نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من تونس إلى غزة: تماهي الصمود - هرم مصر, اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 12:36 مساءً
هرم مصر - صبري الرابحي - تونس
تنطلق غداً من العاصمة التونسية قافلة الصمود المغاربية تجديداً للعهد مع التضامن مع الشعب الفلسطيني وإكباراً لصموده لقرابة السبع مائة يوم من الحرب.
علاقة التونسيين بالقضية الفلسطينية:
تقع تونس على بعد قرابة 4000 كلم غرب القدس وتعد قرابة الاثني عشر مليون نسمة من شعب متسامح يتعايش لقرون مع اليهود التونسيين ويعتبرهم عنصر إثراء للهوية التونسية المتفرّدة بتقبلها للآخر.
منذ أن تم الإعلان عن قيام دولة إسرائبل سارع التونسيون للالتحاق بجبهات القتال منذ سنة 1948 مروراً بفصول عدة للصراع العربي الصهيوني منها النكبة والنكسة وعبور 1973 وحتى خلال أوائل الثمانينيات حيث التحق عدد مهم من التونسيين بالمقاومة الفلسطينية أساساً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الفصيل اليساري الذي ألهم التونسيين خاصة الطلبة في تلك الحقبة.
بعد احتضان تونس لمنظمة التحرير الفلسطينية في أعقاب مغادرتها لبنان تعمّقت الروابط بين التونسيين والقيادة السياسية الفلسطينية وخاصة فلسطينيي الشتات بعد تنفيذ إسرائبل عملية الساق الخشبية منتصف الثمانينيات مستهدفة قيادات منظمة التحرير الفلسطينية موقعة عشرات الشهداء من التونسيين والفلسطينيين في ضاحية حمام الشطّ.
طيلة سنوات ما بعد تطاول إسرائبل على السيادة التونسية مجدداً باغتيال خليل الوزير أبو جهاد، تواصل الدعم الشعبي للمقاومة وتواصلت المسيرات المتضامنة مع أحداث عدة منها الانتفاضة الأولى والثانية وصولاً إلى اغتيال تونسي آخر فوق الأراضي التونسية في محافظة صفاقس جنوب العاصمة تونس.
وبالتالي شكلت مختلف هذه المحطات قابساً إضافياً إلى جانب الروابط الحضارية والقيمية في المحافظة على شعلة الانحياز للحقّ الفلسطيني إلى جانب "تثوير" الوعي الجماهيري حدّ السعي إلى الالتحاق بجبهات القتال إلى حدود انطلاق عملية طوفان الأقصى.
عملية طوفان الأقصى: محطة تاريخية أخرى
منذ الساعات الأولى لانطلاق عملية طوفان الأقصى، اعتبر التونسيون ان هذه العملية المركبة هي الطريق الصحيح نحو تحرير الأراضي التاريخية للفلسطينيين.
الى جانب مساندة المقاومة، حافظ التونسيون على جوهر القضية بأن داوموا على تعلية سقف انتظارتهم في مستوى تحرير كل الأرض ودحضهم لفكرة التقسيمات النيوكولونيالية التي أنتجت التجزئة الجغرافية للوطن الفلسطيني والتي تحاول بناء وطن بديل لليهود فوقها، كما حافظوا على مواقفهم الرافضة للتسوية المبنية على معاهدات السلام والتي يعتبرها جزء مهم من التونسيين أحد أوجه الفكر الرجعي الذي كرّسته الإمبريالية العالمية في الأنظمة العربية خاصة في دول التماس.
تجدّد قوافل كسر الحصار على غزة:
لم تكن القافلة البرية نحو غزة سوى أولى المحاولات الفريدة من نوعها التي انطلقت من العاصمة التونسية وسط ترحيب جماهيري استثنائي في كل محطات توقفها داخل التراب التونسي في اتجاه الحدود الليبية.
شكّلت قافلة الصمود البرية محركاً مهماً لتحريك الجماهير في الفضاء المغاربي بعد استكانة طويلة لم يعرفها التونسيون فقاموا بتصديرها إلى دول الجوار على قاعدة نفس "التثوير الجماهيري" المتصاعد في تونس منذ عقود.
لذلك وجدت هذه القافلة كل الترحيب من الشعب الليبي خاصة في الغرب قبل أن تصطدم بمعيقات مرورها عبر الشرق الليبي نحو معبر السلوم ومنه إلى الأراضي المصرية آخر أقطار العبور نحو رفح.
وبالرغم من كل ذلك ومنذ الساعات الأولى لعودة القافلة البرية على أعقابها تم الإعلان عن برمجة قافلة ثانية وتنظيم فعاليات جديدة تأكيداً على إرادة كسر الحصار بكل الأشكال.
قافلة الصمود المغاربية: القافلة البحرية العالمية
اليوم ينتظر التونسيون إنطلاق القافلة البحرية المغاربية من سواحل تونس بعد تجمع رمزي مع بقية مكونات القافلة التي انطلقت منذ أيام من برشلونة الاسبانية لتكون تونس مجدداً نقطة إنطلاق الحراك الشعبي نحو الأراضي الفلسطينية عبر البحر هذه المرة في إطار أسطول ضخم يفترض فيه التفوق العددي على القطع البحرية المعدّة الاعتراض التي استعملتها إسرائيل منذ شهر تقريباً في احتجاز سفينة حنظلة التي كان أحد روادها التونسي "حاتم العويني" الذي ضرب بدوره موعداً مع التاريخ بتمثيل التونسيين في هذه السفينة ورفضه الترحيل وحتى مجرد الإمضاء على وثائق تحمل رموز دولة الوهم فوق ما لا تملك.
رسالة الصمود إلى غزة
تتجدد إذا رسالة الشعب التونسي إلى غزة عبر محطات عدة من تبني القضية واحتضانها إلى المشاركة فيها دعماً وانحيازاً وخاصة تجديد الأمل في كسر الحصار المفروض على غزة وسط صمت عربي وعالمي مطبق على جرائم الاحتلال هناك.
لتصبح تونس في تمرد على الجغرافيا الاقليمية أرضاً للتماس مع الوطن الفلسطيني الممتد من غزة غرباً نحو رام الله شرقاً وتتحول إلى مركزاً للوعي المواطني العربي بضرورة المحاولة مهما كانت المآلات من أجل هدف واحد تسعى له الجماهير في إطار مقدمات الاشتباك مع الكيان الصهيوني لإرغامه على الجلاء من كل الأرض بالمراكمة والإصرار وتجديد المحاولة بكل الوسائل المتاحة تمرداً على الركون إلى فكرة الاستحالة والمهزومية التي سكنت عديد العواصم العربية.
0 تعليق