وأوضح رئيس برنامج "سينك" للاتزان الرقمي الدكتور فهد البياهي، أن التقرير يمثل مرجعًا عالميًا لفهم كيفية إعادة التطور التقني السريع لتشكيل مرحلة الطفولة، مؤكدًا أنه لا يقتصر على تقديم رؤية فحسب، بل يعد دعوة صريحة للعمل لضمان ازدهار الجيل القادم في العصر الرقمي، مبينًا أن "سينك" يسعى إلى إطلاق حوار ثقافي محلي ببعد عالمي.
من جانبها شدّدت صاحبة السمو الأميرة نوف بنت محمد الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الملك خالد، في كلمة ألقتها خلال القمة، على أهمية مواجهة المخاطر التقنية والتشريعية، بما يحقق أمان المجتمع واستقراره، مؤكدة ضرورة التصدي للمحتوى والسلوكيات الضارة المنتشرة عبر الإنترنت، مع التركيز على تمكين الأسر من التعامل مع هذه التحديات، إضافة إلى دعم المدارس في مواجهة الآثار السلبية للتحول الرقمي.وأكدت أن التحدي الحقيقي لا يكمن في خوف المجتمعات من التطورات التكنولوجية، بل في حماية جيل ألفا من الاستغلال الرقمي والمحتوى المضلل الذي يستهدف هويتهم وقيمهم, منوهةً بتطوير تشريعات صارمة ضد الاستدراج والاستغلال في الفضاء الافتراضي، وبناء بيئة تكنولوجية صحية تعزز مناعة الأطفال وتؤهلهم لقيادة المستقبل بوعي وحكمة.
ودعت سموها إلى تزويد الآباء والمعلمين بأساليب الهندسة السلوكية لمواجهة الإدمان والتلاعب الاستهلاكي، ليتمكنوا من نقل هذه المعرفة إلى الأجيال القادمة.
وتسعى القمة إلى بناء عالم يتمتع فيه كل فرد بالقدرة على التحكم في حياته الرقمية، وتُعد الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات منصة دولية سنوية تجمع قادة الهيئات التنظيمية وصناع القرار والخبراء لبحث أحدث التطورات في قطاعي الاتصالات وتقنية المعلومات.
وحملت قمة "سينك" التي عُقدت تحت شعار "جيل ألفا، جيل الذكاء الاصطناعي.. من يحمي جيلنا القادم؟"، أصواتًا عالمية من مجالات التقنية والتعليم والسياسات، لاستكشاف أطر استباقية تحمي الأطفال، وتحافظ على الثقافة، وتوفر بيئة تشجع على الإبداع والابتكار.
واستعرض التقرير تأثير التقنية على الطفولة وأساليب التربية والحياة الأسرية في المملكة العربية السعودية بنتائج شيقة وبارزة منها تأييد نحو 95% من أولياء الأمور على تنظيم الحكومة للمحتوى الرقمي، ويرى نصفهم أن حملات التوعية العامة والتعليم تعدّ أكثر الوسائل فاعلية، ويحرص أولياء الأمور السعوديون على متابعة محتوى الشاشات للتأكد من أن ما يشاهده أطفالهم صالح ومناسب لأعمارهم، ومتوافق مع قيم وثقافة المجتمع.
وتطرقت القمة إلى تقرير جيل ألفا الذي استغرق عامين كاملين، جمع خلالها آراء أكثر من (750) مشاركًا سعوديًا من أولياء الأمور والمعلمين والخبراء، دمجت بين البيانات الكمية المستقاة من الاستبانات والبحث النوعي الأنثروبولوجي.
وفي نتائج التقرير يرى أكثر من (85%) من المشاركين أن التقنية تسهم في دعم التعليم والصحة وتعزيز التعاون العالمي، بينما يطالب (90%) بوضع ضوابط أقوى لحماية القيم، ويقدّر معظم أولياء الأمور السعوديين -بنسبة 93%- دور الأجهزة الرقمية في إتاحة الوصول إلى المعلومات وتنمية مهارات المستقبل.
وامتدت جهود "سينك" لتشمل توعية الرأي العام والإسهام في صياغة السياسات وتعزيز بيئات رقمية صحية، وتُمثل نتائج التقريرين الوطني والعالمي أساسًا للحملات المستقبلية، والأدوات التعليمية، والبرامج متعددة القطاعات التي تدعم الأسر وصنّاع القرار على الصعيد العالمي، وأن دور الأسر السعودية لا يقتصر على التكيف مع التحوّل الرقمي فحسب، بل المشاركة الفاعلة في تشكيله، مع الحفاظ على توازن بين التقدم التقني والقيم الأصيلة.
0 تعليق