أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي المقصود بإسباغ الوضوء على المكاره، وذلك في ردها على سؤال ورد من أحد المتابعين حول معنى الحديث الشريف «إسباغ الوضوء على المكاره» وكيفيته.
وأكدت دار الإفتاء أن إسباغ الوضوء معناه إكماله وإتمامه على الوجه الذي أمر به الشرع الشريف، ويشمل غسل كل عضو من أعضاء الوضوء غسلاً تامًا، وإعطاء كل موضع حقه من التطهير، سواء تم ذلك بالماء البارد أو الدافئ، مشيرة إلى أن الحديث عن "الوضوء على المكاره" يشير إلى الحالات التي تصاحبها مشقة يمكن تحمّلها، كالبرد الشديد أو المرض أو التعب، حيث يظهر فيها صدق العبد في الإقبال على عبادة ربه.
وأوضحت الإفتاء أن من صور المكاره التي يُقصد بها الحديث، الوضوء بالماء شديد البرودة في الشتاء، أو التغلب على كسل النفس، أو الصبر على ألم أو مرض أثناء غسل الأعضاء، ما دام ذلك لا يسبب ضررًا بالغًا للمكلف.
فإن ترتب على استخدام الماء البارد ضرر، فاستعمال الماء الدافئ في هذه الحالة هو الأولى شرعًا، بل يُثاب المسلم على تجنبه الضرر وتمسكه بإتقان الوضوء.
كما أوردت دار الإفتاء فضل هذه العبادة، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط»، مبينة أن الشرع جعل من إسباغ الوضوء سببًا في تكفير الذنوب ورفع الدرجات، لِما فيه من مشقة ومجاهدة للنفس.
واستعرضت دار الإفتاء شرح العلماء لهذا المصطلح، مؤكدة أن الإسباغ لغةً يعني الإتمام والإكمال، كما في قول الله تعالى: ﴿وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة﴾، وأن المكاره جمع مكرهة، وهي كل ما يكرهه الإنسان ويجد فيه مشقة.
وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن هذا النوع من الوضوء يعكس الصدق في الطاعة، ويقرّب المسلم إلى الله تعالى، وهو من القربات العظيمة التي ينبغي المحافظة عليها، خاصة في ظروف الشتاء والبرد، مع مراعاة التوازن بين الثواب واجتناب الضرر.
0 تعليق