تحت عباءة طهران .. الشاباك يكشف شبكة تجسس إسرائيلية لصالح إيران - هرم مصر

صدي البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" اليوم الأحد عن اعتقال مواطنين إسرائيليين اثنين بتهمة التعاون مع المخابرات الإيرانية وتنفيذ مهام تجسسية معقدة تهدد الأمن القومي للدولة العبرية.

المتهمان، روي مزراحي وألموغ أتياس، وكلاهما من مدينة نيشر القريبة من حيفا، وُجها اتهامات خطيرة بعد تحقيقات أمنية استمرت أسابيع، أشرف عليها الشاباك بالتعاون مع الشرطة الإسرائيلية. 

ووفقاً للبيانات التي كشفت عنها التحقيقات، فقد تمكّن الإيرانيون من تجنيدهما عبر وسطاء إلكترونيين، وتزويدهما بتعليمات مباشرة تهدف إلى جمع معلومات حساسة وتنفيذ عمليات معقدة في عمق المجتمع الإسرائيلي.

في تفاصيل القضية، أظهرت تحقيقات الشاباك أن المتهمين استخدما وسائل تواصل مشفرة بعد شراء هاتف محمول خصيصاً لهذا الغرض. لم يقتصر نشاطهما على التواصل مع عناصر المخابرات الإيرانية، بل امتد ليشمل تنفيذ مهام ميدانية دقيقة، من بينها نقل حقائب تحتوي على مواد متفجرة داخل إسرائيل، وإخفائها في مواقع مختلفة بانتظار تعليمات لاحقة.

من أبرز المهمات التي كُلّفا بها، بحسب المصادر الإسرائيلية، محاولة تثبيت كاميرات مراقبة قرب منزل وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بلدة كفار أحيم، في خطوة فُهمت على أنها جزء من مخطط لرصد تحركاته تمهيداً لاحتمالات استهداف لاحق.

تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة متصاعدة من محاولات إيران لاختراق الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لا سيما بعد اندلاع الحرب الأخيرة في أكتوبر 2023، حيث سجّلت الأجهزة الأمنية أكثر من 20 حالة تجنيد إسرائيليين لصالح طهران خلال أقل من عام. وقد أشار مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي إلى أن عمليات التجنيد هذه تستهدف بالأساس فئات شبابية هشة اجتماعياً واقتصادياً، يمكن استدراجها بالمال أو عبر الشعارات الأيديولوجية المعادية للدولة.

ولم يتردد وزير الدفاع الإسرائيلي في تحميل إيران مسؤولية هذا التصعيد، مؤكداً أن بلاده ستواصل مواجهة التهديدات الإيرانية بكافة الوسائل المتاحة، سواء على الأرض أو في الساحة السيبرانية أو عبر الضربات الاستباقية. وقال كاتس إن إيران "تحاول زرع خلايا إرهابية مباشرة داخل إسرائيل"، في محاولة لإرباك الجبهة الداخلية وزيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية في ذروة المواجهة الإقليمية القائمة.

وتعكس هذه الحادثة مدى تعقيد الصراع غير المعلن بين طهران وتل أبيب، والذي لم يعد مقتصراً على ساحات القتال المفتوحة، بل أصبح يدور في الظل، عبر شبكات معقدة من الجواسيس والعملاء المحليين، حيث يتشابك الأمن القومي مع قضايا المجتمع والاقتصاد وحتى الفضاء الإلكتروني، في حرب تبدو مرشحة للتصعيد أكثر في قادم الأيام.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق