هرم مصر - قيمة الإنسان المصري.. أحد أهم عناصر قوة الدولة

تطرق السفير محمد العرابي، في بداية كلمته، إلى أهمية الإنسان المصري كأحد أهم عناصر قوة الدولة المصرية. وأشار إلى أن الحضارة المصرية وموقع مصر الاستراتيجي الفريد على خارطة العالم هما من أهم ركائز الشخصية المصرية. وقال العرابي: "لدينا قناة السويس والتي تضيف بُعداً استراتيجياً للدولة المصرية، بالإضافة لكون مصر مصب النيل مما يعطيها قيمة استراتيجية وستظل مصر هبة النيل". وأكد أن هذه المعطيات حددت ملامح الاستراتيجية الوطنية لمصر، وجعلت لها مكانة خاصة يشعر بها كل من يتعامل معها خارج حدودها.

أكتوبر: نصر عسكري وإنجاز دبلوماسي

كما تحدث السفير عن "الدبلوماسية المصرية التي نجحت في توظيف قدرتها وخبرتها" قبل وأثناء وبعد حرب أكتوبر لاستعادة سيناء. وأوضح أن نصر أكتوبر لم يكن فقط إنجازاً عسكرياً، بل كان أيضاً إنجازاً دبلوماسياً كبيراً، حيث مهد الطريق للمفاوضات السياسية التي أثمرت عن استعادة الأرض بالكامل. وأكد أن هذه الملحمة عكست التفاف الشعب حول قيادته ووحدته الوطنية، وأثبتت وجود جيش وطني مستعد للتضحية، ورسمت طريقاً للأجيال القادمة لتحقيق الأمن والاستقرار.

مصر: صانعة التاريخ وليست مجرد متابع للأحداث

من جانبه، أشاد محافظ الإسماعيلية، اللواء أكرم جلال، بالسفير العرابي ووصفه بأنه "أحد رموز الدبلوماسية المصرية". وأكد المحافظ أن مصر لم تكن يومًا مجرد متابع للأحداث، بل كانت دائمًا "صانعة للتاريخ ومؤثرة في مسار العلاقات الدولية". واستشهد بمعاهدة قادش التي أبرمها الملك رمسيس الثاني كأقدم معاهدة سلام في التاريخ، مشيراً إلى أن هذا يعكس وعي المصريين المبكر بأهمية الحلول السلمية. وتطرق المحافظ إلى جهود مصر الحديثة في عهد محمد علي باشا الذي أسس وزارة الخارجية عام 1837، وصولاً إلى الجمهورية الجديدة التي تواصل مسيرتها بدبلوماسية نشطة ومتوازنة، لتعزز شراكاتها الاستراتيجية وتدافع عن قضاياها الحيوية، مثل قضية مياه النيل.

ترسيخ الأهداف الاقتصادية والتنموية

تناولت الندوة أيضاً استراتيجية مصر في التعامل مع أزمات الشرق الأوسط بحكمة لحماية الأمن القومي. وأوضح العرابي أن الدولة المصرية تسعى لترسيخ أهدافها الاقتصادية والإنمائية من خلال علاقاتها الخارجية والإقليمية التي تشهد نمواً غير مسبوق. وأكد على أهمية الدور الذي تلعبه مصر كشريك محوري في حل العديد من المشكلات.

وفي ختام كلمته، شدد السفير العرابي على أن قضية الوعي هي أحد أهم دعائم استقرار الوطن في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكداً أن الدبلوماسية المصرية "إرث تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل".

حضر الندوة عدد كبير من القيادات التنفيذية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني، وطلاب جامعة قناة السويس، وشيوخ الأزهر ومديرية الأوقاف، في أجواء عكست مدى الاهتمام بالقضايا الوطنية والدبلوماسية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل