بعد استهداف الدوحة.. لماذا تتربّع مصر على عرش القوة العسكرية في المنطقة؟ - هرم مصر

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد استهداف الدوحة.. لماذا تتربّع مصر على عرش القوة العسكرية في المنطقة؟ - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 09:05 مساءً

هرم مصر - في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الوفد المفاوض في الدوحة، تبرز مصر كقلعة منيعة بجيشها الوطني الذي يمثل نموذجاً للصمود والتحدي مرتكزا على عقيدة عسكرية راسخة وتاريخ نضالي حافل،  ليتحول إلى أداة ردع استراتيجية تحمي أمن مصر القومي وتصون استقرارها في منطقة ملغمة بالصراعات والحروب. 
الهجوم الإسرائيلي في قلب الدوحة لم بكن سوى دليل  على ضرورة امتلاك القدرات التي تمكن الدولة من مواجهة التحديات غير المتوقعة، وهو ما تتمتع به مصر بامتياز بفضل سياسة التطوير العسكري الشامل التي انتهجتها خلال السنوات الأخيرة. 
لقد استطاع الجيش المصري، عبر رؤية قيادية واضحة، أن يتحول إلى قوة إقليمية لا يستهان بها، قادرة على فرض معادلات الردع وتأمين الحدود في اتجاهاتها الأربعة، من ليبيا إلى السودان، ومن غزة إلى البحر الأحمر، وسط بيئة إقليمية مليئة بالتحديات والأخطار.

تطور التسليح وتحديث المنظومة الدفاعية

شهد الجيش المصري قفزة نوعية غير مسبوقة في مجال التحديث العسكري تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تحول  إلى منظومة دفاعية متكاملة قادرة على التعامل مع التهديدات المتعددة الأبعاد، معتمدا على استراتيجية التطوير، وتنويع مصادر السلاح وتعزيز القدرات الذاتية في التصنيع العسكري. 
على مستوى القوات الجوية، تم تعزيز الأسطول بطائرات متطورة قادرة على تحقيق التفوق الجوي، بينما شهدت القوات البحرية إدخال غواصات وفرقاطات متطورة لتعزيز الوجود في البحر الأحمر والمتوسط. أما القوات البرية، فقد زودت بأحدث أنظمة المدرعات والمدفعية، مما جعل مصر تحتل مركزا متقدما وفقا تصنيف Global Firepower لعام 2025، متفوقة على دول إقليمية أخرى ذات إمكانيات مادية أكبر .
ولم يكن التحديث مجرد شراء أسلحة، بل شمل تطوير بنية تحتية تكنولوجية متقدمة، مثل أنظمة C4ISR (القيادة، السيطرة، الاتصالات، الحوسبة، الاستخبارات، المراقبة، الاستطلاع)، والتي تعزز القدرة على جمع المعلومات وتحليلها واتخاذ القرار في الوقت المناسب.

الأوكتاجون.. قلب المنظومة الدفاعية النابض

يمثل مبنى "الأوكتاجون" أحد أبرز الإنجازات الاستراتيجية في تاريخ الجيش المصري الحديث، حيث أصبح مركزاً متكاملاً للقيادة والسيطرة والاتصالات الاستراتيجية. من خلال صرح هندسي فريد يمثل عقل مصر الدفاعي الذي يدير الأزمات والعمليات العسكرية في آن واحد، و من خلال دمج أنظمة C4ISR في بنية واحدة، يوفر الأوكتاجون قدرات متطورة في مراقبة الحدود، تتبع التهديدات، وتنسيق العمليات بين الأفرع المختلفة للقوات المسلحة .
هذه المنظومة المتكاملة تختصر زمن اتخاذ القرار وتعزز الكفاءة التشغيلية، مما يمكن مصر من إدارة تهديدات متعددة ومتزامنة على جبهات مختلفة، ليصبح الأوكتاجون رمزاً لقدرة مصر على توظيف التكنولوجيا في خدمة الأمن القومي، ما يعكس رؤية متطورة تضع الابتكار في صلب استراتيجية الردع.

تعظيم الإمكانيات رغم التحديات 

استطاع  الجيش المصري تحقيق معادلة تكافؤ  للموارد والاعتماد على العنصر البشري المدرب، حيث ركزت مصر على تعظيم قيمة الإنفاق العسكري من خلال الاستثمار في التدريب والتطوير التكنولوجي، وتعزيز التعاون العسكري مع دول مثل روسيا والصين، مما وفر لها مصادر تسليح متنوعة قللت من الاعتماد على طرف خارجي واحد، وهذا النهج يحمي مصر من تقلبات السياسات الدولية، كما حدث في الماضي عندما أوقفت الولايات المتحدة إمدادات عسكرية بسبب اعتبارات سياسية، ما جعل الجيش المصري نموذجاً للقوة الذكية التي تعتمد على التخطيط الاستراتيجي الطويل المدى، وليس فقط على الإنفاق المالي الضخم.

الثقة الشعبية.. الدرع المعنوي للجيش المصري

لا تقل ثقة الشعب المصري في جيشه عن أهمية التسليح المتطور، فهي تمثل ركيزة أساسية في معادلة الردع، حيث شكلت التجارب التاريخية، من حرب أكتوبر 1973 إلى مواجهة الإرهاب في سيناء، وعياً جمعياً يجسد الجيش كرمز للسيادة والكرامة الوطنية.
هذه الثقة المتجذرة تجعل من المستحيل نجاح أي حرب نفسية تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي، حيث أظهر المصريون عبر التأييد الشعبي تفويضاً غير مشروط للجيش في القيام بأي مهمة للدفاع عن الأمن القومي،  ما يعزز قدرة الدولة على اتخاذ القرارات الصعبة في الأوقات الحرجة. هذه العلاقة المتينة بين الجيش والشعب هي عنصر حاسم في مواجهة التحديات الإقليمية، حيث إنها تضمان التماسك الداخلي والقدرة على الصمود في وجه العواصف.

الدور الإقليمي.. مصر كفاعل استراتيجي في حفظ التوازن

في بيئة إقليمية تتسم بالصراعات والتوترات، تبرز مصر كلاعب رئيسي في حفظ التوازن الإقليمي ومنع انهيار الاستقرار.، حيث نجحت القيادة المصرية في تحويل التحديات إلى فرص، من خلال سياسة خارجية ذكية تجمع بين القوة العسكرية والمرونة الدبلوماسية. 
على سبيل المثال، كان لمصر دور محوري في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية، كما حافظت على موقف متزن في الأزمة الليبية، مما عزز مكانتها كطرف لا غنى عنه في معادلة السلام والأمن الإقليمي، وجاءت القدرات العسكرية المصرية، مدعومة بشبكة من التحالفات الإستراتيجية، جعلت من المستحيل على أي قوى إقليمية أو دولية تجاهل مصالح مصر والأمن القومي، وهذا الدور لا يعتمد فقط على القوة الصلبة، بل أيضاً على القوة الناعمة المتمثلة في الدبلوماسية والحضارة التاريخية التي تمنح مصر مكانة  فريدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق