نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لقاء إسرائيلي - سوري جديد... اتفاق سياسي لا أمني؟ - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 05:43 صباحاً
هرم مصر - الأنظار مشدودة نحو اللقاء الإسرائيلي – السوري الجديد هذا الأسبوع، الذي سيجمع بين وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ووزير الخارجية أسعد الشيباني. الاجتماعات المتواصلة برعاية أميركية تهدف إلى التوصّل لاتفاق بين تل أبيب ودمشق. ولئن كانت التقارير تتحدّث عن تفاهمات لتخفيف التوتر في الجنوب السوري، فإن تفاصيل المباحثات وأهدافها وشكل الاتفاق غير معلنة بعد.
منذ أحداث السويداء الأخيرة، وما تبعها من هجمات إسرائيلية على القصر الرئاسي السوري وهيئة الأركان في دمشق، فإن الجنوب يختبر فترة من الهدوء النسبي والحذر. هدوء رسّخه لقاء الشيباني – ديرمر الأخير الذي حضره المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك، وكان الاتفاق حينها على "وحدة الأراضي السورية" وما يحمله هذا التعبير من مضامين.
الواقع الأمني في الجنوب تبدّل منذ سقوط نظام بشّار الأسد، وهو في حالة صياغة. إسرائيل سبق أن رسمت خطوطاً حمراء مع قصف أرتال وزارة الدفاع السورية التي اتجهت نحو الجنوب، وعمّقت توغلاتها في القنيطرة وريف دمشق. وبالتالي أرست معادلات أمنية جديدة في الجنوب السوري بقوّة النار تقوم على منطقة منزوعة السلاح الثقيل.
القوات الأمنية السورية (أ ف ب).
الواقع الأمني الجديد جنوب سوريا يطرح أسئلة بشأن مدى حاجة إسرائيل إلى اتفاق أمني مرتبط بالجنوب فحسب، بعدما رسّخت واقعاً جديداً تريده بقوّة النار. وفي هذا السياق، يتحدّث الصحافي السوري إبراهيم مراد، فيقول إن الإسرائيليين "ما عادوا" يبحثون الاتفاق الأمني، فملفّ الأمن في الجنوب "صفحة وطويت" بالنسبة إلى تل أبيب. وبرأيه، المباحثات سياسية هدفها التوصّل إلى اتفاق سياسي تام واستراتيجي.
هذه المشهدية لا تعني أن الأمن غير مدرج ضمن المباحثات. ولئن كانت هذه القضية محسومة بالنسبة إلى إسرائيل في الجنوب، فإنها ليست كذلك بالنسبة إلى سوريا التي ترغب في وضع حدود للتدخّل الإسرائيلي الأمني على أراضيها. ثم إن ملف التسليح التركي لسوريا قضية أخرى تقلق إسرائيل وقد ترغب في الاتفاق عليها مع السلطات السورية بموجب تفاهم جديد.
طيف تركيا حاضر
الاتفاق السياسي يعني تطبيع العلاقات بين إسرائيل وسوريا، وهذا يستوجب صلات سياسية معلنة. في هذا السياق، يشير مراد خلال حديثه لـ"النهار" إلى أن إسرائيل تريد اتفاق سلام معلناً مع سوريا، فيما الأخيرة تحاول "المراوغة"، لأن موقعها السياسي والجغرافي حسّاس جداً بين تركيا وإسرائيل، وأنقرة "لا تريد اتفاقاً" بين دمشق وتل أبيب.
لا ترغب تركيا في تطبيع العلاقات الإسرائيلية – السورية في ظلّ التنافس بين أنقرة وتل أبيب على النفوذ وأنابيب النفط في المنطقة، لأن أيّ اتفاق بين دمشق وتل أبيب سيفتح أفق التعاون الاقتصادي، وحينها يصبح الملف السوري "خارج سيطرة" تركيا وفق ما يرى مراد، وهذا ما يعرقل الاتفاق ويؤخّر أمد التوصّل إليه، وبالتالي لا يتوقع مراد اتفاقاً هذا العام.
في المحصلة، فإن الاجتماع الإسرائيلي – السوري المنتظر يحمل في طيّاته أهمية لجهة تقدّم المباحثات بعدما تمكّن الاجتماع الأخير من ترسيخ هدوء في الجنوب السوري، وقد يبني الطرفان على تفاهمات ذلك الاجتماع والأجواء الإيجابية التي رافقته لإنجاح اللقاء المقبل، الذي سيواكب برعاية أميركية وحضور محتمل لباراك، والغد لناظره قريب.
0 تعليق