"روبلوكس": منصة ألعاب تحولت إلى فخ للمفترسين والأطفال الضحايا.. كيف حمت السعودية أبناءها؟ - هرم مصر

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

04 سبتمبر 2025, 9:53 مساءً

تتمتع منصة "روبلوكس" للألعاب التفاعلية بانتشار واسع وقاعدة لاعبين ومستخدمين ضخمة في العالم، والسعودية على وجه الخصوص، لا سيما بين الأطفال والمراهقين؛ لتميزها بتمكينهم من إنشاء عوالم افتراضية خاصة بهم، واستخدام ألعاب صنعها الآخرون.

ورغم أن المنصة تبدو مساحة إبداعية وتعليمية، فإنها تحمل في طياتها تحديات ومخاطر لا يمكن تجاهلها، خصوصًا في السعودية والمنطقة العربية.

فالمنصة التي تتسلل يوميًا إلى البيوت بمئات الآلاف من الألعاب عبر شاشات الأجهزة الذكية واللوحية والبلايستيشن، لتصل إلى الأطفال والمراهقين، وردت بشأنها بلاغات عديدة إقليميًا وعالميًا عن احتواء بعض ألعابها على مضايقات ومخاطر، وحوادث تحرش جنسي ولفظي بالمستخدمين الصغار، إضافة إلى تسلل أصحاب الضمائر الميتة والأفكار الشاذة عبرها بادعاء الطفولة لاستدراج الأطفال وابتزازهم.

"المفترسون".. أصدقاء مخيفون

بحسب تقارير وحوادث وبلاغات، وردت معلومات تفيد بتعرض الأطفال لمفترسين عبر اللعبة، وذلك باستغلال منصة "روبلوكس" للتقرب منهم بهدف التحرش أو الاستغلال الجنسي أو المالي.

ويتخذ المفترس حسابات مزيفة يدّعي من خلالها أنه طفل كغطاء للاحتيال، فيظهر في البداية وكأنه "صديق لعب" أو "مستخدم لطيف"، ثم يسعى تدريجيًا لكسب ثقة الطفل عبر المحادثات أو الهدايا داخل اللعبة مثل شراء "روبوكس"، وهي العملة المستخدمة داخل المنصة. وبعد ذلك يبدأ بطلب معلومات شخصية أو صور أو محادثات خاصة، وقد يحاول نقل التواصل إلى منصات أخرى مثل واتساب أو إنستجرام.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، فقد أقامت ولية أمر دعوى قضائية ضد المنصة، بعدما طلب أحد المفترسين من ابنتها البالغة عشر سنوات صورًا غير لائقة عبر الدردشة مقابل منْحها عملة "روبوكس"، وعندما رفضت الطفلة، هددها بحرمانها من الهدية.

وبحسب تحقيق نشره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، هناك "أكثر من 300 حادثة قيد المراجعة قانونيًا من قِبل مكتب Dolman Law Group"، حيث تُتهم المنصة بـ"تسهيل استغلال الأطفال"، والإهمال، وتقديم النمو والإيرادات على سلامة المستخدمين الصغار.

انتشار واسع يقابله "استجابة سعودية"

لا شك أن المنصة الأمريكية الشهيرة تتمتع برواج كبير في السعودية؛ إذ جاءت في المركز الثاني ضمن قائمة الألعاب الإلكترونية الأكثر تحميلًا على الأجهزة الذكية في المملكة خلال عامي 2024 و2025، بينما تصدرت قائمة أكثر الألعاب تحميلًا في عام 2024 فقط، على أجهزة الجوالات الذكية، وفقًا لتقرير "إنترنت السعودية 2024" الصادر عن هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية.

وقد فطنت المملكة إلى تلك المخاطر، ممثلة بالهيئة العامة لتنظيم الإعلام، التي حرصت على حماية الأطفال والمجتمع من سلبيات الألعاب الإلكترونية، عبر اتفاق مع شركة "روبلوكس" لحجب أكثر من 300 ألف لعبة ضمن فئة "ألعاب التجمعات الاجتماعية"، إضافة إلى إيقاف بعض ميزات التواصل ومنها الدردشة داخل التجربة لجميع المستخدمين في المملكة، وذلك ريثما تستكمل الشركة استثماراتها في تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وتوظيف مشرفين محليين ناطقين بالعربية لدعم عمليات المراجعة والإشراف على المحتوى.

ويأتي هذا التقدم ضمن سلسلة خطوات تتخذها الهيئة العامة لتنظيم الإعلام؛ لتأمين بيئة رقمية آمنة تمكّن الأجيال من تطوير قدراتهم في الابتكار والإبداع وإدارة المحتوى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق