خلصت استراتيجية الأمن القومي الحكومية الجديدة في المملكة المتحدة إلى نتيجة مقلقة، مؤكدة على ضرورة "الاستعداد الفعّال" لسيناريو حرب قد تتعرض فيه الأراضي البريطانية لتهديد مباشر، وذلك في تحول كبير يعكس حجم التغيرات في المشهد الأمني الأوروبي.

وتنص الوثيقة، التي نشرتها الحكومة البريطانية مؤخرًا، بشكل صريح على أنه "لأول مرة منذ سنوات عديدة، علينا الاستعداد الفعّال لاحتمالية تعرض أرض المملكة المتحدة لتهديد مباشر، ربما في سيناريو حرب".

عصر المواجهة

تؤكد الاستراتيجية أن العالم قد دخل "عصرًا نواجه فيه مواجهات مع من يُهددون أمننا"، مشيرة إلى أن الحرب الروسية في أوكرانيا هي المثال الأوضح على هذا التهديد.

وتضيف أن "احتمالية مواجهة حالات طارئة قد يُطلب منا فيها، أو نختار، مواجهة التهديدات باستخدام القوة العسكرية آخذة في الازدياد"، ونتيجة لذلك، تشدد الوثيقة على أن "اليقظة الأكبر في جميع المجالات ستكون ضرورية لمواصلة ردع من يسعون إلى تقويض أمننا الإقليمي".

تدريبات سنوية و"دفاع عن الوطن"

ولترجمة هذه الرؤية إلى إجراءات عملية، أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستُجري تدريبات سنوية لاختبار جاهزية المجتمع بأكمله، كجزء من جهود إعادة بناء القدرة الوطنية على الصمود في وجه الأزمات الكبرى.

كما تخلص الاستراتيجية إلى أنه "ستكون هناك أيضًا خطوات لتحسين الأمن حول البنية التحتية الوطنية الحيوية مثل محطات الطاقة وإمدادات المياه"، وذلك ضمن إطار أشمل أُطلق عليه اسم "الدفاع عن الوطن".

ويمثل هذا التوجه الجديد اعترافًا رسميًا بأن التهديدات التقليدية بين الدول قد عادت إلى الواجهة، وأن الاستعداد لها لم يعد يقتصر على الجيوش في الخارج، بل يتطلب جاهزية شاملة على المستوى الوطني.