فيديو تجاهل الرئيس الصيني مصافحة رئيس الوزراء الهندي في شنغهاي.. ما حقيقته؟ - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

معاذ أحمد

Published On 2/9/20252/9/2025

|

آخر تحديث: 14:33 (توقيت مكة)آخر تحديث: 14:33 (توقيت مكة)

أثناء قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي عقدت في مدينة تيانجين الصينية، انتشر فيديو على نطاق واسع أثار جدلا في البروتوكولات الدبلوماسية، حيث أظهر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وهو يمد يده لمصافحة الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي بدا وكأنه يتجاهل المصافحة ويواصل سيره دون توقف.

هذا المقطع، الذي لا يتجاوز بضع ثوان، انفجر على منصات التواصل الاجتماعي وأعيد نشره باعتباره "إهانة دبلوماسية متعمدة" ورسالة سياسية صارمة من بكين.

فهل كانت هذه اللحظة تجاهلا متعمدا، أم أنها مجرد لقطة مقطوعة من سياقها الكامل؟

بداية الانتشار

في 31 أغسطس/آب الماضي، انتشر مقطع مصور لا يتجاوز 10 ثوان قيل إنه من لقاء رئيس الوزراء الهندي، والرئيس الصيني، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وأثار جدلا واسعا على منصات التواصل.

وأوحى الفيديو أن شي جين تجاهل يد مودي ولم يبادله المصافحة عند استقباله، ما فتح الباب لموجة من التعليقات الساخرة والانتقادات الحادة.

 

إهانة مودي

أحد التعليقات الأكثر تداولا جاء بنبرة ساخرة: "أيها الباكستانيون، إن لم تجعلوا هذا الفيديو ينتشر فعليكم مغادرة وسائل التواصل! الرئيس الصيني شي جين بينغ لم يصافح مودي وأعاده إلى حجمه الحقيقي".

 

كما وصف ناشطون المشهد بأنه "إهانة لمودي" واعتبره آخرون أنه "استسلام واضح، ونسيان لتضحيات 20 جنديا هنديا قتلوا في اشتباكات مع القوات الصينية بمنطقة لاداخ في منتصف يونيو/حزيران 2020″.

إعلان

وسرعان ما انتشرت على المنصات تحليلات في لغة الجسد، صورت الرئيس الصيني بأنه بدا جامدا بلا تعابير، في حين ظهر مودي مبالغا في الابتسامة ومندفعا إلى الأمام، وهو ما غذى رواية تعتبر أن المشهد يعكس إشارة واضحة على اختلال ميزان القوى بين بكين ونيودلهي.

حقيقة المقطع

فريق "الجزيرة تحقق" أجرى بحثا عكسيا على المواد البصرية المرتبطة بمقطع الفيديو الذي حاز انتشارا واسعا ليتبين أنه مضلل.

وتوصل الفريق إلى نسخة منشورة من نفس الفيديو بتاريخ 23 أكتوبر/تشرين الأول 2024 على منصة "إكس"، وتظهر لقاء رسميا بين مودي وشي جين على هامش قمة البريكس في مدينة قازان الروسية، وليس من قمة منظمة شنغهاي في تيانجين.

ويبين سياق الفيديو الأصلي أن المصافحة جرت في إطار بروتوكولي طبيعي بين زعيمين، إذ تكشف الثانية الثامنة من التسجيل أنهما تبادلا المصافحة والتقطا صورا تذكارية أمام أعلام بلديهما، بعد لحظات من اللقطة التي وُظفت توظيفا مثيرا للجدل.

 

ترحيب وهمي

في المقابل، اجتاحت منصة إكس صورة لعرض ضخم بالطائرات المسيرة قيل إنه أقيم في سماء الصين احتفاء بزيارة مودي إلى البلاد.

المشهد بدا لافتا لمئات الطائرات المضاءة وهي تشكل ملامح وجه رئيس الوزراء الهندي، وإلى جواره عبارة ترحيبية بالإنجليزية، في لوحة بصرية ضخمة وصفت بأنها استقبال غير مسبوق يعكس مكانة الهند لدى بكين.

وانتشرت الصورة على نطاق واسع عبر حسابات سياسية وإعلامية، منها حسابات رسمية لبرلمانيين في الهند روجوا لها باعتبارها دليلا على حفاوة استثنائية.

كما تفاعل ناشطون مع الصورة بعبارات ساخرة ومبالغ فيها، إذ كتب أحدهم أن "الصين ترحب برئيس الوزراء الهندي في قمة شنغهاي، بينما باكستان وأميركا تبكيان في الزاوية"، في حين علقت مدونة أخرى على منصة "إكس": "الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا بد أن تطارده الكوابيس بعد رؤية هذا الترحيب الأسطوري".

فبركة بصرية

وبالتحقق من الصورة المتداولة، اتضح أنها "مفبركة"، إذ نشرها حساب (Suprans China) قبل أيام من بدء القمة على حسابه في "إنستغرام" الذي يتابعه نحو مليون شخص.

 

وبتعميق البحث عبر المصادر المفتوحة، توصل فريقنا إلى أن عرض طائرات الدرون يعود إلى 19 أبريل/نيسان الماضي، وأقيم في تشونغتشينغ جنوب غربي الصين، ضمن فعالية تقام أسبوعيا، ولا علاقة لها بقمة شنغهاي.

إعلان

كما تظهر الصورة المرفقة الصورة الأصلية للعرض، قبل التعديل وإضافة صورة مودي عليها، إذ نشرت في قنوات على يوتيوب، إضافة إلى الموقع الرسمي لوكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا)  في 20 أبريل/نيسان 2025.

يذكر أن الاجتماع الثنائي عقد بعد 5 أيام من فرض واشنطن رسوما جمركية بنسبة 50% على البضائع الهندية بسبب مشتريات نيودلهي من النفط الروسي، وقال مودي إن أجواء من "السلام والاستقرار" نشأت على الحدود المتنازع عليها في منطقة جبال الهيمالايا بين بلاده والصين.

ويزور مودي الصين للمرة الأولى منذ 7 سنوات لحضور اجتماع المنتدى الأمني الإقليمي الذي يستمر يومين، ويشارك فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة من آسيا الوسطى وجنوب شرقي آسيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط، في استعراض لتضامن دول الجنوب العالمي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق