هرم مصر - كشفت الدكتورة الكويتية جنان الحربي عن ظاهرة غريبة تشهدها بعض المناطق في الكويت، حيث يلجأ عدد من الأشخاص بشكل متعمد إلى وضع القمل في رؤوسهم، بينما يقوم آخرون ببيعه في السوق السوداء بأسعار محددة. وأوضحت الحربي أن هذا السلوك ينبع من اعتقاد خاطئ شائع بين البعض، يفيد بأن القمل يساعد على إطالة الشعر وتقوية فروة الرأس، وهو اعتقاد غير صحيح من الناحية العلمية.

كيف يمكن لقمل يتغذى على دم فروة الرأس أن يقويها؟

وأكدت الحربي أن القمل يعيش ويتغذى على دم فروة الرأس، مما يسبب حكة شديدة وحساسية مزعجة، إلى جانب مشكلات صحية متعددة قد تؤثر على صحة الجلد والشعر،  وذكرت أن هذا المفهوم الخاطئ لا يزال راسخًا عند بعض النساء رغم التحذيرات المستمرة من الأطباء والمتخصصين، متسائلة: "كيف يمكن لقمل يتغذى على دم فروة الرأس أن يقويها؟".

تجارة سرية ومخاطر صحية

وأشارت الدكتورة جنان الحربي إلى وجود تجارة سرية للقمل في السوق السوداء، حيث تُباع كميات صغيرة منه بأسعار محددة، مثل "أربع قملات بخمسة دنانير". هذه التجارة غير القانونية مستمرة رغم الجهود الرسمية لمحاربتها والحد من انتشارها.

وحذرت الحربي من خطورة القمل على الصحة، خاصة عند الأطفال، حيث يمكن أن يؤدي وجود أعداد كبيرة منه إلى الإصابة بفقر الدم (الأنيميا) نتيجة امتصاص القمل لكميات كبيرة من دم فروة الرأس. وأضافت أن القمل ينتقل بسهولة بين الأشخاص عبر ملامسة الملابس أو الأغطية، خصوصًا في المناسبات الاجتماعية مثل حفلات الزواج، حيث تتشارك الفتيات ملابسهن أو أقفال الشعر، مما يسهل انتقال القمل من رأس إلى آخر دون الحاجة إلى الطيران، حيث أن القمل لا يطير ولا يقفز.

توصيات للحماية والوقاية

وأكدت الدكتورة الحربي على ضرورة توعية الجمهور، خصوصًا أولياء الأمور، بأضرار القمل الحقيقية وطرق الوقاية منه، من خلال الاهتمام بنظافة الشعر والملابس، وتجنب مشاركة الأغراض الشخصية. كما دعت إلى مراقبة الأطفال بشكل مستمر خاصة في الأماكن المزدحمة والمناسبات الاجتماعية لتجنب انتشار القمل بينهم.

كما شددت على أهمية التصدي لتجارة القمل في السوق السوداء، والتي تشكل خطرًا صحيًا واقتصاديًا على المجتمع، مطالبة الجهات المختصة باتخاذ إجراءات صارمة ضد مروجي هذه الظاهرة غير الصحية.