يعود مسلسل "إيميلي في باريس" في موسمه الخامس بتغييرات جوهرية شملت مواقع التصوير والشخصيات وأسلوب السرد، في محاولة من صنّاعه لإعادة تشكيل ملامحه بعد أعوام من التباين بين النجاح والنقد الجماهيري. وفي هذا الجزء، تنتقل إيميلي من حياة تقتصر على باريس إلى التنقل بين باريس وروما، لتتوسع الدراما بين المدينتين مع تصاعد مسؤولياتها المهنية وتشابك علاقاتها العاطفية. ومن المنتظر عرض الموسم الجديد في نهاية عام 2025.
ويواكب هذه التحولات غياب بعض الشخصيات البارزة، مثل كاميل صديقة إيميلي التي كان لها دور محوري في الأحداث، مقابل عودة مشروطة لغابرييل (لوكاس برافو). كما ينضم إلى المسلسل وجوه جديدة من بينها ميشيل لاروك وبراين غرينبرغ.
ويسعى الموسم الخامس إلى كسر النمط السابق واستعادة التوازن بين الأجواء الباريسية الخفيفة والسرد الفني الأكثر نضجا، في محاولة للرد على الانتقادات التي لاحقت العمل منذ انطلاقه.
من باريس إلى روما
بدأ تصوير الموسم الخامس من مسلسل "إيميلي في باريس" في مايو/أيار 2025 بالعاصمة الإيطالية روما، قبل أن يعود فريق العمل إلى باريس، مع مشاهد إضافية صُوّرت في فينيسيا خلال أغسطس/آب الجاري.
وأوضح المخرج دارن ستار أن الهدف من هذا التوسع الجغرافي هو توسيع العالم الدرامي للمسلسل عبر تداخل ثقافات مختلفة ومواقع متنوعة، مما يمنح البطلة فرصة للتحول من صورة الفتاة الباريسية التقليدية إلى شخصية أكثر تعقيدا تتنقل بين مدينتين تزخران بالتناقضات الدرامية والثقافية.
ويُنظر إلى هذا التحول المكاني باعتباره محاولة لإضفاء مزيد من النضج البصري والسردي على العمل، مع تنويع أماكن التصوير وإدخال تحديات ثقافية جديدة بين الفرنسيين والإيطاليين، وذلك بهدف إعادة تعريف شخصية إيميلي وعلاقاتها، من دون التخلي عن جذورها الأولى في باريس.
تحولات الشخصيات في الجزء الخامس
يشهد الموسم الخامس من "إيميلي في باريس" تحولا دراميا ملحوظا مع غياب شخصية "كاميل" التي جسّدتها الممثلة كاميل رازات، بعد إعلانها الانسحاب من العمل.
إعلان
وأوضحت رازات أن قصة شخصيتها وصلت إلى نهايتها الطبيعية، إذ بلغت صراعاتها وعلاقتها المعقدة مع إيميلي ذروتها، معتبرة أن استمرارها قد يجعل الشخصية زائدة عن الحاجة، وهو ما فضّلت تجنبه بالانسحاب في توقيت مناسب دراميا. لكنها لم تستبعد إمكانية عودتها في المستقبل إذا تغيّر مسار الأحداث.
أما شخصية "غابرييل" التي يؤديها لوكاس برافو فقد أثارت أيضا جدلا، إذ عبّر الممثل في أكثر من مقابلة عن استيائه من تحوّل الشخصية عبر المواسم، حيث ابتعدت عن صورة الرجل العفوي والجذاب لتتحول إلى أداة تخدم حبكة المسلسل من دون عمق نفسي أو مبررات كافية لتصرفاته. ورغم تحفظاته، أكد المخرج دارن ستار أن برافو سيواصل أداء دوره في الموسم الجديد، مع وعد بتطورات مفاجئة في علاقته مع إيميلي
يضفي هذا التزامن بين رحيل كاميل وتصريحات برافو توترا دراميا على هذا الجزء، ويشكل تحديا كبيرا في رسم العلاقات المهنية والرومانسية في المسلسل، لكنه في الوقت نفسه يعطي فرصة كبيرة للوجوه الجديدة في المسلسل.
هل يسعى الموسم الخامس لتغيير صورته "التافهة"؟
يسعى صنّاع "إيميلي في باريس" في موسمه الخامس إلى تجاوز الصورة السطحية التي ارتبطت بالمسلسل، والتي ركزت على الأزياء البراقة والقصص العاطفية، وتعرض بسببها لانتقادات واسعة تتعلق بتفاهة الفكرة وتقديم صور نمطية عن الثقافات، خصوصا في تصوير الفرنسيين كمتعالين وكسالى ومدمنين على التدخين، مع إظهارهم في حالة سخرية دائمة من الأميركيين بدل تقديم شخصيات متنوعة تعكس حقيقة المجتمع الفرنسي.
وفي إطار السعي لإضفاء عمق جديد على السرد، تنضم أسماء بارزة إلى فريق العمل، منها الممثلة الفرنسية ميشيل لاروك التي تؤدي دور سيدة أعمال نافذة تسعى للتأثير على مسار إيميلي المهني في روما، والممثل الأميركي براين غرينبرغ الذي من المتوقع أن يدخل حياتها كقصة عاطفية جديدة. كما تشارك الممثلة البريطانية ميني درايفر بدور الأميرة الأرستقراطية "جاين"، وهي شخصية تضفي جانبا ساخرا على العمل.
0 تعليق