يتكرر الحج والحُجّاج لا يتكررون.. - هرم مصر

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
يعيش المسلمون هذه الأيام موسم حج هذا العام، فيما تتكثف اهتمامات وجهود المملكة قيادةً وحكومةً وشعباً على إدارة وتسيير واحدة من أكبر المناسبات في العالم. حيث الملايين من الحجاج يؤدون مناسكهم في مكان ووقت واحد.

هذه المناسبة الاستثنائية أكسبت المملكة بلا شك خبرة عالمية غير عادية في إدارة وتسيير الحشود والجموع من الحجاج في مناسبة بهذا الحجم والأهمية وفي مكان ووقت محددين. الأمر الذي مكّن المسؤولين عن الحج سواء في وزارة الحج والعمرة أو في بقية الوزارات والهيئات على اختلاف مواقعهم وقطاعاتهم من مواكبة سريعة من التحديثات المستمرة للإجراءات والعمليات والخدمات والتوسعات الميدانية والتطبيقات الرقمية.

لكن الخبرة والمعرفة التي يكتسبها القائمون على الحج ليست هي التي لدى الحجاج، فحجاج هذا العام ليسوا هم حجاج العام الماضي، وحجاج العام القادم ليسوا هم حجاج هذا العام، وهذا يعني أن القائمين على الحج سيعيدون ويكررون جهودهم كل عام من جديد ومن نقطة الصفر تقريباً نظراً لتغير الحجاج في كل عام، فالحاج مكلف شرعاً بالحج مرة واحدة، كما أن تكاليف الحج ليست سهلة و ميسرة للكثير من الحجاج، وهذا ربما ما يفسّر وجود صناديق ادخارية إسلامية في بعض الدول الإسلامية لتوفير مبلغ تكاليف الحاج.

ليس سهلاً أن تعمل على وعي جموع الحجاج القادمين من خلفيات لغوية وثقافية واجتماعية مختلفة، مهما امتلكت من خبرة ومعرفة، وهذا يتطلب العمل على المشتركات بين الحجاج السابقين والجدد من خلال الجهات الرسمية المسؤولة عن الحج في بلدانهم. حتى لا تتكرر أخطاء يجب أن يتم تجاوزها وأن تكون دروساً من الماضي.

أخبار ذات صلة

 

كما يجب أن نضع الحملة الكبيرة والمكثفة التي تقوم بها الجهات المسؤولة عن الحج في المملكة تحت عنوان «لا حج بلا تصريح» في سياقها، فهذه حملة تهدف إلى توفير الأمن والسلامة والطمأنينة للحجاج حيثما كانت وجهتهم والأماكن المقدسة من خلال ضبط المخالفين في الحملات الوهمية ومنع نقل الحجاج غير النظاميين ممن يحملون تصريح الحج، وهذا هو الإجراء الأسلم والأفضل الذي يضمن أداء الحجاج مناسكهم براحة ويسر وأمن وأمان دون مخاطر كما حصل في العام الماضي، حيث شهد دخول أعداد كبيرة وتكدساً غير مسبوق جاء على حساب أماكن الحجاج المصرح لهم النظاميين.

على الحجاج غير المصرح لهم بالحج، إن يفهموا أن دخولهم للأماكن المقدسة، إنما هو على حساب الطاقة الاستيعابية المخصصة للمصرح لهم من الحجاج. إنما هو يضر نفسه وغيره بتجاوزه للتصريح، هناك طاقة استيعابية للمشاعر المقدسة وجسر الجمرات وقطار المشاعر وأماكن السكنى والحركة والتفويج ومنى ومزدلفة وغيرها. لا يجوز أن يكون دخول الحجاج غير المصرح لهم على حساب راحة وطمأنينة الحجاج النظاميين المصرح لهم.

فالحج يتطلب سكينة وخشوعاً و تبتلاً وتعبداً ودرجة عالية من الروحانية، التي لا يمكن أن تستقيم أو تتحقق مع التكدس البشري وفوضى الحجاج غير المصرح لهم الذين يضرون أنفسهم وغيرهم..

إن النجاحات التي تحققها الجهات المسؤولة عن الحج في المملكة لا بد أن تواكبها وتتناغم معها درجة من الوعي بين الحجاج والمجتمعات المسلمة ككل، لإيجاد فهم مشترك لكل التحديثات والتوسعات وتبسيط الإجراءات بعد كل موسم حج.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق