إيمان بوجملين
Published On 2/9/20252/9/2025
|آخر تحديث: 18:57 (توقيت مكة)آخر تحديث: 18:57 (توقيت مكة)
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل ما يقارب 23 شهرا، لم تعد تداعياتها مقتصرة على الميدان العسكري أو السياسي فحسب، بل امتدت لتؤثر على حياة الإسرائيليين اليومية، حتى في أبسط تفاصيلها مثل السفر أو السياحة. فقد تحولت المطاعم والفنادق والشوارع في عدد من الدول الأوروبية والمتوسطية إلى مسرح لمواقف متوترة، طُرد أثناءها سياح إسرائيليون أو مُنعوا من دخول أماكن عامة، في مشاهد التقطتها عدسات الهواتف وانتشرت كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي.
يعتبر بعضهم هذه الحوادث "مقاطعة شعبية" لإسرائيل، تعكس حالة الغضب العالمية من صور الدمار والمجازر في غزة، لا سيما مع التنديد الدولي الواضح بالجرائم التي ترتكبها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أصبح مطلوبا لدى محكمة العدل الدولية.
اليونان
في جزيرة ناكسوس اليونانية، وقعت حادثة أثارت جدلا واسعا حين حاول أحد أفراد عائلة بريطانية يهودية إزالة ملصق على جدار مطعم يدعو إلى مقاطعة إسرائيل. رد صاحب المطعم جاء حاسما، إذ طلب منهم مغادرة المكان فورا، ليغادروا وسط تصفيق وسخرية بقية الزبائن.
الفيديو الذي وثّق الحادثة انتشر بسرعة، ورآه بعضهم رسالة على اتساع التضامن الشعبي مع الفلسطينيين في قلب أوروبا.
إسبانيا
أما في مدينة فيغو الإسبانية (شمال غربي البلاد)، فقد شهد أحد المطاعم مواجهة أكثر حدة، بعدما طرد مدير المكان مجموعة من السياح الإسرائيليين وعددهم ثمانية. في الفيديو الذي صوّره المدير نفسه، ظهر وهو يصرخ في وجوههم: "أنتم تقتلون فلسطين، اذهبوا لتناول الطعام في غزة"، قبل أن يسحب منهم قائمة الطعام ويضيف: "أنتم تقتلون الناس ثم تذهبون في إجازة. اخرجوا من هنا!" وسط هتافات "فلسطين حرة" و"عاشت فلسطين".
@ajplusfrancais En Espagne, un restaurateur a expulsé des touristes israélien·nes en les invitant à aller manger dans la bande de Gaza. #ajplusfrançais #espagne #espagne???????? #vigo #restaurant #israel
♬ Minimal for news / news suspense(1169746) – Hiraoka Kotaro
إيطاليا
أما أشهر الحوادث، فوقع في مدينة نابولي الإيطالية، حيث طُرد زوجان إسرائيليان من أحد المطاعم بعد نقاش مع صاحبة المكان عن الحرب على غزة. صاحبة المطعم قالت لهما صراحة: "الصهاينة غير مرحب بهم"، مؤكدة دعمها لما وصفته بـ"الحملة ضد الإبادة الفلسطينية". الأمر دفع السفارة الإسرائيلية في روما للتدخل، بينما يفكر الطرفان في اللجوء إلى القضاء.
إعلان
ولم يتوقف الجدل عند حدود نابولي، إذ تناقلت وسائل الإعلام الإيطالية والعالمية الواقعة على نطاق واسع.
في عرض البحر
الحوادث لم تقتصر على البرّ، بل وصلت إلى البحر أيضا. ففي اليونان، اضطرت سفينة سياحية تحمل نحو 1600 راكب إسرائيلي إلى تغيير مسارها إلى قبرص، بعدما رفض مئات المتظاهرين في جزيرة سيروس السماح لها بالرسو، احتجاجا على الحرب على غزة. وقد رفع المتظاهرون لافتة كبيرة كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية" إلى جانب الأعلام الفلسطينية.
في جزيرة سيكلاديك، تكرر المشهد عندما اعترض أكثر من 300 متظاهر وصول سفينة "كراون إيريس"، ما حال دون نزول الركاب الإسرائيليين إلى اليابسة وسط مخاوف أمنية.
وبينما يتعرض السياح الإسرائيليون لهذه المواقف في الخارج، يعيش الفلسطينيون في الداخل كارثة إنسانية متصاعدة. فبحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، خلّفت الحرب المستمرة منذ ما يقارب العامين نحو 63 ألفا و459 قتيلا وأكثر من 160 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين. كما تسببت المجاعة في وفاة 339 فلسطينيا منهم 124 طفلا حتى الأحد الماضي.
0 تعليق