"قائد لا يهزم".. لماذا يحتاج "ترامب" أن يصدق العالم أنه "دمر" البرنامج النووي الإيراني؟ - هرم مصر

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

26 يونيو 2025, 2:11 مساءً

أصرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال قمة حلف الناتو في هولندا على أن الغارات الأمريكية "دمرت" البرنامج النووي الإيراني بالكامل، لكن لماذا يروج لهذه الرواية بقوة؟ وفقاً لشبكة "سي إن إن"، يسعى ترامب إلى تعزيز صورته كقائد قوي لا يُخطئ، مع تجنب أي تصعيد عسكري قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع طويل الأمد مع إيران.

تهديد الصورة

ويُعد تعزيز صورة ترامب كقائد شجاع ولا يُهزم محور رئيسي في إدارته، وأي معلومات تشكك في نجاح الغارات الأمريكية على ثلاث منشآت نووية إيرانية تُعتبر تهديداً لهذه الصورة، وقد أشار تقرير أولي "منخفض الثقة" من وكالة الاستخبارات الدفاعية إلى أن الهجمات لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي، وأخرته أشهراً فقط، وهذا التقرير أثار رد فعل غاضب من ترامب وفريقه، الذين وصفوا الغارات بأنها "ناجحة للغاية" و"لا يمكن لأي جيش آخر تحقيقها".

ورد وزير الدفاع بيت هيغسيث على تقارير "سي إن إن" و"نيويورك تايمز" جاء مسرحياً، متهماً الإعلام بمحاولة "تشويه" سمعة ترامب، وفي الوقت نفسه، استشهد البيت الأبيض بتقييم إسرائيلي يفيد بأن البرنامج النووي الإيراني تعرض لأضرار "منهجية"، وبيان من مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف يؤكد "تضرره الشديد"، لكن هذه التصريحات لا تدعم بعد ادعاءات ترامب بالتدمير الكامل.

تحديات عسكرية

وتجنب التصعيد العسكري مع إيران يُعد هدفاً رئيسياً لترامب، حسب "سي إن إن"، وأي دليل على استمرار قدرات إيران النووية قد يضعه أمام خيارات صعبة: إما شن هجمات إضافية، مما يخاطر بحرب طويلة لا يريدها، أو الظهور بموقف ضعيف أمام قاعدته السياسية، وهذا التوتر يفسر رد فعل إدارته العاطفي على التقارير الاستخباراتية، التي قد تشير إلى أن الغارات لم تحقق أهدافها بالكامل، خاصة في منشأة فوردو المدفونة تحت الصخور.

وتبدو إدارة ترامب دفاعية، مما يثير شكوكاً حول مصداقيتها، وتأخير إحاطات الكونغرس حول الغارات، وعدم إبلاغ قادة ديمقراطيين بالمهمة مسبقاً، زاد من تسييس الموضوع، وهذا النهج قد يُضعف دعماً كان من الممكن أن يحظى به ترامب من الحزبين.

آفاق دبلوماسية

وعلى الصعيد الدبلوماسي، يواجه ترامب تحديات معقدة، حيث أعلن عن لقاء مرتقب بين مفاوضين أمريكيين وإيرانيين الأسبوع المقبل، بينما تحدث مبعوثه ستيف ويتكوف عن "اتفاق سلام شامل"، لكن هذه الطموحات تصطدم بنظام إيراني غامض، حيث قد تدفع الغارات طهران إلى تسريع برنامجها النووي لضمان بقاء النظام، لاسيما أنها رفضت التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مما سيُعيق المراقبة الدولية.

وقلل ترامب من أهمية التوصل إلى اتفاق، قائلاً: "لا يهمني إذا كان لدي اتفاق أم لا"، فهل ستتمكن إدارته من تحقيق اختراق دبلوماسي، أم ستظل التوترات مع إيران عائقاً أمام استقرار المنطقة؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق