إيطاليا وإسرائيل... كرة القدم ترفض "الغسل الرياضي" بعريضة تاريخية - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيطاليا وإسرائيل... كرة القدم ترفض "الغسل الرياضي" بعريضة تاريخية - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 02:02 مساءً

هرم مصر - في عالم اعتاد أن يرى كرة القدم مساحة للفرح والتنافس والروح الرياضية، خرجت من إيطاليا صرخة جديدة ترفض أن تتحوّل الرياضة إلى ستار  يحجب  المآسي الإنسانية. 

الصرخة لم تكن مجرد لفتة رمزية، بل خطوة عملية تمثّلت في رسالة وقّعها أعضاء رابطة مدربي كرة القدم الإيطاليين بالإجماع وأرسلوها إلى رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم غابرييل غرافينا، مطالبين بتحرّك عاجل لدى الاتحادين الأوروبي والدولي لتعليق مشاركة إسرائيل في المسابقات القارية والدولية، تماماً كما جرى مع روسيا عام 2022 عقب حربها على أوكرانيا.

منتخب إيطاليا. (أ ف ب)

 

"توقفوا"
وقبل ساعات، تضامن "ألتراس" منتخب إيطاليا مجدداً مع فلسطين في وجه إسرائيل، وذلك خلال المباراة التي جمعت الـ"أتزوري" ومنافسه في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

وأثناء عزف النشيد الإسرائيلي، أدار "ألتراس" منتخب إيطاليا ظهورهم، مؤكدين دعمهم للشعب الفلسطيني لما يتعرّضون له على أرضهم في الآونة الأخيرة.

ولم يتوقف الأمر هنا، إذ رفعوا أيضاً لافتات مكتوب عليها "توقفوا"، في رسالة واضحة للعالم أجمع.

وهذه ليست المرّة الأولى التي يعبّر فيها "ألتراس" المنتخب الإيطالي عن دعمهم لفلسطين، ففي كل فرصة يُظهرون هذا الموقف الإنساني، إذ سبق أن حصل الأمر ذاته في النسخة الأخيرة من دوري الأمم الأوروبية.

 

من مباراة إسرائيل وإيطاليا. (أ ف ب)

من مباراة إسرائيل وإيطاليا. (أ ف ب)

 

لحظة تتجاوز كرة القدم
هذا الموقف الجريء جاء في توقيت بالغ الحساسية، وخلال أسبوع حافل بالتصريحات، قبل المواجهة التي أقيمت في المجر، بانتظار اللقاء الثاني بينهما في مدينة أوديني الإيطالية يوم 14 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

الصرخة التي أطلقت داخل إيطاليا طالبت أيضاً بإلغاء المباراة المقرر إقامتها على ملعب فريولي، من خلال عريضة وقّع عليها عدد من القانونيين والسياسيين الإيطاليين.

وحملت المبادرة عنوان "أوقفوا المباراة"، وأطلقتها الأمينة الوطنية لحزب بوسيبيلي فرانشيسكا درويتي ورئيس كتلة تحالف الخضر واليسار في مجلس بلدية أوديني أندريا دي ليناردو.

ويستند الثنائي في مطلبه إلى مواد في لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم تنص على حماية المنتخبات الوطنية للدول التي تتعرض لهجوم عسكري، وذكّروا بسابقة عام 2022 عندما قرر "فيفا" ذاته والاتحاد الأوروبي (يويفا) استبعاد روسيا بعد أيام قليلة من غزوها أوكرانيا.

إنها لحظة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، لتؤكد أن كرة القدم، بقدر ما هي رياضة جماهيرية، فإنها أيضاً ساحة أخلاقية وسياسية تُقاس فيها المواقف بميزان الإنسانية، لا بالأهداف المسجّلة في المباراة.

 

من مباراة إسرائيل وإيطاليا. (أ ف ب)

من مباراة إسرائيل وإيطاليا. (أ ف ب)

 

"الغسل الرياضي"
وقال نائب الرئيس جيانكارلو كاموليزي نيابة عن رابطة المدربين "قد يريد الناس منا أن نصمت ونلعب، وننظر إلى الاتجاه الآخر، لكننا لا نعتقد أن هذا صحيح".

وتستند رابطة المدربين الإيطاليين إلى سابقة روسيا مبرراً لمطالبها، ففي 2022 فرض "فيفا" و"يويفا" عقوبات صارمة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا شملت استبعاد المنتخبات والأندية الروسية من المنافسات الدولية، بما في ذلك تصفيات كأس العالم 2022 وكأس أوروبا 2024 وتصفيات كأس العالم 2026.

ونقل نهائي دوري أبطال أوروبا من سان بطرسبورغ إلى باريس، وفسخت أندية عدة عقود رعايتها مع شركات روسية.

وشدد بيان العريضة على أن "في مواجهة أحداث الحرب وانتهاك القانون الدولي، وفي مواجهة الدعاية التي يجسدها منتخب دولة مثل إسرائيل، لا يمكن للرياضة أن تدير ظهرها وكأن شيئاً لم يحدث، من بين 60 ألف ضحية فلسطينية موثقة، كان 635 منهم من الرياضيين، إن إقامة مباراة إيطاليا وإسرائيل تمثل إهانة لذكرى الضحايا ولكل من يقدّر الرياضة وقيمة الحياة البشرية".

وتحدثت تقارير أن موعد المباراة يتزامن مع استعدادات في مدينة أوديني، لتنظيم وقفة احتجاجية واسعة، تقودها مجموعة داعمة للقضية الفلسطينية بالتعاون مع عدد من الجمعيات المحلية، ويعتزم المشاركون رفع شعارات تندد بسياسات "الغسل الرياضي"، التي يتهمون إسرائيل بممارستها، وتأكيد دعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة ما يتعرض له من انتهاكات.

 

من مباراة إسرائيل وإيطاليا. (أ ف ب)

من مباراة إسرائيل وإيطاليا. (أ ف ب)

 

غاتوزو: لسنا محظوظين
وفي مؤتمر صحافي سابق، شدّد المدير الفني لمنتخب إيطاليا جينارو غاتوزو على أنه "رجل سلام. ويؤلمني رؤية المدنيين والأطفال يفقدون حياتهم... لكن إسرائيل في مجموعتنا، وعلينا أن نلعب المباراة.

وأضاف لاحقاً: "نحن غير محظوظين بوجود إسرائيل في المجموعة... ما نراه مؤلم، هذا ما أستطيع قوله".

ووقعت مشاجرة بين غاتوزو وبعض لاعبي منتخب إسرائيل بعد نهاية المباراة، من دون معرفة التفاصيل، لكن يبدو أن المدرب الإيطالي نجح في السيطرة على الموقف من دون أن تتصاعد الأمور.

بدوره، رد المدير الفني لمنتخب إسرائيل ران بن شمعون على سؤال حول قرار الوسط الرياضي الإيطالي بأن خوض المباراة هو "أمر خاطئ"، قائلاً: "أعتقد أنني مدرب كرة قدم، جئت هنا لألعب كرة قدم ضد إيطاليا. أنا في كرة القدم منذ كان عمري 4 سنوات، واستغرقني الأمر سنوات طويلة حتى أصل إلى المكان الذي أقف فيه الآن. أنا لا أنظر إلى الأشخاص الذين يتكلمون أمامي عن الآراء التي ذكرتها (ما يحصل في غزة)".

 

من مباراة إسرائيل وإيطاليا. (أ ف ب)

من مباراة إسرائيل وإيطاليا. (أ ف ب)

 

هل تطرد إسرائيل من أوروبا؟
كانت اسرائيل انضمت إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1956، إلا أن دول عربية وإسلامية رفضت اللعب ضدها، والبداية مع تركيا وإندونيسيا والسودان في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1958. 

وفي عام 1974، جرى طرد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عقب الموافقة على قرار طرحته الكويت حاز على موافقة 17 دولة مع معارضة 13 وامتناع ست دول عن التصويت.

ولم يتمكن منتخب إسرائيل لكرة القدم والفرق الإسرائيلية من المنافسة إلا في المسابقات التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أو في المنافسات القارية الأخرى.

وفي عام 1991، سمح الاتحاد الأوروبي للمنتخب الإسرائيلي بالتنافس تحت مظلته، لتبدأ الفرق الإسرائيلية في التنافس داخل المسابقات الأوروبية.

وبحلول 1994، أصبح الاتحاد الإسرائيلي عضواً كامل العضوية داخل "يويفا" بدلاً من كونه في السابق "عضواً مشاركاً"، وهي لا تزال حتى الآن، ولكن من الصعب أن تطرد أوروبياً نظراً لاعتبارات سياسية. 

 

من مباراة إسرائيل وإيطاليا. (أ ف ب)

من مباراة إسرائيل وإيطاليا. (أ ف ب)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق