هرم مصر - المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "مذيعة تشتم المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي للاعلام العربي افيخاي ادرعي، على الهواء مباشرة، واصفة اياه بالكلب". 

 

الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.

 

الحقيقة: هذا المقطع زائف. واستُخدمت في عملية التزييف مشاهد اصلية قديمة، تعود الى 8 حزيران 2024.  وتظهر افيخاي ادرعي خلال مقابلة معه على قناة "سكاي نيوز عربية"، تكلم فيها على تحرير أربع رهائن إسرائيليين في عملية عسكرية خاصة في مخيم النصيرات للاجئين بقطاع غزة يومذاك. FactCheck#

 

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

 

 

دقيقة ونصف دقيقة حامية جدا. ويبدأ المقطع بقول مذيعة بثوب أخضر (من دون تدخل): سيد أدعري، أنت شخص كلب، ابن كلب، ما بتستحي ع حالك بقتل الأطفال والنساء، يا حقير، يا سافل.

ويجيبها أدرعي: من فضلك لا تغلطي بالكلام، أنا أتكلم معك باحترام، نحن لا نقتل الأطفال. نحن نستهدف حماس. 

المذيعة: سكّر تمك يا حيوان فعلا، إنكم حيوانات مجرمين.

ادرعي: لا، لا تتكلمي بهذه الطريقة، أنا أحترمك لحد الآن، احترمي نفسك لو سمحت.

المذيعة: سكر تمك يا ابن الكلب، يلعن شرفك ابن الكلب.

ادرعي: سوف نحتل كل الدول العربية حتى نصل إلى السعودية، إجباري عن حكامك. نحن سنمحي العرب عن وجه الأرض. 

 

وقد انتشر المقطع أخيرا في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "مشكلة على الهواء مباشرة". 

 

 

@r1968alhassane

 

♬ الصوت الأصلي - العشق الحسيني

 

 

 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (تيك توك)

 

 

حقيقة الفيديو 

الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 

 

في الواقع، المرأة التي تشاهدونها في الفيديو هي الاعلامية الجزائرية فضيلة سويسي، المذيعة في قناة " وفقاً لما يبيّنه البحث. 

 

وبالتفتيش في حساب القناة في يوتيوب، باستخدام كلمات مفاتيح، نقع على المشاهد الاصلية لادرعي وسويسي في 8 حزيران 2024، بعنوان: عاجل- أفيخاي أدرعي لسكاي نيوز عربية: إسرائيل عازمة على تحرير كل الرهائن لدى حماس. 

 

 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب قناة سكاي نيوز عربية في 8 حزيران 2024

 

وخلال ذلك اللقاء التلفزيوني، حمّل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي حركة حماس مسؤولية سقوط ضحايا من المدنيين خلال عمليات تحرير رهائن في مخيم النصيرات. 

 

وقد اطلعنا على المقابلة الكاملة التي أجرتها معها سويسي، ولم يرد فيها الشتم او الكلام الذي يرد في المقطع المتناقل. وهذا يعني، اذاً، ان هذا المقطع زائف، ركّب كلاما على لسان أدرعي وسويسي لم يدليا به اطلاقا، وذلك بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي. 

 

وفي ذلك الحديث، سألت سويسي أدرعي عن عملية تحرير 4 رهائن إسرائيليين في عملية عسكرية خاصة في مخيم النصيرات للاجئين بقطاع غزة، والتي شارك فيها الشاباك والجيش والشرطة الاسرائيلية؟ فأجاب ان "هذه العملية مركبة ومعقدة، وحافلة بالمخاطر. وكان هناك الكثير من الجنود، من المقاتلين الذين خاطروا بحياتهم من أجل تحقيق هذه الغاية المقدسة بتحرير أربعة من المختطفين الإسرائيليين من قلب قطاع غزة، من قلب النصيرات، من مباني، من أماكن تعرضت لحماية شديدة من عناصر حماس الذين اختطفوا هؤلاء المواطنين الإسرائيليين المدنيين من الحفلة الموسيقية في 7 أكتوبر، بشكل بربري ووحشي. واليوم بحمد الله، بحمد هذه القوات، بهذه المخاطرة الكبيرة، بهذا التنفيذ الدقيق، تمّ تحريرهم وإعادتهم إلى أرض الوطن سالمين".

 

سويسي: ولكن سيد أدرعي، تم قتل أيضا ثمانين فلسطينياً كما ذكرنا قبل قليل... أليس هذا أيضا قتل وحشي وبربري لثمانين شخصا لم تكن لهم علاقة بما يجري، فقط لأنهم يسكنون هذا المخيم، مخيم النصيرات؟

 

ادرعي: من يتحمل المسؤولية ليس كشعار، بل من وضع المختطفين الإسرائيليين في قلب المنطقة المدنية. من وضع المختطفين الإسرائيليين في عمق مخيم النصيرات. من قام باختطافهم بهذه الوحشية والبربرية إلى قلب هذه المناطق هو يتحمل المسؤولية الكاملة. نحن ورسالتنا هي واضحة بأننا سنفعل المستحيل من أجل إعادة المختطفين الإسرائيليين إلى ديارهم. كلهم محتجزون من عناصر حماس. هذا هو السؤال الذي يجب أن نسأله ويسأله كل مواطن في غزة وفي مخيم النصيرات بالتحديد. لماذا تم وضع هؤلاء المختطفين الإسرائيليين المدنيين داخل الأماكن السكنية؟

 

سويسي: ومن يؤكد لك ولنا أنهم كانوا في هذه المنطقة أو في هذا المخيم بمعرفة سكان المخيم، الذين يعدون بالمئات إن لم يكن بالآلاف؟ هذا سؤال بصراحة لا يمكن الإجابة عنه. هذا هروب من المسؤولية في تحمل مقتل ثمانين شخصا مقابل تحرير أربعة. يعني إذا تم تحرير مئة وعشرين شخصا بالطريقة نفسها، فكم فلسطينيا ستقتلون؟ 

 

ادرعي: إسرائيل عازمة كل العزم على تحرير المختطفين الإسرائيليين القابعين في سجن حماس، والذين اختطفوا بطريقة وحشية. تتحمل حماس كامل المسؤولية عن ذلك. إسرائيل عازمة على ذلك، والمسؤولية تقع على (يحيى) السنوار (زعيم حركة حماس في قطاع غزة). لماذا يختبئ تحت سابع أرض ويترك شعبه ليتحمل تداعيات أفعاله. ما يهم السنوار هو بقاؤه على قيد الحياة... 

 

ترامب يوجّه “إنذارا أخيرا” لحماس والحركة تعلن استعدادها للتفاوض

وجاء تداول الفيديو الزائف في وقت أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأحد أنه وجّه "إنذارا أخيرا" لحماس بشأن إعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، فيما قالت الحركة الفلسطينية إنها مستعدة للتفاوض على أساس مقترحات أميركية جديدة، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وجاء في منشور لترامب على منصته تروث سوشال: "لقد قبل الإسرائيليون شروطي. حان الوقت لكي تقبل حماس كذلك. لقد حذرت حماس من عواقب عدم القبول"، وتابع "هذا هو إنذاري الأخير".

وبعد ساعات، قالت حماس في بيان الأحد إنها "جاهزة فورا" للانخراط في مفاوضات بعد تلقيها مقترحا جديدا من واشنطن. وأشارت إلى "تسلمها عبر الوسطاء بعض الأفكار من الطرف الأميركي للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار" وأكدت أنها ترحب "بأي تحرك يساعد في الجهود المبذولة لوقف العدوان على شعبنا".

 

ويأتي هذا التركيز المتجدد على قضية الرهائن بينما تتكثف العمليات الميدانية. ودمّر الجيش الإسرائيلي أمس الأحد برجا سكنيا في مدينة غزة هو الثالث في غضون ثلاثة أيام.

من جهته، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل بأن 48 شخصا قتلوا في ضربات جوية إسرائيلية على القطاع الأحد.

 

وبحسب الجيش الإسرائيلي، ما زال هناك 47 محتجزا في غزة، 25 منهم لقوا حتفهم، من بين 251 شخصا اختُطفوا في هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023.

وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 64455 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفقا لأحدث أرقام أوردتها وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان "مذيعة تشتم المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي للاعلام العربي افيخاي ادرعي، على الهواء مباشرة، واصفة اياه بالكلب،" وفقا لما يشاهد في المقطع المتناقل. في الحقيقة، هذا المقطع زائف. واستُخدمت في عملية التزييف مشاهد اصلية قديمة، تعود الى 8 حزيران 2024.  وتظهر افيخاي ادرعي خلال مقابلة معه على قناة "سكاي نيوز عربية"، تكلم فيها على تحرير أربع رهائن إسرائيليين في عملية عسكرية خاصة في مخيم النصيرات للاجئين بقطاع غزة يومذاك. 

 

 

*خدمة "النّهار تتحقق" من جريدة "النّهار" خدمة مستقلة، تتقصّى صحة الاخبار والصور والفيديوات في شكل حيادي، دفاعاً عن الحقيقة.