15 يونيو 2025, 3:35 مساءً
في ظل التحوّل الرقمي المتسارع الذي تشهده المملكة العربية السعودية ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، أصبحت التطبيقات الذكية من أبرز المحركات الحيوية للقطاع السياحي؛ إذ أسهمت في إعادة تشكيل تجربة الزائر، وتسهيل تنقّله، وتمكينه من استكشاف الوجهات والمواقع التراثية والثقافية والترفيهية بكفاءة ومرونة غير مسبوقة.
ويُعد تطبيق «روح السعودية» من أبرز المنصات الرقمية التي أسهمت في تطوير تجربة الزوّار داخل المملكة؛ إذ يُوفّر محتوى تفاعليًا شاملًا يعرّف بالمواقع السياحية المتنوعة، ويستعرض الفعاليات الموسمية والمهرجانات في مختلف المناطق. كما يُتيح التطبيق للمستخدمين استكشاف الوجهات الثقافية والتراثية والطبيعية، مع إمكانية حجز الجولات والأنشطة السياحية بكل يُسر، مما يجعله مرجعًا رقميًا موثوقًا للزوّار من داخل المملكة وخارجها، ويُعزز تجربتهم ويواكب تطلعاتهم نحو سياحة عصرية ومتكاملة.
وفي جانب الخدمات الحكومية الذكية، يبرز تطبيق «توكلنا» أداةً رقميةً متقدمة تُسهم في تيسير تجربة الزائر داخل المملكة، من خلال تقديم حزمة واسعة من المعلومات والخدمات التي يحتاجها السائح أثناء تنقله، مثل حالة الطقس، ومواقع المرافق الصحية، وخدمات المواقف الذكية، وأرقام الطوارئ. ويُجسّد التطبيق نموذجًا للتحوّل الرقمي في القطاع الخدمي، ويُعزز كفاءة التواصل بين الزائر والجهات الخدمية، مما ينعكس إيجابًا على جودة الزيارة ويُكرّس صورة المملكة كوجهة سياحية مهيأة رقميًا على أعلى مستوى.
وفي إطار الحجز الإلكتروني وإدارة تجربة الفعاليات، يُمثّل تطبيق «وي بوك» (WeBook) منصةً متكاملة تُسهّل على المستخدمين حجز التذاكر للمعالم السياحية والمرافق الترفيهية، من خلال واجهة استخدام سهلة وخيارات دفع إلكتروني متعددة وتكامل مباشر مع تقويم الفعاليات الوطنية. ويُتيح التطبيق للزائر تخطيط رحلته بطريقة ذكية وسلسة، بما يتماشى مع توقعاته ومتطلباته، مما يعزز من مستوى الرضا ويُسهّل الوصول إلى الخدمات الترفيهية في مختلف مناطق المملكة.
أما في جانب تتبّع الفعاليات والمهرجانات، فيُعد تطبيق «خرائط الفعاليات» من الأدوات التفاعلية المهمة التي توفّر معلومات آنية عن مواقع الفعاليات ومواعيدها والخدمات المتاحة في محيطها. ويسهم هذا التطبيق في ربط الزائر بمحيطه الترفيهي والثقافي، سواء من خلال تحديد أقرب الفعاليات الجارية أو توفير الإرشادات اللازمة للوصول إليها، مما يعكس التحوّل النوعي في تقديم تجربة سياحية مدعومة بالبيانات والمحتوى الرقمي.
ويؤكد مختصون في قطاع السياحة أن الاعتماد على هذه المنظومة من التطبيقات الذكية قد أسهم في رفع جودة الخدمات السياحية وزيادة رضا الزوّار، إلى جانب تقديم صورة عصرية تعكس مستوى الابتكار التقني في القطاع، لا سيما في المواسم السياحية المهمة مثل فصل الصيف؛ إذ تتكامل الجهود التقنية والميدانية لخدمة الزائر بدءًا من لحظة التخطيط وحتى مغادرة الوجهة.
وتعمل وزارة السياحة، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، على تطوير وتكامل الخدمات الرقمية بما يضمن تقديم تجربة آمنة ومتكاملة للزوّار، ويُحقق مستويات عالية من الجاذبية والرضا، ويسهم في رفع كفاءة الإنفاق السياحي واستقطاب الزوّار من مختلف الأسواق الإقليمية والعالمية.
ويُعد التحوّل الرقمي في قطاع السياحة من الركائز الرئيسة لتحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية، من خلال تعزيز قدرة المملكة على المنافسة عالميًا، وتقديم تجربة زائر تتكامل فيها عناصر الابتكار والجودة والضيافة، في بيئة ثقافية وتاريخية وطبيعية غنية، تُجسّد الهوية السعودية الحديثة، وتبرز موقع المملكة المتقدّم على خارطة السياحة الدولية.
0 تعليق