22 مليار دولار... عرض استثمار صيني في «الصابرية» - هرم مصر

الجريدة الكويتية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في وقت تعقد اللجنة الوزارية لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الكويت والصين اجتماعاً اليوم، رفعت شركة MCC الصينية إليها وإلى المؤسسة العامة للرعاية السكنية، تصوّرها المتكامل لإنشاء مدينة الصابرية الجديدة، إلى جانب مدينتين عماليتين في الصابرية وجنوب الجهراء، وذلك في إطار الاتفاقيات المشتركة الموقّعة بين الكويت والصين، والتي تحظى برعاية خاصة من قيادتَي البلدين.

رؤية الكويت

وفي خطابها الرسمي الذي وجهته إلى «السكنية» واللجنة الوزارية، وحصلت «الجريدة» على نسخة منه، أكدت الشركة أن مشروع مدينة الصابرية الذي يحظى بمتابعة دقيقة من قيادتي البلدين، ويُنظر إليه باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق أهداف رؤية الكويت 2035، يساهم في توفير مدن جديدة حديثة تقلل من الكثافة السكانية في المناطق الحضرية الحالية، وتنظم وجود العمالة في مجمعات مخصصة ومجهزة، ويشمل المشروع إنشاء 52 ألف وحدة سكنية كاملة المرافق والخدمات، إضافة إلى بنية تحتية متطورة تغطي الطرق والمياه والكهرباء والصرف الصحي، مما يجعله أحد أضخم المشاريع الإسكانية في تاريخ الكويت.



التصور الذي قدمته «MCC» يتضمن انفاقاً استثمارياً، يصل إلى 22 مليار دولار (نحو 6.7 مليارات دينار) في مدينة الصابرية وحدها، وفق نظام EPC+F، الذي يجمع بين التمويل والتنفيذ، ويتميز هذا النموذج بكونه يرفع العبء المالي عن الدولة، حيث تتحمل الشركة الصينية تكلفة التنفيذ والتمويل كاملة، مع ضمان إنجاز المشروع في مدة زمنية تتراوح بين 6 و7 سنوات.

العلاقات الثنائية

وتأتي أهمية المشروع من كونه ثمرة مباشرة للاتفاقيات الموقّعة مع بكين، ولا يُحمل الحكومة الكويتية أي تكلفة على الدولة، وسط تأكيد مستمر على دفع العلاقات الثنائية نحو شراكة استراتيجية شاملة تشمل مجالات الإسكان والبنية التحتية والطاقة.

معايير السكنية

ووفق الوثائق الرسمية للشركة، ينقسم المشروع إلى عدة محاور رئيسة: «البنية التحتية والمباني العامة، تنفذ وفق نظام EPC، التصميم والإنشاء والتسليم، وبما يتوافق مع معايير المؤسسة العامة للرعاية السكنية، والوحدات السكنية، التي ستنفذ وفق نموذج EPC+F، بقيمة تقديرية تتراوح بين 5 و6 مليارات دينار».

الشركة الصينية وضعت الكرة في ملعب «السكنية» بتقديم عرضها

ويضاف إلى ذلك محطة كهرباء بطاقة إنتاجية تصل إلى 3 - 5 غيغاوات، باستثمار قدره 1.5 مليار دينار، ومحطة لمعالجة المياه بتكلفة تقدّر بـ 400 مليون دينار، لضمان استدامة الموارد المائية وتغطية الاحتياجات المستقبلية.

وإلى جانب المدينة السكنية، يتضمن التصور الذي قدّمته الشركة إنشاء مدينتين عماليتين، الأولى في الصابرية والثانية في جنوب الجهراء، بتكلفة تصل إلى 700 مليون دينار تتحملها الشركة بالكامل.

العمالة الوافدة

ويتوقع أن يسهم هذان المشروعان في نقل العمالة من المناطق السكنية الحالية إلى مجمعات مخصصة ومنظمة بالعمالة الوافدة.

ومن بين النقاط التي تضمنها التصور المقدم من الشركة تخصيص مساحة 80 كيلومتراً مربعاً للمدينة الجديدة، مع إمكانية زيادتها إلى 110 كيلومترات، لتضم مناطق تجارية واستثمارية ومارينا بحرية، ضمن حدود المدينة، مع دراسة جدوى هندسية ومالية لأعمال الحفر وإنشاء القنوات المائية، على أساس نموذج اقتصادي مستقل يعتمد على جذب الاستثمارات الخاصة.

ويؤكد المراقبون أن نجاح المشروع يتوقف على سرعة الإنجاز في المراحل التمهيدية، خصوصاً ما يتعلق بإبرام الاتفاقية النهائية بين «السكنية» والشركة الصينية، وأن أي تأخير في حسم هذه الخطوة قد يبدد فرصة ثمينة في الاستفادة من عرض استثماري من حيث التمويل والحجم، يساهم في حل القضية الإسكانية.

كما يشير خبراء إلى أن التجارب السابقة مع المشاريع الإسكانية الكبرى أظهرت أن التأخير في اتخاذ القرار يمثّل العقبة الأبرز أمام ترجمة التصورات إلى واقع، وهو ما يستدعي من «السكنية» سرعة الحسم وإطلاق المشروع.

وبينما يبقى الرهان على قدرة الجهات المعنية على تسريع الإجراءات، فإن ما تطرحه الشركة الصينية من عرض استثماري وتمويلي وتنفيذي شامل يمثّل فرصة استثنائية قد لا تتكرر، وفرصة تستحق أن تُدرَس بعناية ويُبنى عليها مستقبل جديد للإسكان في الكويت.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق