نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إسرائيل أبقت ترامب "في الظلام"... الخليج يشكك في الحماية الأميركية بعد الهجوم الإسرائيلي - هرم مصر, اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 05:59 مساءً
هرم مصر - في أعقاب الضربة الجوية الإسرائيلية على الأراضي القطرية، قد تبدأ دول الخليج التشكيك بجدوى الشراكة الأمنية مع الولايات المتحدة. هذا التطور يضع العلاقات الأميركية الخليجية على المحك.
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن الدول الخليجية، بعد الهجوم الاسرائيلي على قطر، شككت في الحماية الأميركية، خاصة وأن قطر تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط. وقد اشترت قطر أنظمة دفاعية بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة، وسبق أن أهدت طائرة بوينغ فاخرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ومع ذلك، لم يمنع كل ذلك إسرائيل، الحليف الأساسي للولايات المتحدة، من تنفيذ هجوم عسكري جريء على الأراضي القطرية يوم الثلاثاء، في محاولة لاغتيال مسؤولين كبار في حركة "حماس" كانوا قد اجتمعوا لمناقشة مقترح لوقف إطلاق النار في غزة، وهو المقترح الذي كان مدعوماً من قبل ترامب.
وكانت قطر قد وافقت على استضافة القيادة السياسية لحركة "حماس" بطلب من الولايات المتحدة، ما جعل منها وسيطاً رئيسياً في محادثات وقف الحرب في غزة.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن هجوم إسرائيل على قطر، الدولة الخليجية الحليفة للولايات المتحدة، كان يُعتبر خطاً أحمر، ولكن عندما حصلت إسرائيل على فرصة، قررت أن لا شيء سيمنعها من اغتنامها حتى إن كان ذلك يهدد علاقتها بإدارة ترامب.
وأعلن ترامب أنّه "ليس سعيداً" بالغارة التي شنّتها إسرائيل على قطر . وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي: "القصف الفردي لقطر، وهي دولة ذات سيادة وحليف وثيق للولايات المتحدة تعمل بجد وشجاعة وتخاطر معنا للتوسط في السلام، لا يخدم أهداف إسرائيل أو أميركا".
ويقول الصحافي الخبير في الشؤون الاميركية علي بردى لـ"النهار": "المواقف السريعة التي أعلنها ترامب توضح خشيته من احتمال أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي الى زعزعة ثقة دول الخليج بالولايات المتحدة، كدولة حليفة لديها قواعد عسكرية كبيرة في المنطقة وبحارها، ومنها قطر".
ويضيف: "التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء القطري عن أن الرادارات الموجودة لدى بلاده لم تستطع رصد الطائرات الإسرائيلية أو الصواريخ التي استخدمت لتنفيذ الهجوم يحمل تشكيكاً في قدرات الأنظمة الأميركية التي حصلت عليها قطر من خلال عقود ضخمة مع الولايات المتحدة".
وأعلن الوزير القطري أيضاً أن بلاده ستسعى الى حماية نفسها من دون أن يوضح كيفية العمل على ذلك، ملمحاً ضمناً إلى احتمال سعي قطر الى الحصول على أسلحة من دول أخرى لحماية نفسها. وعلى الأرجح، يضيف بردى أن أمير قطر أبلغ الى الرئيس الأميركي أكثر من ذلك خلال الاتصال بينهما بعد الهجوم الإسرائيلي.
ولا يستبعد بردى أن "الدول الخليجية الأخرى أوصلت الرسالة ذاتها الى الجانب الأميركي".
ويقول إن "الهجوم الإسرائيلي أدى الى شكوك جدية في مستقبل العلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة من جهة والدول الخليجية من الجهة الأخرى".
الدوحة، قطر (أ ف ب).
ترامب "في الظلام"
وأشارت عدة وسال اعلام أجنبية إلى أن اسرائيل قد همشت مرة أخرى واشنطن عندما شنت هجوماً عسكرياً.
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن تل أبيب تركت ترامب "في الظلام" فيما شنت هجوماً عسكرياً، مشيرة إلى أن الهجوم كان مفاجأة مألوفة. ففي حزيران/يونيو، شنت إسرائيل حربا استمرت 12 يوماً ضد إيران دون سابق إنذار تقريباً، ما أثار في البداية توبيخاً من واشنطن، قبل أن يقرر ترامب الانضمام إلى ما اعتبره حملة ناجحة.
كما ذكرت "الغارديان" أن في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية في قلب الدوحة، "بدا أن البيت الأبيض قد تم تهميشه في محاولة وقف صراع يدّعي ترامب أن لا أحد سواه قادر على التوسط فيه". ورأت أنه "مع انكشاف تفاصيل الحراك الدبلوماسي الذي سبق الضربة الاستثنائية يوم الثلاثاء، تبيّن أن البيت الأبيض لم يكن له رأي يُذكر في كيفية فتح إسرائيل جبهة جديدة في حربها ضد حماس، وهذه المرة على أرض حليف للولايات المتحدة يستضيف المفاوضات، بعد أيام فقط من ادعاء ترامب أنه بات قريباً من التوصل إلى اتفاق".
وفي البيت الأبيض، عمل المسؤولون على احتواء التداعيات الدبلوماسية للهجوم، بحسب ما أفادت "وول ستريت جورنال". كما أفادت شبكة "سي إن إن" بأن بعض مستشاري ترامب غاضبون من تصرف إسرائيل، وشعر الكثيرون منهم بالإحباط بشكل خاص لأنهم لم يتمكنوا من التدخل أو تحذير القطريين.
ومع أن هذه ليست المرة الأولى التي يفاجأ فيها ترامب ويغضب من تصرفات إسرائيل خارج حدودها، ساهمت حقيقة وقوع الضربات في قطر في تعزيز الشعور بالغدر داخل البيت الأبيض.
تكشف الضربة الإسرائيلية في قطر هشاشة التحالفات الإقليمية والثقة المتآكلة في المظلة الأمنية الأميركية. وبينما تسعى واشنطن لاحتواء تداعيات الأزمة، تبدو دول الخليج أكثر حذراً، وربما أكثر استعداداً لإعادة تقييم شراكاتها الاستراتيجية. فالهجوم لم يهدد فقط الوساطة القطرية، بل زعزع أيضاً التوازنات التي طالما اعتُبرت مستقرة.
0 تعليق