رغم المعلن.. وثيقة الـ8 صفحات تكشف المستور بين روسيا والصين - هرم مصر

سكاي نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في العلن يصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن صداقة بلاده المتنامية مع الصين "راسخة"، في إشارة إلى تعاون عسكري واقتصادي "دخل عصره الذهبي".

لكن العكس يبدو صحيحا في أروقة مقر جهاز الأمن الفيدرالي بالعاصمة موسكو، حيث تشير وحدة استخبارات سرية روسية إلى الصين بـ"العدو".

ووفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، حذرت هذه الوحدة التي لم يُكشف عنها سابقا، من أن الصين تشكل تهديدا خطيرا للأمن الروسي.

ويقول كبار ضباط الوحدة إن بكين تحاول بشكل متزايد تجنيد جواسيس روس، والحصول على تقنيات عسكرية حساسة، أحيانا عن طريق استدراج خبراء معارضين لموسكو.

ويصرح ضباط الاستخبارات الروس أن الصين تتجسس على عمليات الجيش الروسي في أوكرانيا، للتعرف على الأسلحة المستخدمة في الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات.

كما يحذر الضباط من أن عملاء الاستخبارات الصينية يمارسون أعمال تجسس في القطب الشمالي، عبر غطاء من شركات التعدين ومراكز البحوث الجامعية.

وثيقة سرية

ذكرت هذه التهديدات في وثيقة تخطيط داخلية سرية من 8 صفحات، أصدرها جهاز الأمن الفيدرالي وحصلت عليها "نيويورك تايمز"، تحدد أولويات التصدي لـ"التجسس الصيني".

وتقول الصحيفة إن الوثيقة غير مؤرخة، مما يرجح أنها مسودة، لكن يبدو من سياقها وكأنها كتبت أواخر عام 2023 أو أوائل عام 2024.

وتتحدث الوثيقة الروسية عن "معركة استخباراتية متوترة ومتطورة بشكل ديناميكي"، تدور في الخفاء بين الدولتين الصديقتين ظاهريا.

وتقدم، وفقا للصحيفة، الرؤية الأكثر تفصيلا حتى الآن لما يدور وراء الكواليس حول طريقة تفكير أجهزة مكافحة التجسس الروسية بشأن الصين.

وقال أندريه سولداتوف، وهو خبير في شؤون أجهزة الاستخبارات الروسية يعيش في المنفى في بريطانيا، وراجع الوثيقة بناء على طلب "نيويورك تايمز": "لديك القيادة السياسية، وهؤلاء الرجال جميعا يؤيدون التقارب مع الصين، لكن في المقابل هناك أجهزة الاستخبارات والأمن، وهم متشككون للغاية".

وتؤكد "نيويورك تايمز" أنها أطلعت 6 وكالات استخبارات غربية على الوثيقة، وقد أكدت جميعها صحتها.

لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف رفض التعليق على الوثيقة، كما لم تستجب وزارة الخارجية الصينية لطلب مشابه.

علاقة جديدة

منذ هجوم روسيا العسكري على أوكرانيا في فبراير 2022، غيرت العلاقة الجديدة بين موسكو وبكين ميزان القوى العالمي، وشكلت هذه الشراكة سريعة التوسع واحدة من أكثر العلاقات أهمية "وغموضا" في السياسية الحديثة.

ويرى خبراء أن روسيا نجت من سنوات من العقوبات المالية الغربية التي أعقبت الحرب إلى حد كبير بمساعدة الصين، التي تعد أكبر مشتر للنفط الروسي، بينما تزود بكين موسكو برقائق الكمبيوتر الأساسية والبرمجيات والمكونات العسكرية.

وعندما فرت الشركات الغربية من روسيا، حلت العلامات التجارية الصينية محلها، كما يقول البلدان إنهما يرغبان في التعاون في عدد كبير من المجالات، من صناعة السينما حتى بناء قاعدة على سطح القمر.

ويسعى بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ إلى ما يسميانه "شراكة بلا حدود"، لكن وثيقة جهاز الأمن الفيدرالي السرية للغاية تظهر أن هناك حدودا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق