الفوضى وعدم سماح الاحتلال بتأمين المساعدات يعيقان إدخالها لغزة - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

غزة - "الأيام": يشكّل إصرار الاحتلال على عدم السماح بتأمين شاحنات المساعدات القليلة التي يسمح بإدخالها إلى قطاع غزة، عبر حاجزي كرم أبو سالم في أقصى جنوب شرقي القطاع، و"زيكيم" في أقصى الشمال الغربي، عقبة كأداء أمام الاستمرار في انسياب وإدخال المساعدات، إضافة إلى حالة الفوضى المحلية التي تشارك فيها بعض الفئات المجتمعية.
ولطالما منعت هذه العوامل إدخال المساعدات وإلغاء تنسيقات تم الاتفاق عليها بين الاحتلال وبعض المؤسسات الأممية في غزة، ما أدى إلى إحباط شديد في صفوف المواطنين المجوّعين.
وتبنى الفوضى، التي يشارك فيها آلاف المواطنين عبر اعتراضهم شاحنات المساعدات على بعد بضعة كيلومترات من المعابر، على رفض الاحتلال السماح للشرطة بتأمين المساعدات وإيصالها إلى مخازن الجهات الأممية العاملة في غزة، والتي يتم تنسيق إدخال المساعدات معها.
ورغم عقم آلية الإدخال الحالية، وفشل الشاحنات بالوصول إلى مخازن ومستودعات المؤسسات في مراكز المدن ومراكز ومخيمات الإيواء، والتي تم العمل بها منذ شهر تقريباً، إلا أن الاحتلال يصر عليها، وعلى عدم السماح بتأمين المساعدات من أي جهة شرطية في غزة تحت أي ظرف، بل لا يتردد في ضرب أي جهة تسهم بالحد من الفوضى ومحاولة تأمين وصول الشاحنات.
ويتهم مواطنون وبعض المراقبين على الوضع الإغاثي في غزة، بعض سائقي الشاحنات والقائمين على شركات الشحن، بالتسبب في الفوضى من خلال تسريب مواعيد خروج الشاحنات من الحواجز الإسرائيلية ومساراتها لأقاربهم ومعارفهم، ولعصابات سرعان ما تقوم بانتظارها في المسارات المحددة قبل الإجهاز عليها وسرقتها بالكامل مع آلاف المواطنين الذين تتسرب اليهم الأخبار.
وأكد عدد من المواطنين لـ"الأيام" أنهم يتلقون مكالمات وتحديثات من سائقي الشاحنات العاملين في نقل المساعدات من أماكن تجميعها خلف حاجزي كرم أبو سالم و"زيكيم"، حول موعد دخول الشاحنات للقطاع وتوقيتها، لمنحهم المجال للسيطرة عليها وسرقتها.
ورغم اشتراط قوات الاحتلال ابتعاد المواطنين مسافات معينة من الحواجز لعدم استهدافهم، إلا أنها لا تتردد في قتل كل من يتجاوز الحدود التي يقوم السائقون وشركات الشحن والمرافقون بتبليغها للمواطنين.
وآخر التنسيقات الملغاة لدخول عشرات الشاحنات كان، أول من أمس، حيث كان من المقرر إدخال نحو 55 شاحنة محملة بالطحين والسكر وزيت الطهي، ومكملات غذائية، ومنظفات لصالح ثلاث مؤسسات دولية وأممية.
وحسب مصادر مطلعة فقد ألغت قوات الاحتلال تنسيق إدخال هذه المساعدات في اللحظات الأخيرة، بزعم عدم التزام المواطنين المجوعين الذين ينتظرون المساعدات على الطرقات، بالتعليمات المحددة بعدم تجاوز منطقة معينة خلال الانتظار، وبشكل خاص في منطقة شمال غربي مدينة غزة.
وأوضحت المصادر ذاتها انه ولمدة ثلاثة أيام لم تدخل قوات الاحتلال أي سلع أو مساعدات للقطاع، ما أدى إلى نفاد معظم الطحين الذي دخل، وارتفاع أسعاره بعد أن تدنت لحدود عشرين شيكلاً للكيلو الواحد.
وتتهم مصادر مؤسساتية الاحتلال بخلق حالة الفوضى بسبب رفضه السماح للمؤسسات الأممية والأجنبية بالإشراف على توزيع المساعدات، كما كان العمل سائداً قبل تنصل إسرائيل من التهدئة في الأول من آذار الماضي، وعلى رأس هذه المؤسسات وكالة الغوث "الأونروا"، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وتصاعدت الدعوات من المؤسسات واللجان المحلية والعائلات والمجتمع المدني والفصائل للمواطنين بضرورة الامتناع عن اعتراض الشاحنات، والسماح لها بالوصول إلى مستودعات داخل مراكز المدن، ليتسنى توزيعها على الجميع، وتجنب الكوارث التي تحصل يومياً وتتسبب باستشهاد عشرات المواطنين برصاص الاحتلال، بزعم اقترابهم من قواته.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق