مهرجان الأردن لأفلام الأطفال.. غزة وحكايا النزوح والصمود في "خريف أحمر" - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُقام في العاصمة عمّان فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الأردن لأفلام الأطفال، بمشاركة عربية ودولية واسعة، تشمل عروضًا متنوعة لأفلام طويلة وقصيرة، روائية وتحريكية، من أكثر من 11 دولة، بينها الأردن وفلسطين والجزائر والهند ومصر وكوريا والمغرب وسوريا والولايات المتحدة ومولدوفا وتونس.

ويأتي المهرجان الذي تنظمه الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" ليمنح الأطفال فرصة للتفاعل المباشر مع السينما، وتوسيع آفاق خيالهم، وتعزيز قدراتهم الفكرية والاجتماعية من خلال محتوى نوعي يتجاوز الترفيه ليصل إلى التعليم والفكر النقدي -وفقا للمنظمين.

يمنح المهرجان 5 جوائز رئيسية تشمل: جائزة لجنة التحكيم للأفلام الطويلة، جائزة لجنة التحكيم للأفلام القصيرة، جائزة لجنة تحكيم الأطفال للأفلام القصيرة، جائزة الجمهور، وجائزة اليونيسيف لحقوق الطفل.

وفي حديثه مع الجزيرة نت، أوضح مدير المهرجان شادي النمري أن المهرجان جاء ليسد الفجوة في تنظيم فعاليات سينمائية تفاعلية خاصة بالأطفال، بما يسهم في تشكيل هويتهم وتطوير قدراتهم العقلية والاجتماعية، لكونهم ركيزة أساسية في بناء المجتمع وثقافته المستقبلية.

وأضاف أن المهرجان لا يقتصر على العروض السينمائية، بل يسعى أيضًا إلى اكتشاف وتنمية المواهب المحلية وتشجيعها، فضلا عن تسليط الضوء على صناعة سينما الطفل والشباب، من خلال ورش عمل وأنشطة متخصصة تناسب الفئات العمرية المستهدفة.

كما يلخص النمري الدور الأساسي للمهرجان في توفير محتوى نوعي للأطفال عبر أفلام مختارة تمثل ثقافات وتجارب متنوعة من العالم، وهي تجربة نادرة في القنوات والمنصات التقليدية بالعالم العربي.

ويهدف المهرجان كذلك إلى تعزيز الذائقة الفنية والبصرية لدى الأطفال عبر مشاهدة أفلام غير تجارية وبأساليب سرد مختلفة، إلى جانب تمكينهم من التفاعل مع السينما عبر ورش صناعة الأفلام والتحريك ومناقشة الأعمال، وصولا إلى إشراكهم في لجان التحكيم، مما يحوّل الطفل من متلقٍ سلبي إلى مشارك فعلي.

يشكّل المهرجان فرصة للأهالي لمشاركة أطفالهم أجواء العروض - الجزيرة نت
المهرجان يشكل فرصة للأهالي لمشاركة أطفالهم أجواء العروض (الجزيرة)

"خريف أحمر".. غزة تتحدث بلغة الفن

من بين الأفلام اللافتة في المهرجان، يبرز فيلم خريف أحمر للمخرجة الفلسطينية حنين كراز، الذي يُعرض بمدة لا تتجاوز 10 دقائق عبر تقنية الستوب موشن، بمشاركة أطفال ونساء نازحات من غزة تولّين تصميم الشخصيات وتلوينها وأداء أصواتها بأنفسهن.

إعلان

يحكي الفيلم رحلة النزوح بكل تفاصيلها: الخوف، الطوابير، البحث عن الأمان وسط الدمار والبرد القارس، في محاولة لتقديم مساحة للأمل والصمود، يتحول الألم إلى سرد بصري وسمعي نابض بالخيال والمقاومة التي سرعان ما ترى نفسها وحيدة وسط عالم ظالم، أسلوب الفيلم يجعل المشاهد يشعر بعفوية الأطفال والنساء وبساطة تعبيرهم وجزالته في ذات الوقت.

الفيلم يروى شكلا ومضمونا، ففي القصة تجد حكايا النزوح اليومية وفي الشكل يقف خلف هذا الإبداع نسوة تمسكن بصناعة هذا الفن في تعبير صارخ عن طبيعة الشعب المحب للحياة والمحب لوطنه والرافض لطمس هويته وثقافته وشغفه والذي يتوق لزوال احتلال بدّل ربيعه لخريف أحمر.

"للصغار والكبار أيضا"

تستمر فعاليات المهرجان لـ7 أيام، حيث تصف نادين تيلخ منتجة إحدى الأعمال المشاركة، الأجواء بأنها "جميلة ومليئة بالحيوية والإبداع والطفولة"، مضيفة أن الأطفال لم يكونوا وحدهم المستمتعين بالعروض، بل حتى الكبار وجدوا فيها فرصة للعودة إلى عالم طفولتهم.

يمتد المهرجان لسبعة أيام من العروض والورش المختلفة - الجزيرة نت
المهرجان يمتد 7 أيام من العروض والورش المختلفة (الجزيرة)

وتوضح تيلخ في حديثها للجزيرة نت أن الفيلم الموجه للأطفال يجب أن يحتوي على عناصر واضحة وتسلسل منطقي وأسلوب ممتع يخاطب إدراكهم من دون تعقيد فلسفي، مؤكدة أن وجود الأطفال كممثلين عنصر مهم يجذب نظر أقرانهم ويعزز تفاعلهم، مضيفة: "عندما تتجمع كل هذه المعطيات سيكون وقتها الطفل قادرا على أن يتعاطى مع الفيلم ببساطة حتى لو كان أساس القصة يتناول قضية كبيرة".

وتشير المنتجة الشابة إلى فيلمها "غماية" المشارك بالمهرجان لدورته الحالية، وهو من إنتاج شبابي خالص يحكي عن "نوال" في يومها الأخير مع "عمر"، الطفل الذي ربّته بمحبّة 6 سنوات، تواجه نوال مهمة صعبة إذ عليها أن تخبره أنه محتضن، وأن والدته البيولوجية جاءت لتأخذه، ومع مرور الوقت، تكافح لتعبّر عما تعجز الكلمات عن قوله، محاولة أن تمنحه ليس فقط الحقيقة، بل ذكرى حب تكفيه في حياته.

بما يحمله من أفلام وورش وأنشطة، يشكل مهرجان الأردن لأفلام الأطفال منصة للتعلم والإبداع، تدمج بين المتعة والمعرفة، وتُرسخ ثقافة السينما في وعي الأجيال الناشئة، فهو لا يقدم عروضًا سينمائية فحسب، بل يفتح، وفقا للقائمين عليه، نافذة للأطفال ليكونوا جزءًا من التجربة الفنية الكاملة: من المشاهدة، إلى النقاش والتحكيم، وصولا إلى صناعة الأفلام.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق