كتب خليل الشيخ:
"أنا كنت متخبي وراء كوم صغير من الرمل وفي الجهة المقابلة شفت مجموعة شباب متخبيين وراء ساتر ترابي كبير ومع استمرار إطلاق نار شفتهم مستشهدين ويمكن كان في جرحى معاهم"، هكذا بدأ الشاب "يحيى" (26 عاماً) بسرد تفاصيل حادثة قتل مجموعة من الشبان من الباحثين عن المساعدات في محيط منطقة "العلم" غرب رفح.
ويضيف لـ"الأيام": بعد شوي وقف إطلاق النار وشفت جرافة إسرائيلية أجت وصارت تضع رمل وتراب عليهم، مشيراً إلى أن الوصول لتلك المنطقة يعتبر صعباً في الأوقات العادية.
وأوضح، أنه في ذلك اليوم كان جموع الساعين للحصول على المساعدات كبيراً جداً وقد انتشروا في كافة المناطق حتى تلك التي تسيطر عليها قوات الاحتلال، مشيراً إلى أن الاحتلال واصل إطلاق النار من قبل طائرات "كواد كابتر" والبوارج باتجاه المواطنين الذين تواجدوا بين الكثبان الرملية.
ولم يستطع الشاب "يحيى" وهو أحد الناجين من المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال قبل عدة أيام في محيط المنطقة معرفة عدد هؤلاء الشهداء أو الجرحى، لكنه قدر بأن العدد لم يقل عن عشرة أشخاص.
وتعتقد مصادر محلية أن هؤلاء المواطنين هم من بين المفقودين الذين لا يزال ذووهم يبحثون عنهم في المستشفيات، ويحاولون الاستدلال على أخبارهم من معارفهم الذين كانوا توجهوا إلى تلك المنطقة.
يقول المواطن صهيب (34 عاماً) وهو شقيق المفقود بشار إرحيم أنه كان قد توجه للحصول على مساعدة في رفح لكنه لم يعد، وقد مر نحو خمسة أيام على فقدانه.
ويضيف صهيب لـ"الأيام": بحثنا عنه في كل مكان في المستشفيات وفي العيادات ونقاط العلاج ولدى الأقارب ولم نعثر عليه ويُعتقد أنه شهيد ملقى بين الكثبان الرملية في محيط منطقة العلم.
وتنزح عائلة "إرحيم" في خيمة مقامة عند شاطئ خان يونس منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لكن أشقاء وأبناء عم الشاب "بشار" في العشرين من عمره لم يوقفوا البحث والسؤال عنه.
ولم تكن العائلة تعلم بحادثة قتل مجموعة من الباحثين عن المساعدات ودفنهم من قبل جرافة إسرائيلية في رفح، لكنها رجحت أنه قد يكون من بين هؤلاء الشهداء بعدما تم التأكد من عدم وصوله إلى أي من مستشفيات القطاع سواء كان شهيداً أو جريحاً.
ويضيف صهيب: أنه يسمع يومياً بفقدان أشخاص كانوا قد توجهوا للحصول على مساعدات ولم يعودوا إلى منازلهم وأماكن نزوحهم، وهو ما أكدته مصادر محلية أيضاً.
وتنشر وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من البلاغات عن مفقودين في ظروف مشابهة، من بين هؤلاء المواطن أيمن المقيد (45 عاماً) الذي فقدت آثاره في منطقة "السودانية" شمال القطاع.
من جانبه قال المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً إنه يتابع بقلق فقدان المواطنين بعد توجههم إلى نقاط توزيع المساعدات الأميركية في رفح وفي كافة مناطق التوزيع.
وكان قد أعلن في بيان أصدره منتصف الأسبوع الماضي أن مجموعة من المواطنين ذهبوا إلى منطقة رفح ولم يعودوا إلى أماكن سكنهم ونزوحهم ولم تتوفر معلومات عن مصيرهم.
وحذر المركز من خطورة تكرار حوادث اختفاء المواطنين بعد انقضاء فترة التوزيع اليومي، وغياب أي معلومات عنهم بسبب حالة الفوضى الأمنية، محملاً الاحتلال المسؤولية عن سلامة مصير هؤلاء المفقودين الذين تواجدوا في مناطق تخضع لسيطرته العسكرية بالكامل قبل اختفائهم.
0 تعليق