«سي إن إن»
تتزايد المخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي في البيئة، خاصة مع الاعتماد المتزايد على مراكز البيانات الضخمة التي تدير هذه الأنظمة، فعندما نرسل طلباً إلى نماذج الذكاء الاصطناعي، تقسم إلى مجموعات من الأرقام، تسمى «المعرفات الرمزية»، وإرسالها إلى مراكز البيانات التي تستهلك كميات ضخمة من الطاقة، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن العديد من هذه المراكز تعمل باستخدام الطاقة المنتجة من مصادر غير متجددة مثل الفحم أو الغاز الطبيعي؛ إذ يمكن أن تستهلك عملية توليد استجابة واحدة من أنظمة الذكاء الاصطناعي، ما يصل إلى 10 أضعاف الطاقة التي يستهلكها بحث على «جوجل».
عندما يتعامل الذكاء الاصطناعي مع أسئلة معقدة تتطلب استدلالات عميقة، فإن البصمة الكربونية تتضاعف بشكل ملحوظ، وأظهرت الدراسات أن الأسئلة المعقدة، تؤدي إلى انبعاثات كربونية تزيد بما يصل إلى ستة أضعاف مقارنة بالأسئلة البسيطة، علاوة على ذلك، فإن النماذج الأكثر تطوراً، التي تمتلك قدرات استدلالية أوسع، تستهلك طاقة أكبر تصل إلى 50 ضعفاً مقارنة بالنماذج الأبسط.
وفي الوقت الذي نبحث فيه عن طرق للاستفادة من الذكاء الاصطناعي، يمكننا اتخاذ خطوات بسيطة لتقليل تأثيره البيئي، وأحد الحلول المقترحة هو أن نكون أكثر دقة في تحديد نوع الأسئلة التي نطرحها على الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، يمكن للمستخدم تحديد الإجابات بشكل مختصر وواضح، بدلاً من المطالبة بشرح مفصل، ما يُسهم في تقليل الوقت والطاقة المستهلكة في توليد الاستجابات.
وفي إطار البحث عن حلول لتقليل التأثير البيئي للذكاء الاصطناعي، يبرز دور النماذج الأقل تعقيداً والمتخصصة في مهام معينة، ففي حين أن النماذج القوية والضخمة هي الأنسب لبعض المهام المعقدة، مثل البرمجة أو الاستدلالات العميقة، فإن نماذج أصغر وأكثر تخصصاً، كافية لأداء المهام اليومية، مثل المساعدة في الواجبات المدرسية أو الاستفسارات البسيطة.
ومن الضروري أن تصبح شركات الذكاء الاصطناعي أكثر شفافية بشأن استهلاك الطاقة المرتبط بنماذجها، ويمكن أن يُسهم الكشف عن هذه المعلومات في زيادة الوعي بين المستخدمين بشأن التأثير البيئي لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وبالتالي اتخاذ قرارات أكثر وعياً.
0 تعليق