بيرتي فوربس.. مسيرة طويلة من النجاح والثروة - هرم مصر

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يُعد بيرتي تشارلز فوربس واحداً من أبرز الشخصيات في تاريخ الصحافة المالية في الولايات المتحدة، فقد استطاع أن يؤسس واحدة من أشهر المجلات الاقتصادية في العالم، وهي مجلة «فوربس»، التي لا تزال حتى اليوم مرجعاً عالمياً في عالم المال والأعمال.

وُلد فوربس في الرابع عشر من مايو/ أيار عام 1880، في منطقة «نيو دير» في مقاطعة «أبردينشاير» شمال شرقي إسكتلندا. نشأ في أسرة متواضعة مكوّنة من عشرة أبناء. وكان والده، روبرت فوربس، يعمل خياطاً وصاحب متجر في قرية «وايتهيل».

منذ سنواته الأولى، أظهر فوربس شغفاً بالكتابة والتعلّم، ما أهّله لاحقاً للالتحاق ب«كلية جامعة دندي»، التي كانت آنذاك تابعة لجامعة «سانت أندروز» العريقة.

بدأ فوربس مشواره المهني في الصحافة في عام 1897، حيث عمل مراسلاً وكاتب افتتاحيات في إحدى الصحف المحلية في إسكتلندا. وبعد سنوات قليلة، قرر أن يخوض مغامرة جديدة في الخارج، انتقل عام 1901 إلى مدينة جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا. وهناك، عمل في صحيفة «راند دايلي مايل»، وكان تحت إدارة رئيس تحريرها الأول، الكاتب والصحفي الشهير إدغار والاس.

لم تتوقف طموحات فوربس عند حدود القارة الإفريقية، ففي عام 1904 هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حالماً بمستقبل أكبر في عاصمة الاقتصاد العالمي، مدينة نيويورك. وهناك، انضم إلى صحيفة «جورنال أوف كوميرس» كاتباً ومحرراً مالياً، قبل أن ينتقل في عام 1911، إلى سلسلة صحف «هيرست»، حيث كتب مقالات مالية كانت تُنشر بشكل موحد في عدة صحف.

وفي غضون عامين فقط، أصبح فوربس محرراً للشؤون المالية والاقتصادية في صحيفة «نيويورك أمريكان» التابعة لمجموعة هيرست، وظل في هذا المنصب حتى عام 1916.

في عام 1917، قرر أن يؤسس مجلته الخاصة، فأنشأ «فوربس»، التي أصبحت سريعاً، واحدة من أبرز المطبوعات في مجال الاقتصاد والأعمال. وتولى بنفسه منصب رئيس التحرير منذ تأسيس المجلة حتى وفاته في عام 1954. وخلال سنواته الأخيرة، ساعده في إدارة المجلة اثنان من أبنائه، وهما بروس تشارلز فوربس ومالكوم ستيفنسون فوربس، اللذان واصلا حمل إرث والدهما بعد وفاته.

وكان من أبرز إنجازاته الأخرى، تأسيسه «رابطة المستثمرين» في عام 1942، وهي منظمة تهدف إلى تثقيف الأفراد حول الاستثمار والتخطيط المالي.

توفي فوربس في مايو 1954، في مدينة نيويورك، قبل أيام قليلة من عيد ميلاده الرابع والسبعين. وبعد أكثر من ثلاثة عقود من وفاته، أي في عام 1988، تم نقل جثمانه من الولايات المتحدة إلى موطنه الأصلي في إسكتلندا، حيث دُفن في مقبرة كنيسة نيو دير، على تلة تُعرف ب«هيل أوف كالش».

لا يزال اسم فوربس اليوم مرتبطاً بالنجاح، والثروة، وريادة الأعمال. وبفضل رؤيته المبكرة، استطاع أن يرسّخ قواعد الصحافة المالية الحديثة، ويؤسس منصة إعلامية استمرت عقوداً كمرجع موثوق للمستثمرين، وقادة الأعمال، والمهتمين بالاقتصاد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق