تشنغدو.. المدينة النابضة بالحياة وقلب الثقافة الصينية - هرم مصر

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تقع مدينة تشنغدو في مقاطعة سيتشوان بالصين، وهي من أبرز مناطق زراعة الأرز والقمح في البلاد، وتضم العديد من بيوت الشاي التقليدية ومزارع الشاي، وأصبحت مدينة صناعية كبرى، وتشهد حركة بناء هائلة كما أنها وجهة ثقافية وسياحية مميزة.

وظلت المدينة تلعب دوراً مهماً في تاريخ الصين على مدى آلاف السنين، وفي عهد أسرتي تشين وهان نحو عام 316 قبل الميلاد، أصبحت المركز السياسي والاقتصادي والثقافي لجنوب غرب الصين، إضافة إلى كونها مركزاً لتربية ديدان القز ونسج الديباج.

وبما أن تشنغدو، كغيرها من معظم المدن الصينية، مكان آمن للمسافرين فمن الممتع استكشافها في الليل والاستمتاع بالأنشطة الثقافية مثل أوبرا سيتشوان. كما أن هذه المدينة النابضة بالحياة نقطة انطلاق رائعة للرحلات النهارية واستكشاف المناطق الريفية المحيطة.

عليك مشاهدة دببة الباندا صباحاً

تتيح قاعدة تشنغدو باندا، فرصة مشاهدة هذه المخلوقات المذهلة عن قرب في بيئتها الطبيعية.

وأُنشئ هذا المركز عام 1987، حيث بدأت بستة حيوانات باندا عملاقة مُنقذة، ثم ازداد العدد إلى 83، وشهدت نحو 124 ولادة باندا جديد. وتشمل الجولات فرصة لزيارة المتحف الموجود في الموقع، والذي يضم معروضات تتناول مشاكل التكاثر لدى هذه الحيوانات.

وتكون الدببة نائمة في الغالب، أما أوج نشاطها فيكون أثناء أوقات التغذية الصباحية، لذا خطط لرحلتك بناءً على ذلك، وللاستفادة القصوى من الزيارة يوصي بالانضمام إلى جولة سياحية منظمة.

ولرؤية الباندا في البرية يمكن حجز رحلة إلى «محمية وولونغ» الطبيعية الشاسعة على بُعد 130 كيلومتراً غرب تشنغدو، وتغطي هذه المحمية الرائعة مساحة 2000 كيلومتر مربع، وتحيط بها الجبال، وهي موطن ل 60 نوعاً مختلفاً من الثدييات، إضافة إلى 300 نوع من الطيور و4000 نوع من النباتات، بما في ذلك أشجار الخشب الأحمر العملاقة.

نظام الري في دوجيانغيان

شُيّد نظام ري دوجيانغيان الرائع عام 250 قبل الميلاد، ويقع بالقرب من بلدة قوانشيان على مصب نهر مينجيانغ، ورغم أنه يبعد نحو 55 كيلومتراً شمال غرب تشنغدو إلا أنه يستحق الزيارة ضمن رحلة نهارية إلى هذا الجزء الجميل من البلاد.

وبُني هذا النظام المذهل لمنع الفيضانات الكارثية، ويشمل شبكة من السدود الترابية تتفرع أقسامها إلى روافد وقنوات لري الحقول. يتألف النظام من مكونات تحمل أسماءً مثيرة للاهتمام، مثل «فكي السمكة»، الذي يعمل كمستجمع مائي وسد، والسد المعروف باسم «الرمال الطائرة» (فيشا يان)، والقناة المعروفة باسم «عنق الزجاجة الثمينة» (باوبينغ كو).

وبفضل هذا النظام المبتكر، لم تغمر مياه الفيضانات نهر مينجيانج منذ أكثر من 2200 عام، وأصبح سهل تشنغدو في وسط سيتشوان واحد من أكثر المناطق خصوبة في الصين.

كوخ دوفو المشيد من القش

يمتد مجمع كوخ دوفو المسقوف بالقش (دو فو كاو تانغ) في تشنغدو على مساحة 24 فداناً، وهو مُهدى لأحد أشهر شعراء الصين ويُحاكي الموقع المنزل الذي عاش فيه دو فو بين عامي 759 و763 ميلادي، والذي كتب فيه أكثر من 250 قصيدة من أشهر قصائده.

ويقع المجمع على ضفة نهر هوانهواكسي الخلابة، ويتميز بحدائق غنّاء، وأجنحة متعددة، وجسوراً ومسارات رائعة، ورغم أن معظم مبانيه ليست أصلية إلا أنها تعود إلى الفترة ما بين عامي 1500 و1800، وقد رُممت بعناية فائقة عام 1949.

ويمكن أيضاً زيارة الكوخ المعاد بناؤه، وهو مبنى بسيط يضم غرفة دراسة وغرفة نوم ومطبخ، كما يمكن زيارة قاعة الشعراء العظماء التي تعرض مشاهد من أشهر قصائده، بما في ذلك قصيدة تتعلق بالتدمير الذي تعرض له الكوخ الأصلي بفعل عاصفة.

ممر بوابة السيف

يمكن الوصول إلى طريق جيانمن الخلاب من تشنغدو عبر طريق سيتشوان القديم (شوداو)، ويمر هذا الطريق عبر ممر جيانمن المذهل (جيانمن غوان)، والذي يُعرف بالإنجليزية باسم «ممر بوابة السيف»، ويشتهر بمنحدراته الشديدة التي تحيط بها نحو 72 قمة، إضافة إلى العديد من المواقع التاريخية والثقافية المهمة، وفي الغالب تدرج زيارته ضمن برنامج رحلات المجموعات السياحية الرسمية.

ورغم أن الرحلة ذهاباً وإياباً تمتد لأكثر من 300 كيلومتر إلا أنها تستحق الزيارة، سواء لمن يذهبون بمفردهم أو من ينضمون لمجموعات صغيرة عبر جولات سياحية متخصصة تنطلق بانتظام من المدينة.

وتشمل هذه المعالم طريق بلانك القديم، وجرف ألف بوذا، وجبل دوتشوي، ومعبد هوانغزي، ولكن أبرز ما يميزها هو البوابة المعاد بناؤها، وهي نسخة رائعة طبق الأصل.

مزارع الشاي

نظراً لشعبية الشاي في الصين ناهيك عن انتشاره في جميع أنحاء العالم، لا تكتمل الرحلة إلى تشنغدو دون زيارة مزرعة شاي أصيلة. وأقدم مناطق زراعة الشاي في البلاد هي منغدينغشان الواقعة على بُعد ساعتين فقط ويمكن الوصول إليها في رحلة نهارية سهلة من المدينة.

وزيارة هذه المزرعة، إضافة إلى أنها تمنح فرصة الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجميلة فهي تتيح أيضاً فرصة التعرف إلى أنواع الشاي المختلفة، فضلاً عن أهميتها في التقاليد والثقافة الصينية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق