لم تندمل جراح الزلزال الأول... زلزال جديد يحصد أرواح 1400 في شرق أفغانستان وإصابة الآلاف - هرم مصر

رؤيه نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ارتفاع ضحايا الزلزال الجديد شرق أفغانستان إلى 1400 قتيل و3100 جريح

فيما لم تلتئم بعد جراح الكارثة الأولى، عاد الرعب ليضرب من جديد شرق أفغانستان، الثلاثاء، على هيئة هزة ارتدادية قوية بلغت شدتها 5.2 درجة على مقياس ريختر، لتزيد من هلع آلاف العائلات المنكوبة التي لا تزال تبحث عن ناجين تحت أنقاض الزلزال المدمر الذي حوّل قراهم إلى ركام مساء الأحد.


وتأتي هذه الهزة الجديدة لتفاقم من حجم المأساة الإنسانية في واحدة من أدمى الكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد منذ عقود، حيث تكافح فرق الإنقاذ في سباق محموم مع الزمن وسط ظروف بالغة التعقيد.

كارثة تتكشف.. أكثر من 1400 ضحية وآلاف المنازل المدمرة

تتركز المأساة بشكل خاص في ولاية كونار الجبلية، التي سجلت وحدها الحصيلة الأكبر من ضحايا الزلزال الأول البالغة قوته 6 درجات، حيث تم إحصاء 1411 قتيلاً و3124 جريحاً. وكشف مستشفى جلال آباد المركزي في ولاية ننغرهار المجاورة عن استقباله لنحو 600 مصاب يعانون من إصابات خطيرة في الرأس والظهر والأطراف، مما يعكس شدة الكارثة.

ولم تقتصر الخسائر على الأرواح، إذ أدت قوة الزلزال إلى تدمير ما يزيد عن 5400 منزل بالكامل، مما ترك آلاف الأسر في العراء دون مأوى.

سباق محموم مع الزمن وسط الأنقاض

تتواصل عمليات البحث والإنقاذ دون توقف، حيث وصف المسؤولون المحليون الجهود بأنها "لم تتوقف طوال الليل" بفضل تكاتف المسعفين والسكان القادمين من المناطق المجاورة. لكن المهمة تواجه عقبات هائلة، إذ أدت الانزلاقات الطينية التي أعقبت الزلزال إلى قطع الطرق المؤدية إلى العديد من القرى المنكوبة، مما جعل الوصول إليها شبه مستحيل.

وفي مشاهد مؤثرة، يواصل الأهالي الحفر بأيديهم العارية بين أنقاض منازلهم الطينية والحجرية على أمل العثور على أحبائهم، بينما تقام الصلوات وتوارى جثامين الضحايا، ومن بينهم أطفال، الثرى في مقابر جماعية.

تحذيرات أممية من أزمة إنسانية عميقة

حذر منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة من أن عدد المتأثرين بالكارثة قد يصل إلى مئات الآلاف، في بلد يعاني أصلاً من وضع إنساني حرج، حيث يعيش 85% من سكانه تحت خط الفقر. وتتفاقم الأزمة بسبب الانخفاض الحاد في المساعدات الدولية منذ عودة طالبان إلى السلطة عام 2021.

ورغم إعلان الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا عن تقديم مساعدات عاجلة، إلا أن حجم الكارثة يفوق بكثير القدرات المتاحة، مما يضع ضغطاً هائلاً على النظام الصحي والبنية التحتية المتهالكة.

أفغانستان تحت رحمة طبيعتها الجيولوجية

تقع أفغانستان فوق خط صدع زلزالي نشط في منطقة جبال هندوكوش، عند نقطة التقاء الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية، مما يجعلها عرضة بشكل دائم للهزات الأرضية العنيفة. ويشير الخبراء إلى أن عمق الزلزال الأخير الذي لم يتجاوز 10 كيلومترات هو السبب الرئيسي في حجم الدمار الهائل.

وتعيد هذه الكارثة إلى الأذهان زلازل مدمرة سابقة، أبرزها زلزال ولاية هرات في أكتوبر 2023 الذي أودى بحياة أكثر من 1500 شخص، مما يؤكد أن البلاد تعيش فصولاً متكررة من المعاناة مع طبيعتها الجيولوجية القاسية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق