في أول رد فعل رسمي على المقترح المعدل الذي تحدث عنه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الأربعاء، أعلن وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر أن تل أبيب ردّت إيجابًا قبل أحد عشر يومًا على المقترح الأمريكي بشأن إطار عمل لإطلاق سراح المحتجزين، في حين ترفض حركة حماس هذا المقترح حتى الآن"، وفق تعبيره.

وقال ساعر في تغريدة عبر منصة "إكس"، "ما دامت هناك فرصة لإطلاق سراح المحتجزين، فإن الأمر يستحق المتابعة. هذه رغبة عارمة لدى الشعب "الإسرائيلي". يجب أن تتخذ الإجراءات وفقًا للمصالح الوطنية وليس بناء على الضغوط والتهديدات السياسية".

سموتريتش يهاجم أي صفقة جزئية

من جهته، هاجم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، أي محاولة للتوصل إلى اتفاق مرحلي مع حركة حماس، قائلاً: "تعرضت حماس لضغوط شديدة في الأيام الأخيرة بفعل تغييرات نظام توزيع المساعدات والضغط العسكري، ويجب مواصلة هذا الضغط لإجبارها على صفقة استسلام كاملة تشمل إطلاق جميع المحتجزين دفعة واحدة".

وأضاف: "التراجع الآن وتوقيع صفقة جزئية سيكون بمثابة ضخ الأكسجين لحماس والسماح لها بالتعافي. لن أسمح بحدوث ذلك"، وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

ويتكوف: مقترح جديد على طاولة ترمب

وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد صرّح الأربعاء بأن "وثيقة جديدة سيتم إطلاقها في وقت لاحق من اليوم، بعد مراجعة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب"، مضيفًا: "لدي شعور جيد بشأن التوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد وحل سلمي".

وبحسب هيئة البث العبري "كان"، تحدثت مصادر في طاقم التفاوض العبري عن تطور إيجابي في المفاوضات، ووصفت الأيام الحالية بأنها "حاسمة" للتوصل إلى اتفاق.

وتشير التفاصيل إلى أن الاحتلال لم يعترض على المقترح، لكنه اشترط أن تطلق حماس سراح عشرة محتجزين خلال الأسبوع الأول من وقف إطلاق النار، وتسليم جثامين القتلى خلال فترة التهدئة، التي تتراوح مدتها بين 45 و60 يوماً.

كما أفادت القناة بأن "تل أبيب لا تزال تعارض منح الولايات المتحدة ضمانة لإنهاء الحرب"، في حين أكدت مصادر أجنبية مشاركة في المفاوضات أنه "في حال أبدت إسرائيل مرونة بخصوص إنهاء الحرب، فقد يتم توقيع الاتفاق يوم الخميس".

حماس تؤكد التوصل إلى إطار عام مع ويتكوف

بدورها، أكدت حركة حماس أنها تبذل جهوداً كبيرة لوقف ما وصفته بـ"الحرب الهمجية" على قطاع غزة، وأعلنت في بيان الأربعاء أنها توصلت إلى اتفاق مع ويتكوف على إطار عام يتضمن "وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتدفق المساعدات الإنسانية، وتولي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور إعلان الاتفاق".

ورغم التقدم المحرز، تؤكد مصادر إسرائيلية وأجنبية أن المفاوضات لم تصل بعد إلى اختراق نهائي، لكنها تسير باتجاه "تقدم ملموس" نحو اتفاق محتمل خلال الأيام القليلة المقبلة.