تقع "الصخور المطوية" لجبال ألداجلار في شمال غرب إيران. تبدو المناظر الطبيعية مذهلة، فهي متجعدة ومتلوية من الأعلى. وصخور إيران المطوية هي سلاسل جبلية وعرّة ووديان في جنوب غرب بحر قزوين. وتمثل امتدادًا لحزام جبال القوقاز الكبرى، الذي يمتد أيضًا على طول حدود روسيا مع جورجيا وأذربيجان.
تقع هذه الصخور عند تقاطع آسيا وأوروبا، حيث تلتقي قوى تكتونية رئيسية. وهي تتكون من طبقات رسوبية لا حصر لها، انقلبت واتخذت شكلها الحالي خلال الاصطدام الأول بين الصفيحة التكتونية العربية والأوراسية. ويُعدّ توقيت هذا الاصطدام محل جدل حاد، حيث تتراوح التقديرات بين 10 ملايين و50 مليون سنة مضت.
كتب مسؤولو ناسا على منصة التواصل الاجتماعي X في يناير 2024: "أدى تصادم تكتوني بين أوراسيا وشبه الجزيرة العربية على مدى ملايين السنين إلى ضغط طبقات الصخور الملونة هذه، مما أدى إلى ثنيها إلى طيات كبيرة".
لا تزال الصفيحة العربية والصفيحة الأوراسية تتقاربان، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن قطعة من القشرة المحيطية التي كانت تفصل الصفيحتين قبل اصطدامهما تتمزق الآن تحت العراق وإيران. يبدو أن صفيحة نيوتيثيس المحيطية تسحب المنطقة من الأسفل، مما يؤدي إلى تراكم غير عادي للرواسب على السطح.
تتميز صخور إيران المطوية بألوانها المميزة، مع خطوط ترابية خضراء وزرقاء زاهية، ناتجة عن طبقات رسوبية مختلفة ترسبت بمرور الزمن. وقد تآكلت هذه الطبقات على مدى ملايين السنين بعد الاصطدام التكتوني الأولي، كاشفةً عن تناوب ألوان الصخور وملمسها.
تكشف صور الأقمار الصناعية للصخور المطوية مدى تماسك المشهد الطبيعي على مر العصور. قام علماء في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا بتلوين إحدى هذه الصور بالأشعة تحت الحمراء لإظهار طبقات الصخور المتنوعة، بالإضافة إلى النباتات وطريق زنجان-تبريز السريع الذي بناه الإنسان، والذي يخترق الصخور المطوية ويربط مدينتي طهران وتبريز، وفقا لموقع livescience.
وهناك صورة أخرى التقطها مرصد الأرض التابع لناسا تُبرز تعقيد سطح الأرض في هذه المنطقة، وتُظهر نهر قيزل أوزان، الذي يعانق الزاوية الجنوبية الشرقية للصخور المطوية، ويُوفر المياه للزراعة في المنطقة.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق