عبدالله المومني - أكد الدكتور مجد الهواري، مدير المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب، أن المنشآت النووية التي تعرضت للهجمات في المنطقة مؤخراً ليست مفاعلات نووية فعالة، بل منشآت تخصيب، وبالتالي فإن الأثر الإشعاعي فيها محدود ومحصور داخل الموقع، وغالباً ما يكون الأثر على العاملين من النوع الكيميائي السمي، وليس الإشعاعي.
وأشار الهواري خلال استضافته في برنامج نبض البلد عبر قناة رؤيا، إلى أن القلق البيئي الجاد لا ينشأ إلا عند استهداف مفاعل نووي فعّال مثل مفاعل ديمونا أو بوشهر، حيث تتولد فيه حرارة عالية جداً (تصل إلى آلاف الدرجات المئوية)، وقد تنتج عنه سحابة إشعاعية تنتقل بفعل الرياح.
لكن حسب تحليلات الأرصاد الجوية، فإن اتجاه الرياح السائد لا يصب باتجاه الأردن، مما يقلل من فرص تأثر المملكة بأي نشاط إشعاعي خارجي.
محاكاة فنية للمفاعل وتقييم شامل للسيناريوهات
كشف الهواري أن المفاعل الأردني أجرى محاكاة علمية دقيقة لما قد يحدث في حال وقوع "أسوأ سيناريو" ممكن لمفاعل ديمونا، شملت إعادة بناء قلب المفاعل بالحسابات وتقييم طبيعة المواد الانشطارية وتراكم الإشعاع.
تم ذلك باستخدام تقنيات مونتي كارلو عبر الحوسبة الفائقة، وتمت دراسة آثار ذوبان كامل لقلب المفاعل بنسبة 100%، رغم أن ذلك سيناريو شبه مستحيل الحدوث.
وتوصل الفريق إلى أن التأثير سيكون محدودًا للغاية على الأردن، مقتصرًا على مناطق حدودية قليلة غالبًا ما تكون خالية من السكان. كما بيّن أن الإجراءات الوقائية المعتمدة مثل الإيواء وتوزيع اليود المستقر لا تُنفّذ بشكل عشوائي، بل تكون تحت إشراف الجهات المختصة وفي الوقت المناسب فقط، محذرًا المواطنين من شراء اليود بشكل فردي، واصفًا هذه الظاهرة بالتجارية والمضللة.
لا خطر فعلي على الأردن… وجهوزية كاملة
أكد الهواري أن الهيئة المعنية برصد الإشعاع في الأردن تمتلك شبكة إنذار مبكر تغطي أنحاء المملكة، ومربوطة بمركز الأزمات الوطني وبالوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف: "نحن نعمل وفق نموذج علمي لتقدير المخاطر والاستعداد لها، لكن لا وجود حقيقي لخطر إشعاعي على الأردن في الوقت الراهن، وكل ما يُشاع غير مستند إلى حقائق علمية."
كما أوضح أن ما يُعرف بـ"القنبلة القذرة" أو "الراديوية" ليس سلاحًا نوويًا بالمعنى التقليدي، بل يستخدم مواد مشعة منخفضة الإشعاعية، مثل تلك المستخدمة في المستشفيات، ولا تُقارن بتأثير قنبلة نووية حقيقية مثل هيروشيما أو ناغازاكي.
وختم الهواري بالتأكيد على أن الدولة تضع خطط استجابة لأي طارئ، وتقيّم المخاطر بواقعية، داعيًا إلى عدم الانجرار خلف الشائعات أو الهلع غير المبرر.
0 تعليق