كتبت بديعة زيدان:
حضرت فلسطين في فئتين من بين فئات "قائمة الـ18" لجائزة "كتارا" للرواية العربية، في دورتها الحادية عشرة، وأعلنت، مساء أمس.
في فئة الروايات المنشورة، تمثلت فلسطين في روايتين، الأولى للروائي محمد جبعيتي بعنوان "الطاهي الذي التهم قلبه"، والثانية للروائية رولا خالد غانم عن روايتها "تنهيدة حرية"، فيما تمثلت فلسطين أيضاً في فئة الروايات غير المنشورة بمخطوط رواية "حلم على هدب الجليل" للكاتبة والشاعرة مريم قوش المحاصرة في قطاع غزة، وتقيم في أحد مخيّمات النزوح المتكرر فيها.
وكان الحضور الأبرز في فئة الرواية المنشورة، للروائيين من جمهورية مصر العربية، بحيث تنافست ست روايات على الجائزة، هي: "بيت من زخرف: عشيقة ابن رشد" لإبراهيم فرغلي، و"سيدة القرفة" لرحمة ضياء، و"ليس بعيداً عن رأس الرجل: عزيزة ويونس" لسمير درويش، و"عرش على الماء" لمحمد بركة، و"سبع حركات للقسوة" لمصطفى البلكي، و"سنوات النمش" لوحيد الطويلة، بينما حضر في ذات القائمة روايات كتبها مبدعون ومبدعات من: سلطنة عُمان، وسورية، والعراق، واليمن، وتونس، والمغرب، والكويت، والجزائر.
والأمر ذاته تكرر في فئة الرواية غير المنشورة، بخمس روايات مصرية، هي: "يافي" لأحمد صابر حسين، و"السيرك أو السيرك والساحر" لمحمود فيصل، و"ضاحية الفساتين" لملاك رزق، و"أحلام الزجاج" لهاجر، و"هذه جثة أخي" لهشام رسلان، في حين توزعت الروايات الأخرى بين روائيات وروائيين من: العراق، وسورية، والسودان، وتونس، والأردن، والمغرب، والجزائر، وتشاد.
وفي حين غابت فلسطين عن قوائم فئات الروايات التاريخية، وروايات الفتيان، والدراسات النقدية، كان لافتاً حضور قوش، التي اشتهرت شاعرة توثق يوميات حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، هي التي فقدت والدها شهيداً في الربع الأخير من العام الماضي.
وحال الاحتلال بحربه وحصاره وقصف كل من وما هو فلسطيني دون مشاركتها في مسابقة شعرية من بين مسابقات "كتارا"، الحي الثقافي في العاصمة القطرية، حيث كتبت في 12 أيار الماضي، أي قبل أقل من شهرين، عبر صفحتها في "فيسبوك": منذ الإعلان عن قائمة الشعراء المتأهلين، وكل يوم تردني الرسائل على هاتفي: مريم! هل وصلت الدوحة؟ هل سافرت؟ وأنا بقهر الثمانين عاماً من النكبة، أحاول أن امضغ القهر مرة أخرى وأقول: ما أزال أنتظر!، مضيفة: هل يتخيل أحد في العالم شعور ذلك القهر وحدة الغصة ومرارة الانكسار مرة أخرى أمام الحصار، هل يتخيل أحد في العالم مرارة أن يقضي الفلسطيني ثمانين عاماً وهو ينتظر؟! هل يتخيل أحد في العالم أن الفلسطيني يعيش ويموت مقهوراً! لقد فقدتُ الوقتَ كله وأنا أنتظر، فبيني وبين المسرح معبرٌ مغلقٌ وسنتان من الحرب وحصار ودبابات وأحزمة نارية ونزوح وخيام وأسئلة وجودية وعدمية تقف ما بين الحياة والموت.
وكانت الغلبة لروائيي مصر أيضاً في فئة الروايات التاريخية، بست روايات هي: "روزية" لخالد الجزار، و"الجثة المحرمة" لمحمد صالح رجب، و"سرنديبة" لمحمد عزب، و"ثيودرا فاطمة" لمصطفى سليمان، و"الطواشي: رحلة قاتل الوالي" لنهى الزيني، و"أشباح الحرب: السر في العلمين" لهبة وصفي، في حين كانت الروايات الأخرى المنافسة على هذه الفئة من الجائزة لروائيات وروائيين من: سورية، والمغرب، واليمن، والأردن، وتونس، والعراق، وقطر.
وتصدرت مصر أيضاً قائمة المتنافسين عن فئة الدراسات النقدية، واشتملت على نقاد من ست دول عربية، بسبع دراسات نقدية، تلتها المغرب بست دراسات، ثم الأردن بدراستين، ودراسة واحدة لكل من: السعودية، والجزائر، وسورية.
تجدر الإشارة إلى أنه من المقرر الإعلان عن "قائمة الـ9" (القائمة القصيرة) لجائزة "كتارا" للرواية العربية في آب المقبل عن كافة الفئات.
0 تعليق