هل تنام الأسماك؟ دراسات تكشف أسرار النوم في المحيطات - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحت سطح المحيطات، تعيش ملايين الكائنات البحرية التي تحكم حياتها إيقاعات غامضة، منها النوم الذي لا يفهمه العلماء جيدا. ورغم أن الأسماك، التي تملأ البحار والأنهار، تبدو كأنها في حالة نشاط دائم، فإنها تظهر علامات للراحة. لكن هل يمكن تسميتها بالنوم؟ تعتمد إجابة هذا السؤال على اختلاف مفهوم النوم بين البشر والكائنات البحرية، بحسب تقرير لمجلة ناشونال جيوغرافيك.

ويؤكد عالم الأعصاب بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا فيليب مورين أن "جميع الحيوانات التي خضعت لفحص دقيق تظهر نوعا من النوم"، لكنه يوضح أن الأمر لا يقتصر على مجرد النوم كما نعرفه نحن البشر، بل يختلف شكله وخصائصه من نوع إلى آخر. وذلك ما يجعل دراسة النوم لدى الكائنات البحرية تحديا حقيقيا.

يقدر العلماء وجود أكثر من 20 ألف نوع من الأسماك، ولكل منها سلوكيات نوم مختلفة. بعض الأسماك تظهر أنماط نوم تقترب من نوم الثدييات، بينما البعض الآخر يختبر حالات تشبه الراحة أو "الغفوة" التي تختلف عما نعرفه.

ويقول عالم الأحياء البحرية في جامعة فلوريدا الدولية مايكل هيثوس إن دماغ الأسماك يحتاج إلى فترات راحة مماثلة للثدييات، "رغم أننا ما زلنا لا نفهم تماما الغرض المحدد منها، سواء كان تنظيف السموم أو تجديد الطاقة"، بحسب ناشونال جيوغرافيك.

هل تنام أسماك القرش؟

ورغم أن الاعتقاد السائد كان يؤكد أن توقف سمكة القرش عن الحركة يعني موتها بسبب الاختناق، أشارت دراسات حديثة إلى أن توقفها ببعض الأحيان يعني أنها دخلت في مرحلة راحة تشبه النوم.

وفي عام 2017، رصدت دراسة تجمعا هادئا لعدد من أسماك القرش البيضاء، ساكنة في تجمع تحت الماء، مما يدعم فرضية أن بعض أسماك القرش تستطيع الدخول في حالة راحة مع الحفاظ على التنفس.

ويعتقد بعض العلماء أن أسماك القرش قد تستخدم شكلا من النوم يسمى "النوم أحادي نصف الكرة المخية"، حيث تغفو نصف الكرة الدماغية بينما يبقى النصف الآخر يقظا. وهذه الخاصية معروفة عند الدلافين، التي تبقى واعية جزئيا لكي تستمر في التنفس، رغم أنها ثدييات وليست أسماكا.

إعلان

وفي عام 2019، حقق مورين وفريقه إنجازا مهما من خلال مراقبة سمكة الزيبرا الصغيرة تحت المجهر أثناء غفوها.

وأظهرت هذه السمكة أنماط نوم تشبه بشكل ملحوظ نوم الإنسان العميق، حتى أنها أظهرت حركات عين سريعة، وهي خاصية للنوم المعروفة بأنها ضرورية للذاكرة والتعلم عند البشر.

Great White Shark Close up Shot
بعض أنواع أسماك القرش تدخل في فترة راحة جسدية تشبه النوم (شترستوك)

هل تنام الأسماك ليلا؟

وبحسب الدراسات، يختلف توقيت نوم الأسماك. فكثير من الأسماك نشطة نهارا وتنام ليلا، لكن بعضها يفعل العكس.

فعلى سبيل المثال، تنام سمكة الببغاء بطريقة فريدة، إذ تغطي نفسها بطبقة من المخاط تُشبه كيس نوم تحت الماء.

هذه الطبقة تحميها من الحيوانات المفترسة والطفيليات، كما تحميها من الأمراض عبر احتوائها على مضادات حيوية. وعند إزعاج هذه الطبقة، تستيقظ السمكة فجأة وتسبح بسرعة، كأنها تستجيب لمنبه.

وبحسب ناشونال جيوغرافيك، حتى في أعماق المحيط، حيث لا يصل ضوء الشمس، تستمر الأسماك في الحصول على فترة راحة أو نوم، رغم أن هذا النوم قد لا يشبه ما نعرفه على السطح.

تقول الأبحاث إن أسماك أعماق البحار تملك جينات للساعات البيولوجية التي تنظم نشاطها، مما يشير إلى وجود أنماط نوم أو راحة منتظمة.

Zebrafish سمك الزيبرا
أسماك الزيبرا أظهرت أشكالا من النوم تشبه تلك التي عند الإنسان (شترستوك)

لماذا نهتم بنوم الأسماك؟

ووفق ناشونال جيوغرافيك، فإن معرفة كيف تنام الأسماك تفتح آفاقا جديدة لفهم تطور النوم وأسباب وجوده.

وبفضل هذه الأبحاث، يمكن حماية بيئات الأسماك بشكل أفضل، خصوصا مع ازدياد التغيرات البيئية التي قد تؤثر على نومها وصحتها ووجودها.

وتشير هذه الدراسات إلى أن الأسماك ليست مخلوقات بسيطة بلا وعٍ أو حاجة للراحة، بل على العكس، هي أكثر تشابها مع البشر مما كنا نتخيل.

ويختم مورين قائلا "كانت الأسماك أول الفقاريات على هذه الأرض. لذا، السؤال الحقيقي ليس هل تنام مثلنا؟ بل هل ننام مثلها؟"، وفق حديثه مع ناشونال جيوغرافيك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق