عصابات الإجرام تتسبّب بإحكام الحصار على شمال غزة - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب عيسى سعد الله:

 

أحكمت عصابات الإجرام وقطاع الطرق، في محافظات جنوب قطاع غزة، حصارها على منطقة شمال القطاع التي تضم محافظتَي غزة والشمال، ومنعت دخول بضائع وسلع إلى المنطقة تحت قوة السلاح، وسط حالة من الصدمة والذهول في صفوف أبناء المحافظتين.
ونصبت هذه العصابات حواجز ثابتة على طول الطريق المؤدي إلى منطقة شمال القطاع، وقامت بمصادرة أي كمية من البضائع كانت في طريقها إلى المنطقة، صاحبَها عمليات ضرب بحق المواطنين العائدين إلى المنطقة، ما أدى إلى نقص حاد في الخضراوات التي كانت تصل من محافظتَي الوسطى وخان يونس.
وبالتوازي مع انتشار العصابات وقطاع الطرق على طول الطريق المؤدي إلى الشمال، وبشكل خاص في منطقة تبة النويري، سطت عصابات أخرى على عشرات الشاحنات المحمّلة بالطحين والمواد الغذائية الأخرى، وقامت بإفراغ حمولتها في منطقتَي خان يونس والمحافظة الوسطى وسرقتها والتصرف بها، حسبما أفاد شهود عيان ومصادر إعلامية، ما أدى إلى حرمان أكثر من مليون ومئتي ألف مواطن يسكنون الشمال من الطحين، للشهر الرابع على التوالي.
وفي الوقت الذي سرقت فيه هذه العصابات الطحين وباعته بسعر زهيد في الجنوب، واصلت أسعاره ارتفاعها الجنوني في الشمال، ليصل إلى سبعين شيكلاً للكيلو الواحد.
وأشار شهود عيان إلى أن الاستهدافات المتكررة لجيش الاحتلال لقوات الأمن والشرطة تزيد من نشاط هذه العصابات، وتحدّ من قدرة الشاحنات والتجار على إيصال البضائع إلى شمال القطاع الذي يعاني من مجاعة مميتة تتفاقم يوماً بعد يوم.
ولم تكتفِ العصابات بمنع إدخال المواد الغذائية للقطاع، بل تقوم بالسطو على جميع المواطنين العائدين إلى المنطقة، حيث تقوم بتفتيشهم بشكل دقيق ومصادرة النقود وحتى الهواتف النقالة، كما حصل مع المواطن ياسر طلال الذي تعرض للسرقة والضرب، ومصادرة سلع كان قد اشتراها من الجنوب.
وبيّن طلال أنه يعمل في مجال التجارة بين الشمال والجنوب خاصة في تجارة الطحين، وإدخال عشرات الأكياس يومياً.
وأوضح أنه أثناء عودته للشمال، ظهر أمس، تفاجأ بحاجز يقف عليه عدد من المسلحين استولوا على الطحين والبضاعة، ثم قاموا بتفتيشه ومصادرة أكثر من ثلاثة آلاف شيكل قبل أن يسمحوا له باستكمال طريقه عائداً إلى مدينة غزة.
ولفت إلى أنه تعرض للضرب عند محاولته منعهم من مصادرة البضاعة، ما دفعه إلى التراجع بعد أن هددوه بالقتل إذا لم يهدأ.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لبعض العصابات والأشخاص أثناء سطوهم على المساعدات والمواطنين، كما انتشرت مقاطع أخرى لأشخاص تعرضوا للعقاب ووقعوا بأيدي عناصر الأجهزة الأمنية التي قامت بدورها بإنزال عقوبات شديدة بحقهم.
وذكر شهود عيان أن بعض أفراد الأجهزة الأمنية يحاولون وضع حد لهذه العصابات رغم المخاطر الشديدة التي تعترضهم، خاصة وحدة "سهم" التي فعّلتها الشرطة مؤخراً في غزة، بعد اتساع نطاق عمليات السرقة والنهب.
وشهدت ساعات فجر وصباح أمس أوسع عملية سرقة نفذتها العصابات عندما سطت على نحو 110 شاحنات محمّلة بالطحين والعدس والسكر والملح، كانت في طريقها إلى مخازن مؤسسة أممية للبدء بتوزيعها بنظام الدورة على المواطنين.
ولم تنجُ أي شاحنة من عمليات السطو والسرقة التي شارك فيها مواطنون ومسلحون، حيث أفاد شهود عيان بأن إحدى العائلات في المحافظة الوسطى سيطرت على حمولة شاحنة بأكملها والتي تبلغ نحو 2200 كيس طحين، وقامت ببيعها على الملأ بواقع 300 شيكل للكيس الواحد.
ويطالب سكان شمال غزة جميع الشرفاء والفصائل والحكومة والمؤسسات بوضع حد لهذه التصرفات ولجمها، ليتسنى دخول البضائع والمساعدات إلى منطقتهم المنكوبة.
ومن أصل أكثر من 900 شاحنة محملة بالمساعدات وصلت على مدار الأيام العشرة الماضية للقطاع عبر معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع، لم تصل شاحنة واحدة إلى منطقة الشمال، التي تضم العدد الأكبر من سكان القطاع.
وتتهم الفصائل الاحتلال بدعم هذه العصابات عبر توفير الغطاء العسكري والأمني لها، من أجل الإمعان في معاناة المواطنين، وخلق شرخ في المجتمع.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق