أسلحة وقواعد بحرية وجوّية جديدة... هكذا تستعدّ الصين لغزو محتمل لتايوان - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أسلحة وقواعد بحرية وجوّية جديدة... هكذا تستعدّ الصين لغزو محتمل لتايوان - هرم مصر, اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 05:51 صباحاً

هرم مصر - كشفت الصين النقاب عن مجموعة من الأسلحة الجديدة في استعراض ضخم يعتبره الكثيرون رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، والحصول على الأفضلية في حرب محتملة بشأن تايوان، فيما تقوم ببناء بنية تحتية واسعة النطاق على طول ساحلها الشرقي تظهر استعدادها المتزايد لخوض صراع محتمل حول الجزيرة الديموقراطية.

 

وقدّم العرض الذي نُظّم الأربعاء الماضي بعناية فائقة نظرة نادرة على برنامج بكين السرّي لتحديث الجيش، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".

 

ونسبت الصحيفة  إلى توم شوغارت، محلل شؤون الدفاع في مركز الأمن الأميركي الجديد، وهو مركز أبحاث في واشنطن، قوله إن "جميع الأسلحة مهمة بالنسبة إلى سيناريو تايوان لأنها جميعها مهمة من حيث قدرة الصين على منع أو ردع التدخل الأميركي، الذي سيحدد في النهاية مصير الجزيرة".

 

وما اتضح من عرض يوم الأربعاء هو أن الصين تمكنت من إنتاج مجموعة متنوّعة من الأسلحة بسرعة. فقبل عشر سنوات، كانت التكنولوجيا العسكرية التي عرضتها تميل إلى أن تكون "نسخاً بدائية" من معدات أميركية أكثر تقدّماً بكثير، بحسب ما أفادت شبكة "بي بي سي" البريطانية.

ولكن هذا العرض كشف عن مجموعة أكثر ابتكاراً وتنوّعاً من الأسلحة ما يعكس مدى تقدّم مجمع الصناعات الدفاعية الصيني.

 

وتشير الشبكة إلى أن موارد الصين الهائلة تمكنها من إنتاج أسلحة جديدة بوتيرة أسرع من العديد من البلدان الأخرى، ويمكنها إنتاجها بكمّيات ضخمة، ما يمنحها ميزة في ساحة المعركة حيث يمكنها التغلب على العدوّ.

ولكن إلى أيّ مدى يمكن للجيش الصيني دمج أنظمة الأسلحة هذه؟ صحيح أن الجيش الصيني ضخم ولكن لم يُختبر بعد، نظراً لأنه لم يشارك في حرب كبيرة منذ عقود.

 

صواريخ نووية بعيدة المدى

كُشف يوم الأربعاء عن عدة صواريخ نووية مطوّرة قادرة على الوصول إلى الأراضي الأميركية، ومن شأن هذه الصواريخ أن تمنح الصين المزيد من الخيارات للرد في سيناريو كارثي. ومن بين هذه الصواريخ صاروخ JL-3 الذي يُطلق من غواصة، وصاروخ DF-5C، الذي زعمت وسائل الإعلام الحكومية الصينية أن مداه يبلغ 12,400 ميل.

لكن العنصر الأخير في العرض العسكري هو الذي حظي بتصفيق حار من الحشد: الصاروخ الباليستي العابر للقارات من الجيل الجديد DF-61 الذي يُطلق من شاحنة. لا يُعرف الكثير عن قدراته، لكن الكشف المفاجئ عنه يشير إلى أن بكين تواصل تحديث وتوسيع ترسانتها من الأسلحة النووية.

 

الصاروخ الباليستي العابر للقارات DF-61 معروض خلال العرض العسكري (أ ف ب)

صواريخ تهدّد حاملات الطائرات الأميركية
طوّرت الصين مجموعة متنوّعة من الصواريخ المضادة للسفن التي تطلق من البر والبحر، والمصمّمة لاستهداف السفن الحربية الأميركية من زوايا مختلفة، ما قد يؤدي إلى إرباك نظام الدفاع "إيغيس".

صُمّم الصاروخ YJ-15 الأسرع من الصوت ليطير على ارتفاع منخفض، دون أن يكتشفه الرادار. أما الصاروخ YJ-19، وهو صاروخ كروز فائق السرعة، فيحتوي على مركبة انزلاقية يمكنها المناورة بسرعات عالية أثناء هبوطها نحو الهدف.

وقال لين يينغ-يو، الخبير في الشؤون العسكرية الصينية بجامعة تامكانغ في تايبيه، إن هذه الصواريخ جزء من استراتيجية الصين "لمنع الوصول إلى المنطقة" بهدف "منع القوات الأميركية من دخول غرب المحيط الهادئ" خلال صراع محتمل حول تايوان.

 

مركبات تحمل صواريخ YJ-15 وYJ-19 (وكالات)

مركبات تحمل صواريخ YJ-15 وYJ-19 (وكالات)

 

دبّابات مزوّدة بأنظمة دفاع جوّي متطوّرة
الدبابة من طراز 100 هي دبابة قتالية من الجيل التالي تتسع لثلاثة أشخاص، وهي أصغر حجماً وأكثر رشاقة من الطرازات القديمة. ويستخدم "نظام الحماية النشط" المدمج فيها أجهزة استشعار للكشف عن الطائرات بدون طيار أو الصواريخ المضادة للدبابات وإسقاطها، مثل صواريخ "جافلين" الأميركية الصنع التي تُطلق عن الكتف، والتي تشكل جزءاً أساسياً من استراتيجية الدفاع التايوانية.

قال شين مينغ-شي، الباحث في معهد الدفاع الوطني والأمن التابع للدولة في تايوان، إن التصميم الخفيف الوزن سيكون أكثر "عملية" من الطرازات القديمة الأثقل وزناً لعبور حقول الأرز في تايوان. وأضاف أن مدفعها الآلي يشير إلى أن الصين تتعلم دروساً من الحرب في أوكرانيا، حيث دمّرت طائرات بدون طيار صغيرة ورخيصة تحمل متفجرات مركبات ثقيلة وبطيئة الحركة.

 

دبابات قتالية من طراز 100 تشارك في العرض العسكري (أ ب)

دبابات قتالية من طراز 100 تشارك في العرض العسكري (أ ب)

 

طائرات بدون طيّار "مرافقة" للمقاتلات الشبحية
من بين التصاميم الأكثر مستقبلية التي عُرضت كانت الطائرات بدون طيار الشبحية ذات الأجنحة الثابتة، التي وصفتها وسائل الإعلام الصينية بأنها "مرافقة بدون طيار" مصمّمة للطيران جنباً إلى جنب مع أحدث أجيال المقاتلات النفاثة المأهولة.

من المحتمل أن تكون هذه الطائرات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مزودة بقدرات حرب إلكترونية ويمكن أن تساعد الصين في تشويش رادارات العدو أو جذب الصواريخ أو التغلب على الدفاعات الجوية في حالة غزو تايوان.

وقال جاستن برونك، الباحث في معهد الخدمات الملكية المتحدة، وهو مركز أبحاث بريطاني متخصص في شؤون الدفاع، إن هذه الطائرات بدون طيار قد تدعم أيضاً جهود الصين لمواجهة التدخل الأميركي عند تشغيلها، ولكن من غير الواضح مدى تطور أو استقلالية التصاميم الحالية.

 

أعضاء من الجيش الصيني يقفون أثناء عرض طائرات بدون طيار خلال العرض العسكري (وكالات)

أعضاء من الجيش الصيني يقفون أثناء عرض طائرات بدون طيار خلال العرض العسكري (وكالات)

 

غوّاصات غير مأهولة كبيرة الحجم
يقول المحللون إن الغواصات الضخمة غير المأهولة من طراز AJX002، التي عُرضت لأول مرة، هي ردّ الصين على الريادة الأميركية في مجال الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية. يمكن لهذه الغواصات التي يبلغ طولها 65 قدماً أن تساعد الجيش الصيني على تقييد وصول الولايات المتحدة إلى المياه القريبة من تايوان وفي بحر الصين الجنوبي من خلال القيام بدوريات لفترات طويلة وجمع المعلومات الاستخباراتية ومضايقة الأعداء.

 

غواصة غير مأهولة من طراز AJX002 معروضة خلال العرض العسكري (رويترز)

غواصة غير مأهولة من طراز AJX002 معروضة خلال العرض العسكري (رويترز)

 

مواقع بحرية وجوّية صينية جديدة

إضافة إلى ذلك، تقوم الصين ببناء بنية تحتية واسعة النطاق على طول ساحلها الشرقي، بما في ذلك مواقع جوية وبحرية تظهر استعدادها المتزايد لخوض صراع محتمل حول تايوان، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

توضح صور فضائية فحصتها الصحيفة كيف ستعزز هذه المنشآت قوة الصين إذا شنّت غزواً على الجزيرة الديموقراطية.

وتتراوح هذه المواقع بين قاعدة جديدة كبيرة للسفن الحربية البرمائية ومطار بمليارات الدولارات يقع على بعد حوالي 3 أميال من الجزر التايوانية الأمامية. وقال مايكل دام، ضابط استخبارات متقاعد في البحرية الأميركية وزميل مقيم أول في معهد ميتشل لدراسات الفضاء الجوي، الذي يتابع هذه المشاريع عن كثب: "كل هذا يدعم سيناريو التخطيط العسكري الصيني الوحيد، وهو سيناريو تايوان".

 

24cd81d379.jpg

 

تدعم هذه الاستثمارات الجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس الصيني لتجهيز بلاده وتأهيلها للاستيلاء على تايوان. ومن شأن غزو عبر المضيق للاستيلاء على الإقليم أن يكون أمراً بالغ التعقيد. ولا يزال السؤال مطروحاً عما إن كان شي ينوي شن مثل هذا الهجوم.

وقد كثف المسؤولون العسكريون الأميركيون تحذيراتهم في الأشهر الأخيرة بشأن نيّات بكين، قائلين إن البلاد تسير على طريق خطير. تعمل الصين على تحديث معداتها من الرؤوس الحربية إلى الطائرات الحربية، وتجري تدريبات عسكرية متزايدة.

 

قبل خمس سنوات، بدأت الصين بإزالة هذه المساحة من الأرض التي لا تبعد كثيراً عن أحد المطارات الرئيسية في شنغهاي، حيث يلتقي نهر اليانغتسي ببحر الصين الشرقي:

dd58649f68.jpg

 

اليوم، هي قاعدة برمائية رئيسية. وتتميز برصيف طويل ومهبط للطائرات المروحية وثكنات ومرافق رياضية واسعة، بما في ذلك صفوف من ملاعب كرة السلة والبيكلبول:

 

f183c49f20.jpg

 

في شهر أيار/مايو، رست هنا اثنتا عشرة سفينة برمائية، بما في ذلك سفينة من طراز 075 ذات سطح كبير يمكنها حمل أعداد كبيرة من زوارق الإنزال والجنود والمركبات المدرعة والمروحيات. يمكن للسفن الموجودة في هذه الصورة أن تنقل معاً حوالي 5,000 جندي:

 

aa40fe6d14.jpg

 

أرصفة كبيرة
أقرب إلى تايوان، توجد منشأة بحرية في خليج يويتشينغ بها رصيف جديد يبلغ طوله أكثر من ميل واحد، ما يسمح لعدد كبير من السفن بالعمل من هناك. شوهدت حوالي 20 سفينة في أحد الأيام الأخيرة، بما في ذلك ناقلات الدبابات، وزوارق الإنزال من السفن إلى الشاطئ، وناقلات النفط، وزوارق خفر السواحل - وجميعها ستؤدي دوراً في حالة الطوارئ في تايوان.

 

cd64997d48.jpg

 

الدعم الجوّي
تقع قاعدة طائرات هليكوبتر جديدة ومتوسعة مباشرة مقابل تايوان في مقاطعة فوجيان الصينية. وستكون طائرات الهليكوبتر العسكرية التي تقلع من هنا — حاملةً القوات إلى تايوان أو مقدمة الدعم الناري للقوات المهاجمة، على سبيل المثال — في موقع جيد للوصول إلى الشواطئ الجنوبية الغربية للجزيرة الرئيسية في تايوان. ويُعد عدد من هذه الشواطئ مواقع محتملة للهجوم البرمائي.

يمكن أن يدعم مطار طائرات الهليكوبتر أيضاً هجوماً على جزر بنغو، وهي أرخبيل تايواني مهم في المضيق. سيمنح الاستيلاء على جزر بنغو في وقت مبكر من الصراع زخماً حاسماً للصين، ما يسمح لها باستخدام الأراضي التي استولت عليها لمواصلة الهجمات على الجزيرة الرئيسية لتايوان التي تبعد بضع عشرات من الأميال.

 

0a0c668e92.jpg

 

المساحات المدنية
تنتشر المطارات الضخمة في جميع أنحاء الصين، ولكن اثنين منها على الأقل يقعان في مواقع تجعلهما جذابين للقادة العسكريين الصينيين: على مضيق تايوان مباشرة. إذا اندلعت أزمة، فمن المرجح أن تعلق بكين الرحلات الجوية التجارية من هذه المرافق وإليها.

وبفضل وجود عدة مدارج ومهابط طائرات ووقود وفير ومعدات لتحميل الطائرات ومجموعة من القدرات اللوجستية الأخرى، يمكن إعادة توظيف هذه المطارات الكبيرة بسرعة للاستخدام العسكري. 

وقال محللون عسكريون إنها يمكن أن تكون بمثابة نقاط تزويد بالوقود أو دعم للطائرات الحربية التي تعرّضت مطاراتها الرئيسية للهجوم. ويمكن أن تكون بمثابة مناطق تجمع يمكن من خلالها نقل القوات والمعدات الحربية من أجزاء أخرى من الصين إلى تايوان، حيث ستحتاج القوات الصينية في المعركة إلى إمدادات مستمرة من الذخيرة وقطع الغيار وغيرها من المواد، ربما لعدة أشهر.

 

4adb6467c6.jpg

 

أحد المطارات يمتد عبر جزيرة دادنغ في مضيق تايوان. عملت الحفارات الصينية لسنوات على مضاعفة حجم الجزيرة وتوفير الأراضي اللازمة لمطار شيامن شيانغآن الدولي. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المطار العام المقبل، ويقع الآن على بعد 2.3 ميل فقط من كينمن، وهي أرخبيل تايواني ناءٍ قد يكون هدفاً مبكراً للصين في غزو شامل.

ليس موقع المطار وحده هو ما يجعله ذا قيمة عسكرية. فإضافة إلى استيعابه عشرات الملايين من الركاب كل عام، صُمّم ليكون مركزاً لوجستياً للشحن الجوّي. وهذا يعني أنه يتمتع بشبكة قوية من السكك الحديدية والطرق، ومستودعات كبيرة، ومعدات كثيرة لنقل البضائع بسرعة.

 

تطوير مطار شيامن-شيانغآن الدولي في 2014، 2022، 2025:

 

2014

2014

 

2022

2022

 

2025

2025

 

في شمال مضيق تايوان، في مطار مدني آخر، ظهر مدرج جديد على سطح الماء مباشرة. وقد أدى التوسع الذي كلف مليار دولار في هذه المنشأة، الواقعة بالقرب من مدينة فوتشو الصينية، إلى توفير مساحة أكبر لوقوف الطائرات وتسييرها وتشغيلها: 

 

b7997eeafc.jpg

 

f17bf459fc.jpg

 

تؤكد استعدادات الصين المتزايدة لغزو تايوان جدّية نيّاتها العسكرية، ما يهدّد الاستقرار الإقليمي والدولي. وتعكس استعدادات الصين العسكرية المتقدمة تصاعد التوتر في المنطقة، وتُظهر رغبتها القوية في فرض سيطرتها. فهل اقترب الغزو الصيني لتايوان أكثر من أي وقت مضى؟

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق