقراءاته لمديح الظل العالي التي ألقاها في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1983، فضلا عن أخر أمسية شعرية ألقاها في مدينة رام الله قبل 40 يوما من وفاته.
ويضم المتحف أيضا ضريح محمود درويش، وتتوزع في أرجائه مجموعة مختارة من الأشجار والورود التي جلبها القائمون عليه من كل المدن الفلسطينية.
وفي المتحف كذلك مسرح تعرض فيه أمسيات فنية وثقافية تنظم بين الفينة والأخرى.
ويشتمل المتحف على ثلاث من الزوايا التي خصصت للجمهور، وهي:
زاوية المنبر الحر: وهي مساحة خصصت لدعم حرية التعبير عن الرأي يستطيع أي من الزوار استخدامها للتعبير عن أفكاره وآرائه بكل حرية. زاوية المسرح المفتوح: وهي عبارة عن فضاء خارجي يتسع لخمسمئة متفرج، مصمم على الطريقة الرومانية القديمة وتنظم فيه الأمسيات الثقافية والفنية الصيفية. قاعة الجليل: تنظم فيها معظم الأمسيات الثقافية ومعارض الفنون على مدى العام، وقد سميت بهذا الاسم تيمنا بمنطقة الجليل مسقط رأس محمود درويش.
0 تعليق